أساليب ترمب.. هل تجدي مع طهران؟

U.S. President Donald Trump addresses the Republican National Committee's winter meeting at the Washington Hilton in Washington, U.S., February 1, 2018. REUTERS/Yuri Gripas
ترمب طالب الكونغرس في خطاب الاتحاد بمراجعة "الأخطاء" في النووي الإيراني (رويترز)

كتب الباحث سيد حسين موسويان -أحد صانعي السياسة الإيرانية- أن أساليب الرئيس الأميركية تجاه إيران بشأن البرامج الصاروخية لن تجدي نفعا مع طهران.

وقال الباحث -في مقال نشرته مجلة إنترست الأميركية- إن مطالبة ترمب للكونغرس خلال خطاب الاتحاد بالتعاطي مع "الأخطاء الرئيسية في الاتفاق النووي"، تعكس تهديداته السابقة بالانسحاب إذا لم يوافق الكونغرس أو الاتحاد الأوروبي على فرض عقوبات جديدة على إيران.

ويتابع الباحث الإيراني -الذي كان أيضا عضوا في فريق التفاوض مع المجتمع الدولي– أن تهديدات ترمب تهدف إلى خلق إجماع غربي لفرض عقوبات متعددة على إيران بسبب برامجها الصاروخية وسياساتها في المنطقة.

وينقل عن رئيس العلاقات الخارجية بالمجلس الإيراني الإستراتيجي كمال خرازي، أن طهران قد تبقى في إطار الاتفاق إذا ما بقيت أوروبا ملتزمة "وتواصل النشاطات الاقتصادية" مع إيران، لكن الاتفاق قد ينهار إذا انضمت أوروبا إلى الولايات المتحدة في المضي بعقوبات جديدة.

ويرى الكاتب أن اعتقاد ترمب -كما يبدو- أنه يستطيع أن يرغم طهران على الانصياع للمسار الذي يرغب فيه عبر تطبيق مزيد من الضغوط ولفترة أطول، يشي بتصعيد خطير، وفق تعبيره.

ويذكّر موسويان بأنه خلال إدارة الرئيس الأسبق جورج بوش والولاية الأولى لإدارة باراك أوباما، لم تسفر المطالب المتطرفة -مثل عدم تخصيب اليورانيوم- عن استسلام إيران، حتى في مواجهة نظام العقوبات الدولي الذي "لم يسبق له مثيل".

بل على العكس، وسعت إيران من صفقتها التفاوضية الخاصة بالقدرات النووية، بما في ذلك زيادة عدد أجهزة الطرد المركزي ومستوى التخصيب، وحققت نجاحا لفترة شهر واحد.

ولذلك -والكلام للكاتب- فإن الضغط على إيران الآن بسبب سياستها الصاروخية والإقليمية، لن يؤدي إلى تراجعها، وإنما سيخلق دورة تصعيد جديدة، حيث ستسعى طهران إلى تأمين مصالحها الأساسية.

ويضرب مثالا على ذلك بأن إيران حددت طوعا مدى صواريخها بألفي كيلومترا، لكن القادة العسكريين لوحوا بأنها قد تتم زيادتها كرد على الضغوط الخارجية.

كما أن إيران قد ترد على محاولات عزلها بتعزيز حلفائها الإقليميين المناوئين للغرب.

ويخلص الكاتب إلى أن ما أدى إلى التوصل لما تعرف بخطة العمل المشتركة (الاتفاق النووي) هو تخلي أوباما عن مسار التصعيد، وقبول الطرفين التفاوض على القدرات النووية والعقوبات، وهو ما حقق مطالبهما.

المصدر : الصحافة الأميركية