أردوغان يشكك في التزام الغرب بالديمقراطية

HAMBURG, GERMANY - JULY 08: Turkish President Recep Tayyip Erdogan speaks to the media at the conclusion of the G20 economic summit on July 8, 2017 in Hamburg, Germany. G20 leaders have reportedly agreed on trade policy for their summit statement but disagree over climate change policy. (Photo by Sean Gallup/Getty Images)
أردوغان يتحدث لوسائل الإعلام في اختتام قمة العشرين بهامبورغ الأسبوع الماضي (غيتي)

شكك الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في التزام الغرب بدعم الديمقراطية في بلاده، قائلا إن القادة الغربيين مواجهون اليوم بخيارين، إما أن يقفوا إلى جانب الإرهابيين أو يستعيدوا ثقة الشعب التركي بهم.

وأوضح في مقال له بصحيفة غارديان البريطانية بمناسبة مرور عام على المحاولة الانقلابية الفاشلة أن الشعب التركي تخلى في يوم الانقلاب عن اختلافاته السياسية والثقافية والعرقية وشكّل جبهة متحدة ضد الانقلابيين الذين حاولوا تعطيل الدستور وأطلقوا النار على الأبرياء وقصفوا البرلمان.

ورفض الشعب التركي، يقول أردوغان، السماح لمجموعة مسلحة بسرقة ديمقراطيته، ولا تزال الحكومة التركية تسعى لإحضار زعيم الانقلابيين والعقل المدبر للانقلاب فتح الله غولن وأتباعه أمام العدالة، واصفا مثولهم أمام القضاء بأنه ليس مهما لـ تركيا فقط بل للديمقراطية في كل مكان بالعالم.

تحرير الشعب وممثليه
ولفت أردوغان الانتباه إلى أنه خلال الفترة من 1960 إلى 1997 تعرضت أربع حكومات منتخبة، على الأقل، للإزاحة بالقوة من الحكم من قبل الجيش، وظل المسؤولون المنتخبون لعقود غير قادرين على تحرير أنفسهم، ولم يستطع الشعب الدفاع عن ممثليه المنتخبين الذين يتعرضون لسوء المعاملة، والأسوأ من ذلك أن الانقلابات العسكرية أضعفت بشدة ثقة الشعب التركي في المؤسسات الحكومية.

وأشار إلى أن حزب العدالة والتنمية الذي يقوده نفذ منذ عام 2002 إصلاحات لتمكين المسؤولين المنتخبين على حساب مجموعات معينة داخل الجيش، وإلى أن من أشهروا السلاح منتصف يوليو/تموز العام الماضي واجهوا حائطا صلبا بناه التقدم في حقول السياسة والاقتصاد والرعاية الصحية والعدالة والسياسة الخارجية والحقوق الأساسية.

وقال إن الرباط بين الشعب وحكومته هو المقياس النهائي لمرونة الديمقراطية التركية والضمان الأقوى لاستمرارها، وإن إفشال محاولة الانقلاب يمثل نقطة تحوّل وسيكون مصدرا للأمل والإلهام لجميع الشعوب التي تعيش تحت سيطرة الدكتاتوريين.

نفاق الغرب
وأعرب عن أسفه لعدم إدراك حلفاء تركيا وأصدقائها، خاصة في الغرب، أهمية ما جرى، وقال إنهم وبدلا من إظهار التضامن مع الشعب التركي، اختارت بعض الحكومات والمؤسسات الغربية الانتظار ومراقبة الكيفية التي تُحسم بها الأزمة، ولم تكتف بذلك فقط بل منحت عشرات من كبار الانقلابيين حق اللجوء.

وأكد أنه لا مجال حاليا لتغليف خيانة الصداقة، الأمر الذي لا يتسق مع العلاقات الثنائية والمبادئ الأساسية، مضيفا أنه من غير الممكن تبرير الانتقادات التي تُوجه لتركيا بفرضها حالة الطوارئ في وقت تفرض فيه العديد من الدول حالة الطوارئ لمواجهة أوضاع أخف نسبيا مما تواجهه بلاده، مشيرا إلى الحرب التي يشنها حزب العمال الكردستاني لعقود والتي راح ضحيتها حوالي خمسين ألفا من المدنيين الأتراك.

وأضاف أنه من الصعب مكافحة تنظيم سري مثل تنظيم غولن الذي ظل أعضاؤه يتسربون وبشكل منظم وطوال عقود إلى المؤسسات التركية العامة ويرتقون في سلم الوظائف الحكومية، مشيرا إلى أنهم يحاولون الآن تعطيل الإجراءات القضائية رغم وجود أدلة ملموسة بما فيها لقطات الفيديو التي تدين الانقلابيين.

المصدر : غارديان