كيف تكون الحرب بين السعودية وإيران؟

بين صاروخ باليستي وآخر.. تحديات للتحالف بقيادة السعودية باليمن
الحوثيون يطلقون صاروخا بالستيا باتجاه السعودية وفق صور بثتها قناة "المسيرة" الناطقة باسمهم

يرى كاتب في "فورين بوليسي" الأميركية أن الحرب بين إيران والسعودية جارية بالفعل منذ سنوات عبر الحرب بالوكالة، وهي تدور في شرق السعودية وسوريا ولبنان واليمن والبحرين وستشتد لتتحول في لحظة ما لحرب مباشرة قصيرة لكنها ستكون قوية ليومين أو أقل قبل أن يتضح للطرفين أن العودة للحرب بالوكالة هي الأفضل لهما.

وقد أعادت المجلة نشر مقال يتناول هذه الحرب، كانت قد نشرته مستهل العام الجاري، حيث أوضح الكاتب المتخصص بشؤون الدفاع مايكل نايتس أن الوسيلة الأفضل لصراع الطرفين هي الحرب عن طريق الآخرين. فمنذ حرب الأعوام الثمانية الطاحنة بين إيران والعراق، أظهرت القيادة الإيرانية تفضيلا قويا للعمل من خلال الآخرين مثل حزب الله اللبناني والمليشيات الشيعية بالعراق وحلفائها الآخرين.

وكذلك السعودية التي ظلت تفتقر لجيش قوي طوال معظم تاريخها -يقول الكاتب- استخدمت الحرب بالوكالة أيضا لإيقاع ضربات مؤلمة بأعدائها مثل الجيش المصري باليمن في الستينيات.

الصواريخ الإيرانية
وأورد الكاتب تفاصيل عن الدعم الإيراني القوي للمليشيات الشيعية بالمنطقة مثل تمليكها حزب الله صواريخ زلزال-1 القادرة على ضرب تل أبيب، والصواريخ الموجهة ضد الدروع والدبابات، وصواريخ سي-802 ضد السفن والتي شلت سفينة حربية إسرائيلية عام 2006، وأخيرا زودته بصاروخ ياخونت المضاد للسفن الأكثر تطورا.

والآن تقوم إيران بتزويد الحوثيين بصاروخ سي-802 الذي استخدموه ضد عدد من السفن الإماراتية باليمن، كما أن الحوثيين نجحوا في إيقاع خسائر كبيرة بـ الجيش السعودي متمثلة في عشرات الدبابات الأميركية الصنع والمركبات المدرعة الأخرى باستخدام صواريخ إيرانية موجهة ضد الدروع، كما استولوا على مساحة من جنوب السعودية يستخدمونها في إطلاق صواريخ سكود على أهداف بعمق المملكة.

وفي العراق، زودت إيران المليشيات الشيعية بدعم جوي ومدفعية ومعدات إلكترونية عسكرية بالإضافة إلى الدعم الطبي. وتسيطر هذه المليشيا على الكثير من مفاصل الدولة العراقية وأولها وزارة الداخلية.

البحرين والمنطقة الشرقية
ويقول الكاتب إن أكثر ما يقلق السعودية هو أن أعداءها بالمحور الإيراني لا يهتمون بمراعاة الخطوط الحمراء التي دامت طويلا حول البحرين والمنطقة الشرقية بالمملكة.

وأورد تفاصيل عن الصراع بين إيران والسعودية وحلفائها حول البحرين، والرد الإيراني على غزو البحرين عام 2011 بمحاولة اغتيال السفير السعودي بواشنطن، ثم تزويد طهران المليشيات الموالية لها في البحرين وشرق السعودية بالصواريخ المضادة للدروع للدفاع عن نفسها. ويبدو أن هذا السلوك الإيراني هو السبب الذي دفع بـ الرياض لإعدام القائد الشيعي نمر النمر.

وبالمقابل، أورد الكاتب التنظيمات أو الدول التي تنتمي للمحور السعودي في حربه ضد إيران مثل الحكومة اللبنانية والقوى المعادية للحوثيين باليمن، وقوى المعارضة المسلحة في سوريا.

الحرب المباشرة
وفي المرحلة التالية، ستبدأ إيران إثارة أعمال العنف شرق السعودية وفي البحرين، وستسعى بقوة لتعزيز القوة الصاروخية الحوثية بسواحل اليمن، كما ستصعد الرياض من دعمها للقوى الموالية لها في لبنان وسوريا واليمن، وهناك دائما احتمال حدوث اشتباكات مباشرة مع إيران على الحدود البحرية المشتركة وفي الأجواء المحايدة بالخليج والجزر المتنازع عليها وحقول الغاز المشتركة.

وربما تحاول القوات الجوية في كلا الجانبين اختبار الأخرى واستخدام الألغام البحرية على خطوط الملاحة لضرب تجارة الجانب الآخر، كما أن الحرب الإلكترونية مرجحة في الحرب المباشرة بين البلدين.

وسيتم تصعيد هذه الأعمال إلى أن يحدث خطأ في حسابات أحد طرفي الحرب لتبدأ حرب قصيرة ومكثفة تكون دعوة للاستيقاظ. وقبل اليقظة هناك إمكانية لتدمير جميع الموانئ الإيرانية من قبل المقاتلات السعودية والإمارات المتطورة، كما أن هناك إمكانية لقصف إيراني صاروخي مركز لسواحل الخليج الشرقية.

واختتم الكاتب بأن يوما أو يومين من هذه الحرب الخاطفة المباشرة تستخدم كمنبه للبلدين بواجبهما لتفادي حرب مباشرة، وقصر الحرب على أراضي أطراف ثالثة سيئة الحظ.              

المصدر : فورين بوليسي