صباح فرعون.. مقدسية رهن الاعتقال الإداري

عمر رجوب–العيزرية (شرقي القدس) 

"مئات الأيام الصعبة مرت علينا في انتظار تحرر أمي، حضّرنا الأعلام والزينة، وأخواتي الصغار منذ أيام يرددن أغنية "طلعنا وقهرنا السجان…"، لكن السجان الإسرائيلي قهرنا بتمديد اعتقال أمي" بهذه العبارات تخلص الطفلة آلاء فرعون تجربتها في انتظار أمها الأسيرة المقدسية صباح فرعون التي غيبها الاعتقال الإداري عن بيتها أشهرا في سجون الاحتلال الإسرائيلي.

وكان من المقرر أن تفرج سلطات الاحتلال الجمعة الماضيعن الأسيرة صباح فرعون من بلدة العيزرية شرقي القدس المحتلة، وذلك بعد انتهاء حكمها الإداري، لكن قرار التمديد يسبق للمرة الرابعة قرار الإفراج، ما أثار مخاوف وقلق العائلة على صحة الأم التي تعاني من أوجاع دون تقديم الدواء لها وفق عائلتها.

معاناة صباح فرعون، وهي الأسيرة الوحيدة رهن الاعقتقال الإداري، جزء مما تتعرض له الأسيرات الفلسطينيات في سجون الاحتلال الإسرائيلي، حيث يعتقل الاحتلال في سجونه 53 أسيرة فلسطينية بينهم 17 أسيرة من القدس المحتلة، يعانين من انتهاكات تثقل كاهلن، بحسب نادي الأسير الفلسطيني.

قلق وأوجاع
يصف نجل الأسيرة الفتى عبد الرزاق فرعون (16 عامًا) ليلية اعتقال والدته بالمرعبة قائلًا: اقتحمت قوات الاحتلال منزلنا، بتاريخ 19 يونيو/حزيران 2016، واقتادت إحدى المجندات أمي لغرفتها وفتتشتها ثم قيدتها أمام أخواتي الصغيرات، في مشهد قاسٍ لن ننساه.

يضيف عبد الرزاق: في البداية حكمت محكمة الاحتلال والدتي 6 أشهر، ثم خفضت المحكمة المدة لثلاثة أشهر، ثم مددت الحكم لشهر، ومجددًا مددت الاعتقال الإداري لها 4 أشهر أخرى، وكان من المقرر أن تنتهي المدة هذا الأسبوع، لكن فوجئنا بتمديد اعتقالها أربعة أشهر أخرى يوم الثلاثاء الماضي.

وفي زيارته الأخيرة لوالدته قبا أسبوعين التقى عبد الرزاق بأمه في سجن الدامون، وعن هذه الزيارة يقول: كانت أمي فرحة لقرب الإفراج عنها، ومشتاقة لبيتها وأطفالها، ولم تكن قادرة على إخفاء الألم الذي يصيب عينيها، وأخبرتني أنها لا تستطيع النوم في بعض الليالي من شدة الألم، ولا تصرف لها عيادة السجن الدواء المناسب، ولم يشخص مرضها وكل ما تتناوله من علاج لا يتعدى المسكنات فقط.

وتركت الأسيرة صباح إضافة إلى عبد الرزاق زوجها الذي باتت كل المسؤولية على عاتقه، وبناتها  آلاء (14 عاما) وتالا (6 أعوام)، ولين (5 أعوام).

ويتخوف زوج الأسيرة عيسى فرعون من تجديد اعتقالها الإداري للمرة خامسة، قائلًا: في كل مرة تجدد محكمة الاحتلال الإداري لصباح دون معرفة التهمة ضدها، وهو ما يجعلنا غير قادرين على معرفة مصير اعتقالها.

عذاب وتهم
من جهته قال رئيس لجنة أهالي الأسرى المقدسيين أمجد أبو عصب للجزيرة نت إن سلطات الاحتلال الإسرائيلي تعتقل في سجنيّ الدامون وهشارون 17 أسيرة مقدسية، كما تفرض الحبس المنزلي على أربعة أسيرات أخريات.

ويتهم الاحتلال عشرة أسيرات بحيازة سكين والتخطيط لتنفيذ عملية فدائية، وأسيرتان بالانتماء لتنظيم محظور وتلقي أموال، ويتهم ثلاثة أسيرات بتنفيذ عملية دعس، وأخرى رشق الحجارة، وتهم أخرى، بحسب أبو عصب.

ويضيف أن  مصلحة سجون الاحتلال تحرم الأسيرات من الكسوة الشتوية، وتجبرهن على شراء احتياجتهن من متجر السجن بأسعار باهظة، بالإضافة للإهمال الطبي، واحتجاز الأسيرات في غرف ضيقة فيها حشرات وقوارض وتفيض منها مياه الصرف الصحي، والحرمان من زيارة الأهل، كما تنقل الأسيرات بالبوسطة من السجن للمحكمة في رحلة العذاب.

ومنذ اندلاع هبة القدس في أكتوبر/تشرين الأول 2015 حتى فبراير/شباط الحالي، تعرضت حوالي 163 مقدسية منهن طفلات قاصرات للاحتجاز والاعتقال، وفق معطيات لجنة أهالي الأسرى.