نشطاء: اعتقال قيادي بالحركة المدنية المعارضة في مصر

السياسي المصري يحيى حسين عبد الهادي
عبد الهادي نشر مقالات تنتقد سياسات السيسي وتدعو إلى اتحاد المعارضة (مواقع التواصل)
قال نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي وسياسيون إن قوات الأمن المصرية اعتقلت فجر اليوم الثلاثاء القيادي بالحركة المدنية الديمقراطية المعارضة يحيى حسين عبد الهادي.

ولم يصدر بيان من السلطات المصرية للنفي أو التأكيد، كما لم تعلن النبأ صفحة عبد الهادي الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك.

وعمل عبد الهادي متحدثا رسميا باسم الحركة على مدى العام الماضي، قبل أن يترك مكانه لمجدي عبد الحميد منتصف الشهر الجاري، وفق النظام الداخلي للحركة.

 

وجاء اعتقال عبد الهادي بعد ساعات من مؤتمر صحفي مشترك بين الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ونظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، وهو المؤتمر الذي شهد انتقادات من ماكرون لملف حقوق الإنسان في مصر، كما شهد انفعالا من السيسي على سؤال أحد الصحفيين الفرنسيين، حول اعتقال النشطاء والمدونين، ليرد السيسي منفعلا "مصر لن تبنى بالمدونين".

وخلال المؤتمر طالب السيسي الغرب بعدم النظر إلى حقوق الإنسان في مصر بعيون غربية، معتبرا أن كثرة الحديث عن قضايا حقوق الإنسان هو الذي يفاقم الأزمة، مشيرا إلى أزمات حقوقية تحدث في مناطق أخرى ولا يتحدث عنها أحد.

يأتي ذلك في الوقت الذي شددت فيه السلطات المصرية الإجراءات الأمنية ضد نشطاء الثورة، حيث ألقت القبض على خمسة من النشطاء، في أعقاب احتفالية نظمها الأحد الماضي حزبا تيار الكرامة والتحالف الشعبي بمناسبة الذكرى الثامنة لثورة يناير.

وأدانت الحركة المدنية الديمقراطية ما وصفته بأعمال الترويع والتنكيل المستمرة بثوار يناير، موضحة أن قوات الأمن اعتقلت مهاب الإبراشي، وخالد محمود، وخالد البسيوني، وجمال عبد الفتاح، وعبد العزيز فضالي.

معارض للسيسي
وفي نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، أخلت نيابة مدينة نصر (شرق القاهرة) سبيل عبد الهادي بضمان مالي، بعد اتهامه بإهانة رئيس الجمهورية ونشر أنباء من شأنها تكدير الأمن العام، وذلك على خلفية مقال كتبه بعنوان "هي ثورة وإن أنكرها لص أو رئيس"، دافع فيها عن ثورة 25 يناير، مؤكدا أنها ثورة عظيمة لا يضيرها أن يكرهها من وصفهم "بالقتلة ووزراء السخرة ولصوص المال العام".

وأعاد عبد الهادي نشر عنوان المقال في الذكرى الثامنة لثورة 25 يناير، وكان ذلك آخر ما نشره على صفحته الرسمية.

مع بداية يناير/كانون الثاني الجاري، أطلق عبد الهادي مع مئتي شخصية سياسية، حملة لجمع توقيعات على بيان يرفض التمديد لولاية جديدة للرئيس عبد الفتاح السيسي، عبر تعديل الدستور.

وأوضح البيان أن "هذا العبث الذي يتم الترويج له من شأنه تعميق أزمة الشرعية التي يعاني منها النظام الحالي نتيجة الإهمال والانتهاك المتواصل للكثير من مواد الدستور، سواء في ما حدث بشأن التفريط في الأرض المصرية في تيران وصنافير، أو ما يخص المواد المتعلقة بالعدالة الانتقالية والاجتماعية".

ويستخدم عبد الهادي مواقع التواصل الاجتماعي في انتقاد سياسات السيسي، كان آخرها ما نشره في العشرين من يناير/كانون الثاني الجاري، حيث كتب تعليقا على إصدار السيسي أوامر للحكومة بإنقاذ عجوز مشردة في الشارع وتعاني البرد، مشيرا إلى أوضاع السجناء الذين يعانون البرد.

وقال إن "المرء لا يملك إزاء هذه الرحمة الرئاسية المفاجئة إلا أن يتساءل متعجبا أتعلم أم أنت لا تعلم؟ لا أقصد هل تعلم أن الصفايا جراء قراراتك الفردية لم يعودوا قاصرين على مشردي الشوارع والأرصفة.. وإنما امتلأت بهم ملايين البيوت التي هتكت إصلاحاتك سترها.. وإنما أقصد هل تعلم ما يعانيه معارضوك في سجونك؟"

وأضاف "عفوا يا صاحب الفخامة لم أكتب هذا المقال لكي أُفسد عليكم زفة صفية وأخواتها، ولا لأستجدي لهؤلاء الرجال والنساء حقوقا يفرضها الدستور والقانون والأديان والأعراف والمروءات وكل مواثيق حقوق الإنسان، ولا طمعا في ضمهم إلى مشروع حياة كريمة، فهم كرام من قبل أن تعتلي عرش مصر، وسيبقون كراما بعد أن تغادره، كتبت هذا المقال فقط لأقول لفخامتك أنا لا أُصدقك".

وتوقع عبد الهادي أن يسبب له المقال مشاكل أمنية، بقوله "في البلاد الطبيعية يعتبر هذا المقال بلاغا للنائب العام ضد الجلاد ومرؤوسيه، أما في البلاد غير الطبيعية فقد يعتبر بلاغا ضد الكاتب".

 تاريخ نضالي
يحيى حسين عبد الهادي مواليد محافظة أسيوط عام 1954، والتحق بالكلية الفنية العسكرية عام 1972، وتخرج فيها عام 1977، وظل يخدم كضابط مهندس حتى عام 1992.

بعد خروجه من القوات المسلَحة، شارك في تأسيس مركز إعداد القادة، وأصبح مديرا للمركز ووكيلا لوزارة الاستثمار عام 2004، مركزه هذا، ومناصبه المتعددة، أهّلته لعضوية اللجنة الرئيسية لتقويم "شركة عمر أفندى"، التي ضمَّت 15 عضواً من قيادات قطاع الأعمال والخبراء.

عرف الشارع المصر عبد الهادي بوصفه الذي كشف واقعة فساد في قضية خصخصة شركة "عمر أفندي"، حيث قدم بلاغا للقضاء يتهم فيه المسؤولين بإهدار مئات الملايين من الجنيهات.

واختاره المفكر الراحل عبد الوهاب المسيري ليكون ضمن اللجنة التنسيقية لحركة "كفاية" المعارضة للرئيس الأسبق حسني مبارك، كما شارك في قيادة الحركة الشعبية "لا لبيع مصر" المناهضة لسياسات خصخصة الشركات والمصانع الحكومية، خاصة الصفقات التي يشوبها الفساد.

وشارك عبد الهادي في ثورة 25 يناير/كانون الثاني 2011، وعارض الرئيس الأسبق محمد مرسي، كما يعتبر حاليا من أبرز المعارضين للرئيس عبد الفتاح السيسي، والداعين إلى اتحاد المعارضة، ورفض الإقصاء والتفرقة بين المصريين.

المصدر : الجزيرة