الصحف الأميركية: ترمب تخلص من فلين للحفاظ على صورته

REFILE - CORRECTING IDENTITY OF MAN ON RIGHT White House National Security Advisor Michael Flynn (C) sits next to (L-R) senior advisor Stephen Miller, senior advisor Kellyanne Conway, chief White House strategist Steve Bannon, senior advisor and son-in-law of U.S. President, Jared Kushner and White House Chief of Staff Reince Priebus, during a joint news conference between Canadian Prime Minister Justin Trudeau and U.S. President Donald Trump at the White House in Washington, U.S., February 13, 2017. REUTERS/Carlos Barria
فلين (وسط) وكبار المسؤولين الأميركيين أثناء مؤتمر صحفي لترمب ورئيس الوزراء الكندي بالبيت الأبيض أمس الاثنين (رويترز)

سارعت الصحف الأميركية إلى نشر خبر استقالة مستشار الأمن القومي مايكل فلين ونشرت نص الاستقالة وكثيرا من المعلومات المتعلقة بها، وأبرزت "تضليله" لنائب الرئيس وكبار المسؤولين في البيت الأبيض، والقصر القياسي لفترة توليه المنصب التي لم تتجاوز الشهر.

وقالت إن فلين كتب في خطاب استقالته أنه زود مايك بنس نائب الرئيس بـ"معلومات غير مكتملة" بشأن "محادثة" هاتفية مع السفير الروسي قبل تنصيب الرئيس الأميركي دونالد ترمب، وإنه نفى في البداية أن تكون محادثته قد تناولت أمورا مهمة، وإن بنس كرر ذلك في مقابلاته التلفزيونية.

تحذير مبكر
وأوردت صحيفتا وول ستريت جورنال وواشنطن بوست أن وزارة العدل كانت قد حذرت ترمب نهاية الشهر الماضي من أن فلين لم يكن صادقا بشأن "محادثاته" مع السفير الروسي، وأنها تخشى من أن يكون عرضة للابتزاز الروسي.

وأضافت أن الابتزاز الذي أشارت إليه وزارة العدل ربما ينجم مباشرة من محاولة فلين تغطية "تضليل رؤسائه"، وأن الروس يعلمون ما قال في محادثاته مع سفيرهم، ولذلك إذا أرادوا من فلين شيئا يمكنهم تهديده بالكشف عن كذبه عن حديثه مع سفيرهم.

وعقب تحذير وزارة العدل بدأ مكتب التحقيقات الفدرالي يتفحص محادثات فلين، كما بدأت وزارة الدفاع التحقيق في احتمال أن يكون فلين قد تسلم أموالا من الروس أثناء زيارة له لموسكو عام 2015، الأمر الذي ينتهك الدستور.

وقالت نيويورك تايمز إن فلين لم يسجل المعلومات المطلوبة منه عن زيارته تلك، وأشارت إلى أن روسيا دفعت له لحضور احتفالات شبكة تلفزيون "روسيا اليوم" التي يسيطر عليها الكرملين وكان أثناء المأدبة يجلس بجانب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

ونقلت عن بيان لآدم شيف النائب في الكونغرس عن الحزب الديمقراطي عضو لجنة الاستخبارات بمجلس النواب أن استقالة فلين لا تعني إغلاق ملف اتصالاته بالمسؤولين الروس، وأن الأمر برمته يخضع للتحقيق حاليا من قبل لجنة في المجلس.

ضغط وسائل الإعلام
ونقلت واشنطن بوست عن مسؤولين رأوا نص المحادثة مع السفير أنها تتضمن حديثا عن العقوبات التي فرضتها الإدارة السابقة على روسيا بعد قرار الأجهزة المعنية أن روسيا تدخلت في الانتخابات الرئاسية 2016 لصالح ترمب، لكن آخرين قالوا إنها غامضة بما يكفي لأن يتردد ترمب في التخلص من فلين.

وقالت إن السبب الرئيسي الذي دفع ترمب للتخلص من فلين بهذه السرعة هو القلق من التغطيات الإعلامية المستمرة للقضية والتي من شأنها أن "تدمر صورة الرئيس بشأن قضايا الأمن القومي"، وفقا لقول ترمب نفسه لمساعديه.   

وأوردت الصحف أن فلين قال في خطاب استقالته -الذي بعث البيت الأبيض نسخة منه لوسائل الإعلام- إنه وبسبب "تسارع الأحداث" زود "دون قصد" نائب الرئيس وكبار المسؤولين بمعلومات غير مكتملة، واعتذر عن ذلك وقال إنه يقدم استقالته ويتشرف بخدمة بلاده والشعب الأميركي "بهذه الطريقة المتميزة".

أكاذيب وغضب
وذكرت نيويورك تايمز أن فلين من المؤيدين المتحمسين لترمب، وأشاد به حتى في خطاب استقالته قائلا "خلال ثلاثة أسابيع فقط نجح الرئيس في إعادة توجيه السياسة الخارجية الأميركية للمحافظة على وضعها القيادي في العالم".

وأشارت إلى أن الاستقالة وقبولها تمتا بسرعة كبيرة أمس الاثنين إلى حد أن المسؤولين بمجلس الأمن القومي لم يسمعوا عنها إلا في وسائل الإعلام.

وقالت أيضا إن هناك مسؤولين آخرين في البيت الأبيض غير مايك بنس غاضبون من تضليل فلين ومن عدم إبدائه أي ندم على فعل ذلك، ومن اعتذاره أحيانا بضعف ذاكرته، وأوردت حادثة أخرى كذب خلالها فلين على بنس قبل التنصيب بشأن سلوك لابنه (ابن فلين) أثناء الحملة الانتخابية.

المصدر : الصحافة الأميركية