السعودية وإيران.. هل تنشب حرب مباشرة؟

من اليمين محمد بن سلمان و علي خامنئي Saudi Arabia's Crown Prince Mohammed bin Salman Abdulaziz al Saud - A handout picture made available by Iranian Supreme leader Ayatollah Ali Khamenei
محمد بن سلمان (يمين) و علي خامنئي (الأوروبية)

معرفة احتمالات اندلاع حرب بين السعودية وإيران أسهل كثيرا من التنبؤ بمن ينتصر فيها. وستعتمد نتيجة المواجهة العسكرية الأولى بين البلدين على الشكل الذي ستتخذه هذه المواجهة.

ذكرت ذلك مجلة فورين بوليسي الأميركية، قائلة إن البلدين خاضا حربا بالوكالة ضد بعضهما البعض في سوريا واليمن، ويبدو أن كلا منهما اقتنع بأن الحرب المباشرة ليست في مصلحته.

وأضافت أنه ورغم ذلك، كانت احتمالات تصعيد الحروب بالوكالة بين البلدين إلى حرب مباشرة قائمة على الدوام، وستزداد هذه الاحتمالات بعد انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي الإيراني، إذ من المحتمل أن يؤدي إلى زيادة الانتهاكات العسكرية الإيرانية بالمنطقة وجعل ردود الرياض عليها أكثر جرأة وشجاعة.  

الأسلحة والخبرة
ثم تحولت المجلة إلى تقييم القدرة العسكرية لكل من البلدين، قائلة إن حجم القوات في كل منهما يختلف كثيرا عن الآخر. فحجم الجيش في إيران الأكبر إذ يُقدر بخمسمئة ألف جندي في كل من القوات المسلحة التقليدية (350 ألفا) وقوات الحرس الثوري (250 ألفا).

وتسببت العقوبات والضغوط السياسية المتعاقبة من الولايات المتحدة على إيران في جعل جزء من معداتها العسكرية وتكنولوجيا الدفاع الخاصة بها ومقاتلاتها أضعف من تلك الموجودة لدى الدول الأخرى بالمنطقة.

ولعدم قدرتها على تحديث قدراتها العسكرية، ركزت إيران على الاستثمار في مجالات أخرى خاصة الصواريخ البالستية والأسطول الحربي بقطعه البحرية الهجومية السريعة والتي تشمل القوارب السريعة لإحداث توازن في ميزان القوى مع الجيران.

أما الجيش السعودي (250 ألفا) فهو أفضل تسليحا، وتوجد نقاط قوته الرئيسية في القوات الجوية والدفاعات الجوية، بالإضافة إلى مخزون صغير لكنه متزايد من الصواريخ البالستية.

الميزانيات العسكرية
وأوردت فورين بوليسي أن ما تنفقه إيران على قواتها المسلحة بلغ حوالي 12.3 مليار دولار عام 2016، بينما أنفقت السعودية 63.7 مليارا في نفس العام وأنفقت 69.4 مليارا العام الماضي.

وقالت المجلة إن الأسلحة شيء وفعاليتها وكفاءتها على أرض المعركة شيء آخر، إذ إن الخبرة يمكنها أن تساعد في تعزيز القوة. وكلا البلدين لديه خبرة حديثة بالقتال رغم أنه تم اكتسابها بطرق ومستويات مختلفة، موضحة أن خبرة السعودية التي اكتسبتها في حرب اليمن أقل من تلك التي اكتسبتها إيران في الحرب مع العراق في الثمانينيات وبعد الغزو الأميركي وفي سوريا.

وأشارت إلى أن رتلا من الدبابات العراقية دخل منطقة الخفجي عام 1991 كشف الضعف الكبير للقوات السعودية وعدم خبرتها، وقد اتضح ذلك في الحرب التي تقودها الرياض في اليمن حاليا، لكن وكلما استمرت هذه الحرب فإن القوات السعودية ستكتسب المزيد من الخبرة العسكرية، وستتيح للرياض وأبو ظبي اختبار قواتهما الجوية والبرية والعمل على العمليات المشتركة المتكاملة.   

المصدر : فورين أفيرز