غارديان: هل يجب أن نلوم الإسلام على الإرهاب؟

كشف هوية منفذ هجوم لندن وتنظيم الدولة يتبناه
منفذ هجوم لندن كان معروفا للشرطة البريطانية وأدين في السابق بحيازة أسلحة خطيرة والإخلال بالنظام العام (الجزيرة)
علقت صحيفة غارديان بأنه منذ هجمات وستمنستر يبدو أن العديد من الناس أصبحوا عالقين بهذا السؤال، كما هو الحال بعد معظم أعمال العنف "الجهادية، هل هناك شيء خاص بشأن الإسلام؟ شيء يفسح المجال للإرهاب؟

وأشار كاتب المقال ديفد شريعتمداري إلى أن وسائل الإعلام تستخدم الاختزال وتركز على الماضي القريب بدلا من السياق المعاصر والتاريخي الواسع "وبالتالي توجهنا نحو الاستنتاج بأن هناك شيئا مريبا بشأن هذا الدين. لكن الحقيقة هي أن التفسير الصحيح غير موجود هنا".

ويرى ضرورة إظهار سبب الخطأ في هذا السؤال لأنه يحول دون التحقيق الرصين، وافترض جدلا أن الإسلام ميال بشكل خاص للعنف وأنه إذا كان هذا هو رأي الليبراليين فيجب عليهم حينئذ أن يبينوا سبب أن تاريخ "الإرهاب الجهادي" كان قصيرا جدا وأن هذه ظاهرة خاصة بأواخر القرن العشرين وبداية القرن الـ 21، مع أن الإسلام كان موجودا منذ القرن السابع الميلادي.

الاعتقاد بأن أسباب الإرهاب راسخة في القرآن والحديث يثبت أن القائل بذلك غير قادر على التعامل مع تعقيدات عالم تتفاعل فيه السياسة، بما في ذلك التدخل العسكري وغير العسكري للقوى الأجنبية، مع الدين

وقال شريعتمداري: الدين لم يتغير، لكن زلزالا سياسيا وقع وأصبح الدين يستغل مِن قبَل من بالسلطة الآن مطية لإعادة تنظيم اجتماعي كبير، وخلص إلى أن غير المسلمين يميلون لأن ينسبوا صفات سحرية وغير تاريخية إلى الإسلام يستشهدون بها على أنه صندوق أسود عندما تكون الأحداث محيرة، أو كما هو الحال أحيانا عندما يتعلق الأمر بسياساتهم الخاطئة.

أسباب "الإرهاب"
وهنا تصبح مسألة السياسة أمرا لا مفر منه. فالقرآن والحديث ومصادر الإسلام لم يعد كتابتها في العقود القليلة الماضية، لكن بعض الجهات السياسية الفاعلة هي التي اعتنقتها واستغلتها لتبرير العنف المروع. والسؤال لماذا؟

وقال الكاتب أيضا إن الجواب يكمن في التغيرات السياسية والاقتصادية والعسكرية والاجتماعية بالشرق الأوسط في العصر الحالي، وفي كيفية تفاقمها في العالم الأوسع. ومن خلال النظر فيما وراء النصوص، هناك أمل في فهم سبب أن تفسيرات معينة لها لقيت رواجا بين شرذمة قليلة، لكنها شرذمة مستعدة لقتل المدنيين دون تمييز.

وأضاف أن الاعتقاد بأن أسباب الإرهاب راسخة في القرآن والحديث يثبت أن القائل بذلك غير قادر على التعامل مع تعقيدات عالم تتفاعل فيه السياسة، بما في ذلك التدخل العسكري وغير العسكري للقوى الأجنبية، مع الدين. والقول إن هناك شيئا خاصا بشأن الإسلام يوفر على الشخص بذل الجهد لمعرفة المزيد عن هذا الدين والذين يمارسونه والظروف التي يعيشونها.

وختمت الصحيفة بأن الاستنتاج الطبيعي بالنسبة لبعض اليمينيين المتطرفين بالغرب هو أنه يجب إقناع الناس بالتخلي عن الإسلام، وإذا لم يفلح ذلك فيجب طردهم. وهذا هو ديدن النزعة القومية والسيادة العرقية في الغرب.

المصدر : غارديان