لهذه الأسباب أضرب طلاب العراق عن الدوام

اعتماد الدوام الثلاثي اساهم في تردي واقع التعليم الحكومي
نسبة كبيرة من مدارس العراق تعاني إهمالا وتكدسا (الجزيرة)

عمار الصالح-البصرة

في وقت أخفق فيه مجلس النواب العراقي في التصويت على مرشح حقيبة وزارة التربية، شهد عدد من مدارس البلاد الأربعاء إضرابا طلابيا احتجاجا على تردي واقع التعليم، والذي عزاه مختصون إلى "اخضاع الوزارة للمحاصصات السياسية".

الإضراب الطلابي -الذي دعا إليه ناشطون- لم يجد استجابة كبيرة في معظم المدن، لكنه شخّص مشاكل العملية التربوية من خلال المطالب التي كان في مقدمتها تغير المناهج الدراسية، واعتماد مناهج تناسب مستويات الطلبة العلمية، وإلغاء النظام التطبيقي (يختص بكليات الهندسة والزراعة والعلوم) والإحيائي (يختص بالكليات الطبية) للمرحلة الإعدادية، والعودة إلى النظام العلمي والأدبي، والمطالبة بإقالة لجنة تأليف المناهج.

وشكلت صعوبة المناهج الدراسية الجديدة وعدم تناسبها مع القدرات العقلية للتلاميذ أحد الأسباب الرئيسية للإضراب الطلابي خاصة بعد إخفاق مسؤول في مديرية المناهج بوزارة التربية في حل مسألة رياضية بالصف الثاني الابتدائي خلال استضافته في برنامج تلفزيوني.

نحو مليون طالب يشغلون 1070 مدرسة بالبصرة
نحو مليون طالب يشغلون 1070 مدرسة بالبصرة

الوقت الخاطئ
ويرى نقيب المعلمين عباس السوداني أن تغيير المناهج الدراسية خطوة صحيحة لمواكبة التطور الحاصل في دول العالم، لكنها جاءت في ظروف غير مناسبة.

وقال السوداني للجزيرة نت "المناهج العراقية تأخرت عما هو موجود في الدول الأخرى، ويتطلب مواكبة هذا التطور تغيير المناهج الدراسية، لكنها جاءت دون أن تولي وزارة التربية حسابا للنقص الكبير في عدد المدارس وتكدس الفصول الدراسية التي يصل عدد الطلاب في بعضها إلى ثمانين طالبا".

ورأى نقيب المعلمين أن "وزارة التربية ارتكبت خطأ كبيرا في إعداد مناهج دراسية لم تخضع للرقابة من قبل المركز الوطني للمناهج والتقويم في الوزارة، والذي غُيب عن هذه المهمة رغم وجود خبراء ومتخصصين في هذا الجانب".

‪صعوبة المناهج الدراسية الجديدة شكلت أحد مشاكل العملية التعليمية‬ صعوبة المناهج الدراسية الجديدة شكلت أحد مشاكل العملية التعليمية (الجزيرة)
‪صعوبة المناهج الدراسية الجديدة شكلت أحد مشاكل العملية التعليمية‬ صعوبة المناهج الدراسية الجديدة شكلت أحد مشاكل العملية التعليمية (الجزيرة)

محاصصة حزبية
ويعتقد السوداني أن مشكلة العملية التعليمية تعود إلى الظروف التي مرت بها البلاد منذ عهد النظام السابق وفترة الحصار الاقتصادي، وما لحقه من إرهاب وتدمير للبنية التحتية منذ عام 2003 "وإخضاع وزارة التربية إلى المحاصصة الحزبية التي تركت تأثيراتها على هذا القطاع الذي يمر بمنعطف خطير".

من جانبه، يؤكد التربوي جواد المريوش أن واقع التعليم في العراق "مأساوي" مرجعا ذلك إلى أن من يشرف على قيادة وزارة التربية أحزاب "لها أهدافها الخاصة التي تقدمها على مصلحة التعليم".

وذكر أن "أغلب المسؤوليات والمناصب في وزارة التربية ومديرياتها العامة وصولا إلى إدارات المدارس تم إسنادها إلى شخصيات حزبية دون النظر إلى كفاءتهم، مما تسبب في إيصال التعليم إلى هذا الواقع".

وفي المقابل، أكد وكيل التربية إبراهيم حسن أن "الوزارة جادة في مراجعة المنهج وخصوصا مادة الرياضيات للمراحل الدراسية الأولى، وكذلك مراجعة منهج الدراسة الإعدادية الإحيائي والتطبيقي".

‪الصفوف الدراسية تعاني من تكدس طلابي كبير‬ الصفوف الدراسية تعاني من تكدس طلابي كبير (الجزيرة)
‪الصفوف الدراسية تعاني من تكدس طلابي كبير‬ الصفوف الدراسية تعاني من تكدس طلابي كبير (الجزيرة)

تكدس
وفي محافظة البصرة (جنوب) تظهر مشاكل العلمية التعليمية بشكل كبير رغم حصول أبنائها سنويا على المراتب الأولى بين المتفوقين، لكن عدد الطلبة الذي يقترب من المليون لا يتناسب مع عدد الأبنية المدرسية التي لا تتجاوز 1070 مدرسة.

هذه الأوضاع أدت لاعتماد الدوام الثلاثي القائم على استخدام بناية مدرسية واحدة من قبل ثلاث مدارس، مع تقليص ساعات الدوام.

كما ترك تردي واقع التعليم الحكومي أثره في انتعاش التعليم الخاص حيث تصدرت البصرة مدن العراق في عدد المدارس الأهلية التي بلغت 2200 مدرسة.

المصدر : الجزيرة