فورين أفيرز: الخوف من التدخل الأجنبي يشجع مؤيدي مادورو على التمسك به

Venezuela's President Nicolas Maduro waves a flag of the Venezuela's United Socialist Party (PSUV) during a congress plenary of the party in Caracas, Venezuela February 2, 2018. Miraflores Palace/Handout via REUTERS ATTENTION EDITORS - THIS PICTURE WAS PROVIDED BY A THIRD PARTY
فورين أفيرز: مطالبة غوايدو بمنصب الرئيس المؤقت واعتراف دول أجنبية به وتطبيق عقوبات أميركية جديدة عززت وحدة الائتلاف الحاكم (رويترز)

يشير تقرير نشره موقع فورين أفيرز الأميركي إلى أن التدخل الأجنبي في الشؤون الفنزويلية يعزز وحدة المؤيدين للرئيس نيكولاس مادورو ويقوي موقفه.

وأوضح التقرير أنه في الوقت الذي يشدد فيه مادورو قبضته على السلطة؛ يجادل مؤيدوه بأنهم كانوا على حق في أحد الجوانب على الأقل، وهو أن بلادهم ظلت مكبلة بصراع دائم مع الإمبريالية الأميركية وأذيالها من الفنزويليين.

وقال إن الدولة في فنزويلا ظلت تطرق على هذه الفكرة على مدى عشرين عاما وتنشرها على العامة، وفي بعض الأحيان كانت تستخدمها لتبرير غارات الشرطة السرية، وشح المواد الاستهلاكية وارتفاع الأسعار.

البعبع الأميركي
ويبدو أن البعبع الأميركي أصبح حقيقة في يناير/كانون الثاني الماضي؛ عندما أعلن زعيم المعارضة خوان غوايدو نفسه رئيسا مؤقتا، واندفعت الولايات المتحدة وكندا والعديد من البلدان في أميركا اللاتينية لتأييد زعمه.

وأوردت مراسلة الموقع إيفان بريسكو في التقرير أن أحد مؤيدي مادورو قال لها إن القضية الأساسية لثورتهم هي الاستقلالية ولا أحد منهم يقبل استسلام الحكومة أو توجيه واشنطن الإنذارات لبلادهم.

وقالت بريسكو إنها تحدثت في العاصمة الفنزويلية كراكاس إلى مسؤولين كبار حاليين وسابقين في السلطة التنفيذية، والجمعية الوطنية التأسيسية، والحزب الفنزويلي الاشتراكي الموحد وفي الحكومات الإقليمية؛ وجميع هذه الجهات مؤيدة لمادورو.

كانوا في حالة غليان
وذكرت أن من تحدثت إليهم قالوا لها إن مطالبة غوايدو بمنصب الرئيس المؤقت، والاعتراف به من قبل حكومات أخرى، وتطبيق عقوبات جديدة مخيفة ضد حكومة مادورو لم تضعف الائتلاف الحاكم، بل عززت الوحدة بين أطرافه المتباينة، وأحيانا المتنافسة في الحركة الشافيزية. ونسبت لأحد الوزراء السابقين قوله إن وضعهم داخل الحركة قبل قرار غوايدو كان في حالة غليان، لكن ومنذ ذلك الحين أصبحوا متحدين.

‪‬ مظاهرة للمعارضة الفنزويلية بالعاصمة كراكاس(رويترز)
‪‬ مظاهرة للمعارضة الفنزويلية بالعاصمة كراكاس(رويترز)

وعلقت المراسلة بأن هذه التصريحات قد تكون لمجرد التباهي بميزة الحركة التي بناها زعيم أميركا اللاتينية الأكثر إثارة في القرن 21 الراحل هوغو شافيز، لكنها تصدر من مسؤولين كبار لا يخفون انتقاداتهم لحكومتهم.

وأضافت أن هؤلاء المسؤولين عبّروا لها خلال حواراتها الطويلة في كراكاس عن انتقادات لاذعة ضد أميركا وغوايدو، لكنهم أيضا تحدثوا عن الأخطاء خلال فترة حكمهم التي استمرت عقدين، واجتهدوا في الإجابة عن السؤال بشأن إمكانية العثور على حل وسط مع المعارضة، حتى أن البعض اقترح أن من الممكن تغيير قيادة الحركة، رغم أنه لا أحد كان على يقين بكيفية تنفيذ ذلك.

واشنطن تضعف الحلول الوسط
وأشارت إلى أن هناك مداخل للمفاوضات، لكنها هشة، ويمكن أن تختفي بسهولة في مواجهة الموقف المتشدد الحالي لواشنطن تجاه مادورو وتجاه الاشتراكية على نطاق الأميركتين.

ومع ذلك، فإن هذا التسامح تجاه مادورو -تقول بريسكو- يصعب فهمه مع استشراء الجوع لدى الجميع باستثناء المسؤولين الأقوياء أو الفاسدين؛ إذ يحصل الموظف رفيع المستوى ذو الخبرة المعقولة على نحو عشرين ألف بوليفار في الشهر، أي ما يعادل نحو ستة دولارات شهريا.

دعم حكومي لغالبية السكان
وأكدت أن الدولة توفر الآن للمواطنين صناديق شهرية من الحصص المدعومة التي توفر مصدرا مهما للكربوهيدرات؛ مثل المكرونة والأرز والدقيق، بالإضافة إلى بضع علب من سمك التونة. ووفقا لدراسة استقصائية اجتماعية حديثة مؤخرا، بلغ عدد من يحصلون على المعونات الحكومية أكثر من سبعة ملايين أسرة، أو نحو 90% من السكان. ويقدر مصدر حكومي رفيع المستوى التكلفة بأكثر من أربعمئة مليون دولار شهريا.

لكن الإمدادات الغذائية للدولة أصبحت الآن في خطر؛ ففي نهاية يناير/كانون الثاني الماضي فرضت الولايات المتحدة عقوبات على شركة النفط الوطنية الفنزويلية، التي كانت حتى ذلك الوقت أكبر مصدر للعملة الصعبة لحكومة مادورو.

وبتجميد العائدات على مشترياتها من النفط الفنزويلي، كانت واشنطن تأمل تجويع النظام وإقناع مؤيدي مادورو بالتخلي عنه وإفساح المجال أمام غوايدو وإجراء انتخابات حرة. وبدل ذلك، سارع المسؤولون الفنزويليون للعثور على مصادر بديلة للعملة الصعبة، مثل شحن الذهب إلى خارج البلاد، أو بيع النفط لأطراف ثالثة مثل الروس.

المصدر : فورين أفيرز