إيران وتنظيم الدولة يستفيدان من الأزمة الخليجية

محاضرة وزير الخارجية القطري في واشنطن

قالت صحيفة التايمز البريطانية إن الحرب على تنظيم الدولة، وفق معظم الحسابات، وصلت إلى نقطة تحول مع نكوص قواته على أعقابها في العراق وسوريا، لكنها أردفت بأن المحزن أن العالم العربي، الذي ينبغي أن يحشد قوته من أجل هجوم متضافر على هؤلاء "الجهاديين"، واقع الآن في عداء مشتت لطاقته، إشارة إلى الحصار الذي فرضته دول خليجية على قطر.

وأكدت الصحيفة على ضرورة نزع فتيل هذا النزاع وإظهار أن "الوحدة العربية" ليست لفظين متناقضين، لأن البديل هو تصعيد خطير تتعرض فيه إمدادات النفط والغاز العالمية ونتائج الحرب على الإرهاب للخطر.

المطالب التي فرضتها دول الحصار على قطر تكاد تكون مستحيلة التنفيذ لأي دولة ذات سيادة، وإسكات أي محطة تلفزيونية لن يحقق شيئا، كما يبدو أن الهدف من المطالب هو أن تكون قطر خاضعة تماما لإرادة السعودية

وأشارت الصحيفة إلى أن الزيارة الرئاسية الأولى لدونالد ترمب إلى السعودية بدت وكأنها موافقة أميركية على طموحات الرياض في القيادة الإقليمية، وقد شجع ترمب السعوديين على ذلك، ليس فقط لأنه أراد مواءمة واسعة في الحرب على التنظيم وغيره من الجماعات الإرهابية، ولكن أيضا لأنه مصمم على احتواء وصد النشاط العسكري المدعوم من إيران في جميع أنحاء الشرق الأوسط.

وأضافت أن هذا الدعم الأميركي هو الذي شجع السعودية والإمارات والبحرين ومصر لينقلبوا على قطر ويفرضوا عليها هذا الحصار الدبلوماسي والاقتصادي والجوي غير المسبوق.

وألمحت الصحيفة إلى أن المطالب التي فرضتها دول الحصار على قطر تكاد تكون مستحيلة التنفيذ لأي دولة ذات سيادة، وأكدت أن إسكات أي محطة تلفزيونية لن يحقق شيئا، وأن الهدف من المطالب على ما يبدو هو أن تكون قطر خاضعة تماما لإرادة السعودية. وقالت إن الإصرار على المراقبة المستمرة لسياسات قطر لا يمكن أن ينظر إليه إلا على أنه محاولة متعمدة لإهانة أميرها.

ورأت أن هذا النزاع يستدعي وساطة خارجية، وأن انحياز ترمب إلى السعوديين جعل الأمر مستحيلا لوزير خارجيته ريكس تيلرسون ليكون وسيطا نزيها، كما أن القاعدة العسكرية الأميركية في قطر لها أهميتها، ونقلها إلى مكان آخر من شأنه أن يبطئ الحرب على تنظيم الدولة.

وختمت التايمز بأن التوتر ما زال محتدما، وأنه إذا طردت قطر من مجلس التعاون الخليجي، كما يشاع، فسيقربها هذا من إيران، وهذه النتيجة لن تخدم أحدا إلا الملالي في طهران، ولذلك لا بد من تحكيم العقل قبل فوات الأوان.

المصدر : تايمز