تجدد الخلاف بين أوباما ونتنياهو والأسباب متباينة

U.S. President Barack Obama extends his hand to Israeli Prime Minister Benjamin Netanyahu during their meeting in the Oval office of the White House in Washington November 9, 2015. The two leaders meet here today for the first time since the Israeli leader lost his battle against the Iran nuclear deal, with Washington seeking his re-commitment to a two-state solution with the Palestinians. REUTERS/Kevin Lamarque
جانب من لقاء أوباما (يمين) ونتنياهو في نوفمبر الماضي بالبيت الأبيض، وهو لقاء قد لا يتكرر (رويترز)

كشف رفض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو دعوة البيت الأبيض له للقاء الرئيس الأميركي باراك أوباما في واشنطن الشهر الجاري، أن آثار الخلاف بينهما لم تنقشع بعد.

وتجلى ذلك في إلغاء نتنياهو زيارة كان يزمع القيام بها إلى واشنطن لإلقاء خطاب أمام المؤتمر السنوي للجنة الشؤون العامة الأميركية الإسرائيلية (آيباك) الذي سينطلق يوم 20 مارس/آذار الجاري.

وقد حاولت إسرائيل الإيحاء بأن إلغاء الزيارة لا ينطوي على رفض للقاء أوباما، لكنه حصل حتى لا يظهر نتنياهو بمظهر من يؤثر على مجرى انتخابات الرئاسة الأميركية في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، غير أن البيت الأبيض رفض هذه الحجة وأكد أن رئيس الوزراء الإسرائيلي تغاضى عن قبول الدعوة التي وجهها له.

وكانت تل أبيب ذكرت في بادئ الأمر في تصريحات بعض مسؤوليها لصحيفة هآرتس، أن نتنياهو ألغى الزيارة لأن البيت الأبيض لم يستطع تحديد موعد للقائه بالرئيس أوباما قبل سفر الأخير إلى هافانا في زيارة تاريخية إلى كوبا.

وأوردت مجلة فورين بوليسي -التي تُعنى بالسياسة الخارجية الأميركية- أن تصريحات المسؤولين الإسرائيليين تلك أثارت حفيظة البيت الأبيض الذي كشف أن دعوة قُدمت لنتنياهو لمقابلة أوباما لكنه رفض العرض.

وقد أنكر البيت الأبيض على لسان المتحدث باسم مجلس الأمن الوطني الأميركي نيد برايس، ذلك قائلاً "كنا نتطلع إلى استضافة اللقاء الثنائي، وفوجئنا عندما علمنا عبر تقارير إعلامية أن رئيس الوزراء آثر إلغاء الزيارة بدلاً من قبول الدعوة.. والتقارير التي تحدثت عن أننا عجزنا عن إيجاد متسع من الوقت في جدول زيارة رئيس الوزراء، مضللة".

وأضاف برايس في بيان أرسله بالبريد الإلكتروني أن نتنياهو طلب اجتماعاً في البيت الأبيض وجرى تحديد 17 أو 18 مارس/آذار الجاري موعداً للقاء قبيل قيام أوباما برحلة تاريخية إلى كوبا.

وكان متوقعا أن يطير نتنياهو إلى واشنطن لمخاطبة المؤتمر السنوي للجنة الشؤون العامة الأميركية الإسرائيلية (آيباك)، لكنه لم يقطع علناً بحضوره شخصياً.

ولم يؤكد متحدث باسم آيباك ما إن كان نتنياهو سيسافر إلى واشنطن كما كان متوقعاً على نطاق واسع، بينما أشارت تقارير إلى أنه سيخاطب المؤتمر عبر الفيديو.

وكان آخر لقاء للرجلين قد جرى في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي في واشنطن حيث حاول نتنياهو في لقائه إصلاح ذات البين، وبدا أنه حقق نجاحاً كما أشارت تقارير إعلامية وقتها.

ونكأ إلغاء رئيس الوزراء الإسرائيلي زيارته لواشنطن جرحاً ظن صناع القرار وراسمو السياسة والإعلاميون أنه اندمل، وأن الأمور عادت إلى طبيعتها بين الرجلين.

ويأتي الخلاف الجديد في وقت حرج للعلاقات الأميركية الإسرائيلية. وعلى الرغم من أن إدارة أوباما جددت مراراً وتكراراً التأكيد أن إسرائيل حليف الولايات المتحدة الأوثق، فإن واشنطن وتل أبيب لم يتمكنا من تجاوز الخلاف الذي نشأ بسبب محاولة إسرائيل الحيلولة دون توقيع أميركا للاتفاق النووي مع إيران.

المصدر : فورين بوليسي