نيويورك تايمز تنشر رسالة حكيم العريبي عن فراره من الجانب المظلم للبحرين

العريبي: البحرين أعادت تحريك ملف اعتقالي أثناء وجودي بقطر
لاعب الكرة البحريني حكيم العريبي (الجزيرة)

"الفرار من الجانب المظلم للبحرين"، هكذا عنون لاعب كرة القدم والمعارض البحريني حكيم العريبي رسالة نشرتها صحيفة نيويورك تايمز يشكر فيها كل من كانت له يد في استعادته الحرية وإطلاق السلطات التايلندية سراحه بعد اعتقاله بطلب من البحرين.

ويضيف العريبي أنه بمقدور حكومة البحرين اعتقال وتعذيب وقمع رعاياها، طالما تغض دول كالولايات المتحدة وبريطانيا الطرف عنها، مقدمة مصالحها على حياة البحرينيين.

وقال العريبي إنه لن ينسى أبدا عبارات الحب والدعم التي استقبل بها لحظة وصوله إلى أستراليا يوم 12 فبراير/شباط الجاري بعد أن أمضى 67 يوما محتجزا في تايلند، وأضاف أن المؤازرة الدولية المشتركة في قضيته هي التي أعادت له حريته وهو الآن مع زوجته، ومن أجل هذا يشعران بامتنان عميق لكل من ساهم في عودته سالما.

ويحكي العريبي أن ما جعله يصمد طوال هذه الأيام الـ67 المظلمة هو علمه بأن العالم أجمع كان شاهدا على هذا الظلم عندما رآه الملايين وهو حافي القدمين ومكبلا بالأصفاد خلال جلسة استماع في بانكوك، لا لجرم قد اقترفه، ولكن لأنه يعتقد أن الأسرة الحاكمة في تايلند تصادف أنها وطيدة العلاقات مع أسرة آل خليفة الحاكمة التي تحكم البحرين حيث ولد ومثّلها في فريق كرة القدم الوطني.

وقال إن الأغلال كانت مهينة وإنه ليس مجرما، ومع ذلك حوكم غيابيا فيما بدا مقبولا على نطاق واسع أنها تهم ملفقة، بما في ذلك اتهام غير منطقي بأنه شارك في إحراق مركز للشرطة بينما كان يشارك وقتها في مباراة متلفزة وحكم عليه بالسجن عشر سنوات.

ويعتقد اعتقادا راسخا أن جريمته الوحيدة كانت إزعاج الأسرة الحاكمة للبحرين بلفت الانتباه إلى فشل رئيس الاتحاد الآسيوي لكرة القدم الشيخ سلمان بن إبراهيم آل خليفة في حماية الرياضيين، وتورطه المزعوم في اعتقالهم وتعذيبهم بعد المظاهرات المؤيدة للديمقراطية في البلاد في 2011.

هناك جانب مظلم للرياضة في البحرين حيث تستغل المملكة الثروة والرياضة لتبييض إرثها من الإساءات وإسكات أولئك الذين يحاولون لفت الانتباه إلى هذا النمط

وأضاف العريبي أنه فرّ من البحرين عام 2014 بعد أن علم بالتهم الموجهة له، وأقام في أستراليا حيث منح وضع لاجئ عام 2017، ومع شعوره بالأمان هناك نسي أن هناك اتهامات ظالمة ضده، وخطط هو وزوجته لشهر العسل، ووصلا إلى تايلند وهناك فرقت السلطات بينه وبين زوجته، واحتجز في مركز اعتقال.

وعلق على ما يعتقده كثير من الناس بأن عودته إلى أستراليا كانت نصرا مبينا، بأنها كانت نصف نصر فقط حيث إنه اجتمع بزوجته مرة أخرى، ولكن هذه العودة تذكره أيضا بأن حلمه بعودته النهائية إلى البحرين لن يكون واقعا ملموسا في أي وقت قريب وأن ما ينتظره هناك زنزانة فقط بينما أستراليا الآن أصبحت وطنه وحكومتها وشعبها وقفوا بجانبه.

واستطرد العريبي بأن هناك جانبا مظلما للرياضة في البحرين حيث تستغل المملكة الثروة والرياضة لتبييض إرثها من الإساءات وإسكات أولئك الذين يحاولون لفت الانتباه إلى هذا النمط.

ويروي أن البحرين تجرأت في انتهاك حقوق الإنسان بفضل الرئيس الأميركي دونالد ترامب الذي كان واضحا عندما قال لحكومتها "لن يكون هناك ضغوط مع هذه الإدارة". وكانت الولايات المتحدة في وضع قوي للمساعدة في إنهاء محنته، لكنها بدلا من ذلك قررت التزام الصمت.

وختم العريبي رسالته بأنه محظوظ لأنه تمكّن من العودة لأستراليا ومواصلة حياته فيها، لكن العديد من البحرينيين الآخرين ليسوا بمثل حظه وأنهم إذا تلقوا المستوى نفسه من الدعم الدولي الذي لقيه فقد يتمتعون بالحرية ذاتها التي يحياها هو الآن.

يشار إلى أن حكيم العريبي عضو سابق في فريق البحرين الوطني لكرة القدم، ويلعب حاليا لنادي باسكو فالي لكرة القدم في ملبورن.

المصدر : نيويورك تايمز