نيويورك تايمز: ما مصير أسرى ومعتقلي تنظيم الدولة لدى الأكراد شمال سوريا؟

Turkish military vehicles are seen in the Turkish border town of Ceylanpinar in Sanliurfa province, Turkey, October 11, 2019. REUTERS/Murad Sezer
آليات عسكرية تركية قرب الحدود مع سوريا (رويترز)

يقول الكاتب الأميركي شارلي سافاج إنه نظرا للعملية العسكرية شمال سوريا، فإن هناك العديد من التساؤلات بشأن مصير عشرات الآلاف من معتقلي ونساء وأطفال تنظيم الدولة المحتجزين لدى الأكراد.

ويشير الكاتب إلى استمرار احتجاز الأكراد لأحد عشر ألف مقاتل وآلاف من نساء وأطفال تنظيم الدولة، ويدرج بعض التساؤلات بهذا الشأن عبر مقال نشرته صحيفة نيويورك تايمز الأميركية ويجيب عنها، وهي:

من معتقلو تنظيم الدولة؟
قامت قوات سوريا الديمقراطية بإدارة أرخبيل يضم حوالي ستة مواقع احتجاز مخصصة في زمن الحرب للأسرى من مقاتلي تنظيم الدولة.

وتتألف هذه المواقع من مدارس سابقة في مدن مثل عين عيسى وعين العرب كوباني ومن سجن حكومي سوري سابق في الحسكة.

وتضم السجون نحو أحد عشر ألف رجل، منهم حوالي تسعة آلاف من السكان المحليين -السوريين أو العراقيين- ونحو ألفي شخص من خمسين دولة أخرى كانت حكوماتهم المحلية مترددة في إعادتهم إلى أوطانهم.

والعشرات من هؤلاء الرجال هم أوروبيون من دول مثل بلجيكا وبريطانيا وفرنسا وألمانيا، ولكن كثيرا منهم يأتون من دول أخرى تشكل جزءا من العالم الإسلامي مثل مصر وتونس واليمن.

كما يدير الأكراد أكثر من اثني عشر مخيما للعائلات التي نزحت بسبب النزاع والتي تضم عشرات الآلاف من الناس، وكثير منهم زوجات غير سوريات وأطفال لمقاتلي تنظيم الدولة.

ويشمل ذلك مخيم الهول العملاق على بعد حوالي أربعين كيلومترا جنوب شرق الحسكة، حيث يعيش نحو سبعين ألف شخص في ظروف مزرية للغاية، ومخيم آخر في عين عيسى.

هل تؤدي الفوضى إلى فرار مقاتلي تنظيم الدولة المعتقلين؟
أحد المخاوف يتمثل في قيام الأكراد بإعادة نشر حراس السجون والمخيمات للمساعدة في قتال الأتراك، مما يسهل فرار مقاتلي تنظيم الدولة.

ولقد سُمح قبل أيام لمئات من نساء وأطفال تنظيم الدولة المحتجزين بمغادرة مخيم النازحين في عين عيسى، وسط غارات جوية تركية هددت سلامتهم.

وينقل الكاتب عن المدير السابق لمكافحة الإرهاب بمجلس الأمن القومي الأميركي كريستوفر كوستا، "إن أسوأ سيناريو" هو أن الأكراد يشعرون بالإحباط والغضب من عمل الولايات المتحدة لدرجة أنهم قد يقررون إطلاق سراح بعض المعتقلين من مقاتلي تنظيم الدولة بالجملة.

هل تقوم تركيا أو حكومة الأسد بتولي رعاية سجناء تنظيم الدولة؟
ينسب الكاتب إلى مسؤولي البيت الأبيض قولهم إن تركيا "ستكون الآن مسؤولة عن جميع مقاتلي تنظيم الدولة في المنطقة التي تم الاستيلاء عليها خلال العامين الماضيين".

لكن تركيا لم تقدم أي إشارة علنية بأنها توافق على هذا الأمر الذي يبعث على القلق.

وليس من الواضح أيضا إذا ما كانت هناك خطة لنقل المسؤولية إلى الحكومة السورية، وسط هذه الأحداث المتسارعة.

ألم يقل ترامب إن الولايات المتحدة قد نقلت بالفعل أسوأ معتقلي تنظيم الدولة خارج سوريا؟

نعم، لكن هذا كان إلى حد كبير غير صحيح، فالأكراد يراقبون والأتراك أيضا يراقبون، ويبدو أن هذا الأمر لم يحدث.

ما حقيقة ما حدث؟
يقول الكاتب إن الجيش الأميركي كان يخطط منذ أواخر العام الماضي للحصول على قائمة بنحو خمسين من معتقلي تنظيم الدولة البارزين لنقلهم خارج سوريا، غير أنه عندما أعلن لأول مرة أنه سيسحب قواته من البلاد قامت إدارته بإبطاء الخطة.

ولكن عند إعطاء ترامب الضوء الأخضر المفاجئ للتدخل التركي، فقد حاول الجيش تحقيق هذا الطموح. وتمكنت القوات الخاصة الأميركية الأربعاء من احتجاز رجلين بريطانيين يعتقد أنهما من خلية لتنظيم الدولة قامت بتعذيب وقتل الرهائن الغربيين، وهما محتجزان الآن في قاعدة أميركية بالعراق.

 لكن الأكراد توقفوا عن التعاون مع الولايات المتحدة لأنهم غاضبون مما اعتبروه خيانة ترامب لهم، وفقا لمسؤولين أميركيين.

المصدر : الجزيرة + نيويورك تايمز