يكره المهاجرين ويحارب المساجد.. هذه مواقف وزير داخلية إيطاليا
"ماذا أقول لمن يخافون من هذه الحكومة؟ نحن نتحلى باللطف ونبتسم ونحن ديمقراطيون". كان هذا أول تصريح لوزير الداخلية الإيطالي ماتيو سالفيني، عقب تسلم الحكومة الإيطالية الجديدة مهامهما بداية مايو/أيار الماضي، إلا أن تصريحات الرجل التي أعقبت تسلم مهامه لم تكن لطيفة أبدا.
ومنذ تصدر حزبه "المتطرف" (رابطة الشمال) نتائج تحالف اليمين واليمين المتطرف -الذي يضم حزب "فورتسا إيطاليا" لسيلفيو برلسكوني وأحزابا متطرفة صغيرة أخرى- في الانتخابات العامة الإيطالية التي جرت في مارس/آذار الماضي؛ فرض سالفيني نفسه بقوة في المشهد السياسي الإيطالي، والأوروبي بشكل عام.
واشتهر الوزير الإيطالي -الذي تسلم زعامة حزب "رابطة الشمال"، أكبر حزب يميني متطرف في إيطاليا في 2015- بمواقفه المعادية للمهاجرين غير النظاميين، وزادت هذه المواقف شهرة مع تشكيل الحكومة، خاصة أنه أصبح نائبا لرئيسها ووزيرا للداخلية معا، وهو منصب يعطيه هامشا واسعا لتنفيذ أفكاره التي مكنته من السلطة.
وفي ما يلي عرض لأهم تصريحات سالفيني التي أثارت ضجة:
طرد المهاجرين غير النظاميين
في يونيو/حزيران الماضي، قال سالفيني إن الزمن الجميل للـمهاجرين غير النظاميين قد ولّى، وتوعد بطردهم، داعيا إياهم إلى حزم أمتعتهم.
وتتمثل أولوية سالفيني في إعادة تنظيم عملية استقبال المهاجرين غير النظاميين وطالبي اللجوء، وطرد نصف مليون منهم خلال خمس سنوات، مع حراسة شريط ساحلي طوله سبعة آلاف كيلومتر.
أزمة مع تونس
في السياق ذاته، وبالتزامن مع تصريحاته بشأن المهاجرين؛ تسببت تصريحات سالفيني في أزمة مع تونس، أدت إلى استدعاء تونس السفير الإيطالي لديها، مبدية "استغرابها الشديد".
وجاء في بيان لوزارة الخارجية التونسية أنه "إثر التصريحات التي أدلى بها وزير الداخلية الإيطالي الجديد ماتيو سالفيني الأحد بصقلية، والتي أشار فيها إلى أن تونس -البلد الحر والديمقراطي- لا يرسل إلى إيطاليا أناسا شرفاء، بل في أغلب الأحيان وبصفة إرادية مساجين سابقين؛ تم استدعاء السفير الإيطالي في تونس بمقر وزارة الشؤون الخارجية، لإبلاغه استغراب تونس الشديد لمثل هذه التصريحات".
وحينها اعتبرت الخارجية التونسية في بيانها أن تصريحات الوزير الإيطالي "لا تعكس مستوى التعاون بين البلدين في مجال معالجة ملف الهجرة، وتنم عن عدم إلمام بمختلف آليات التنسيق القائمة بين المصالح التونسية والإيطالية لمواجهة هذه الظاهرة".
منع بناء المساجد الجديدة
في أغسطس/آب الماضي، أعلن وزير الداخلية الإيطالي أنه لن تكون في البلاد مساجد جديدة، زاعما أن تخصيص أرض لهذا الغرض يثير "غضب" المواطنين الإيطاليين، وأنهم محقون في ذلك.
وقال سالفيني في تغريدة بموقع تويتر "لن تكون في البلاد مساجد جديدة، سيكون منح أرض من البلديات لبناء مساجد جديدة ضربا من الجنون".
واعتبر سالفيني أن المواطنين الإيطاليين يشعرون بالغضب عند تخصيص مساحات تابعة للبلديات لتشييد مساجد، وأنهم محقون في ذلك، وتابع "لذا لا لمساجد جديدة".
دعم السترات الصفراء
في الثامن من يناير/كانون الأول الحالي، وفي سابقة لافتة على الصعيد الدبلوماسي، أعرب كل من سالفيني ولويجي دي مايو نائب رئيس الوزراء وزير العمل دعهما لحركة السترات الصفراء الاحتجاجية في فرنسا.
وقال وزير الداخلية الإيطالي إنه يؤيد احتجاج المواطنين ضد رئيس يحكم ضد الشعب، حسب تعبيره. لكنه أعرب عن إدانته "بحزم كامل" للعنف الذي تخلل التظاهرات الأخيرة.
مهاجمة فرنسا
ومنذ يومين، واصل سالفيني تصريحاته المهاجمة لفرنسا، وقال إن فرنسا لا ترغب في تهدئة الأوضاع في ليبيا التي يمزقها العنف بسبب مصالحها في قطاع الطاقة. ويأتي هذا بعد تصريحات سابقة لدي مايو بأن باريس تعمل على إفقار أفريقيا.
وقال سالفيني للقناة التلفزيونية الخامسة الإيطالية "في ليبيا، فرنسا لا ترغب في استقرار الوضع، ربما بسبب تضارب مصالحها النفطية مع مصالح إيطاليا".
وكانت وزارة الخارجية الفرنسية استدعت الاثنين السفيرة الإيطالية، بعد أن اتهم دي مايو باريس بإشاعة الفقر في أفريقيا، والتسبب في تدفق المهاجرين بأعداد كبيرة إلى أوروبا.
انتقاد ماكرون
وأمس الثلاثاء، عبّر سالفيني عن أمله أن يتحرر الشعب الفرنسي قريبا من "رئيس بالغ السوء".
وقال آمل أن يتمكن الفرنسيون من التحرر من رئيس بالغ السوء، ومناسبة ذلك ستكون يوم 26 مايو/أيار (الانتخابات الأوروبية)، حينها سيكون بإمكان الشعب الفرنسي أن يستعيد زمام مستقبله ومصيره وكبريائه الممثل بشكل سيئ من قبل شخصية على غرار ماكرون". في إشارة إلى أن هذه الانتخابات ستكون بمثابة اختبار لشعبية الرئيس الفرنسي.
وأضاف سالفيني في فيديو نشره عبر فيسبوك "أنا قريب جدا وبكل جوارحي من الشعب الفرنسي، ملايين الرجال والنساء الذين يعيشون في فرنسا مع حكومة سيئة جدا ورئيس جمهورية بالغ السوء".