بسبب تغطيتها للحراك اللبناني.. استقالات من صحيفة مقربة من حزب الله

A man takes a picture of the last print of Lebanese daily newspaper Al-Mustaqbal with his mobile phone in front of a kiosk in Beirut, Lebanon, January 31, 2019. REUTERS/Mohamed Azakir
صحيفة الأخبار محسوبة على حزب الله اللبناني (رويترز-أرشيف)

شهدت جريدة الأخبار اللبنانية -التي توصف بأنها مقربة من حزب الله- سلسلة استقالات من العمل على خلفية أسباب مهنية متعلقة بتغطية الاحتجاجات الشعبية التي انطلقت في 17 أكتوبر/تشرين الأول 2019.

وتقدمت الصحفية في الجريدة فيفيان عقيقي الثلاثاء باستقالتها، كاشفة أنها تأتي لأسباب مهنية متعلقة بتغطية الاحتجاجات الشعبية.

وفي تغريدة على تويتر، كتبت عقيقي "هناك أيضا أسباب متراكمة ومتعلقة بالأداء المهني للصحيفة، ولم تتم معالجتها يوما".

وأضافت "أشكر الأخبار على الفرصة التي منحتني إياها منذ أربع سنوات.. لكني اليوم لم أعد أجد نفسي فيها".

كما استقالت الصحفية صباح أيوب من الجريدة، وغردت الثلاثاء قائلة "تقدمتُ باستقالتي من جريدة الأخبار، نتيجة لتراكم أسباب آخرها أداء الجريدة في تغطية انتفاضة 17 أكتوبر".

من جانبه، أعلن الصحفي محمد الجنون -في تغريدة عبر تويتر- عن "وقف الاستكتاب مع جريدة الأخبار، التي وجد أنها لم تعطِ الحق المطلوب للحراك الشعبي".

وتقدم بالشكر للجريدة على الفرصة التي منحته إياها منذ خمس سنوات، قائلا "القلم الحر لا تُزيفه سياسات ولا انتماءات".

والاثنين، قالت الصحفية المُستقيلة جوي سليم -في حديث للأناضول- إن "جريدة الأخبار تحولت من مؤيدة للحراك، إلى صحيفة تتبنى وجهة النظر السياسية التي تعتبر أن هناك مؤامرات خارجية، وتمويلا من السفارات لهذه الحركة".

والأسبوع الماضي، تقدم الصحفي محمد زبيب -الذي كان يترأس قسم الاقتصاد فيها- باستقالته من الصحيفة.

وكتب زبيب على فيسبوك حينها "صدر ملحق رأس المال من دوني ومن دون غسان ديبة وآخرين كانوا من رواد هذه التجربة. منعا لأي التباس، تقدمت باستقالتي احتجاجا على موقف إدارة الصحيفة من الانتفاضة. وبالتالي لم أعد مسؤولا عن هذا الملحق".

وكشفت مصادر من داخل الجريدة للأناضول، أن الخلافات الحاصلة في أروقتها سياسية بامتياز، خصوصا أن هناك وجهات نظر مُختلفة في نقل وتغطية الحراك الشعبي.

وتُعد "الأخبار" من الصحف الأكثر قراءة في لبنان، ولدى بدء الحراك الشعبي قبل أكثر من أسبوعين اتخذت الصحيفة موقفا مؤيدا للتحرك وعنونت "الشعب يستطيع"، حتى إنها وصفت ما يحصل بـ"انتفاضة شعبية يشهدها لبنان من أقصاه إلى أقصاه، فجرتها الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية السيئة".

وبعد أيام تغير موقف الصحيفة، فحذرت من "خطف" الحراك أو استغلاله من قوى سياسية مدعومة من دول إقليمية.

وغداة كلمة الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله في 25 أكتوبر/تشرين الأول التي حذر فيها من "الفوضى والانهيار" في حال استقالة الحكومة برئاسة سعد الحريري (التي استقالت لاحقا)، وشكك بـ"عفوية" الحراك الشعبي، خرجت الصحيفة بعنوان "لبنان ينقسم".

ثم بدأت تصر على فكرة أن الشارع "خُطف" من خصوم حزب الله السياسيين، منتقدة قطع الطرق وشل البلاد.

والاثنين، عنونت الصحيفة "حان وقت الحقيقة: من يلعب بالبلاد؟"، وكتبت "بعدما دخلت الهبة الشعبية أسبوعها الثالث، تبدو البلاد أسيرة سلطة مكابرة وعاجزة عن الإنقاذ، ومراهقين لا يرون أبعد من أنوفهم، ومجموعة من المتآمرين الذين يريدون الفوضى، ولو على حساب الناس المحتجين على كل واقعهم المزري".

وتتواصل في لبنان احتجاجات بدأت في 17 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، تنديدا بزيادة ضرائب في موازنة 2020، قبل أن ترتفع سقف مطالبها إلى المناداة برحيل الطبقة الحاكمة بأسرها.

وقدم رئيس الحكومة سعد الحريري استقالته لرئيس الجمهورية ميشال عون بعد احتجاجات حاشدة استمرت نحو أسبوعين في مختلف أنحاء البلاد.

ورغم استقالة الحريري فإن المتظاهرين لا يزالون في الشوارع، مُتمسكين بقائمة مطالبهم المُتمثلة في تشكيل حكومة كفاءات (تكنوقراط) مُصغرة، ومُحاسبة جميع الفاسدين في السلطة، ورفع السرية المصرفية عن السياسيين.

المصدر : وكالات