صحيفة: نتائج كارثية لسياسة أوباما تجاه سوريا

In this Sept. 20, 2013, photo, President Barack Obama gestures as he speaks to workers at the Ford Kansas City Stamping Plant in Liberty, Mo. Obama arrives at the United Nations on Monday, Sept. 23, with diplomatic openings, the result of help from unexpected partners, on three fronts: Iran, Syria, and elusive peace between Israel and the Palestinians. All three pathways are fraught with potential pitfalls and hinge on cooperation from often unreliable nations. (AP Photo/Orlin Wagner)
أوباما أعرب عن فخره بقراره عدم التدخل ميدانيا في سوريا (أسوشيتد برس)

قال محرر افتتاحيات صحيفة واشنطن بوست بالإنابة جاكسون ديل إن تكلفة سياسة الرئيس باراك أوباما تجاه سوريا باهظة جدا وواضحة للجميع إلا هو، مشيرا إلى أن هذه التكلفة تشمل التدهور المريع للأوضاع في الشرق الأوسط، وتنمر الصين وروسيا.

وذكر ديل أنه وعندما اختار أوباما عام 2013 ألا ينفذ وعيده ويهاجم سوريا بشأن استخدام السلاح الكيميائي ويعقد صفقة للتخلص من مخزون هذه الأسلحة، كان يعتقد -أي الكاتب- أن الرئيس تعثر في انتصار تكتيكي، لكنه بدّل اعتقاده ذلك بعد أن استمع لعشرات وزراء الخارجية وغيرهم من كبار المسؤولين حول العالم من حلفاء الولايات المتحدة حول فداحة ذلك التراجع.

وأوضح أنه سمع من يابانيين وكوريين وسنغافوريين ومن مسؤولين هنود بأنهم على قناعة تامة بأن تراجع أوباما عن تنفيذ تهديده لنظام الرئيس السوري بشار الأسد في أغسطس/آب 2013 كان سببا مباشرا في تنمر الصين وبروز نزعتها العدوانية بشأن النزاعات الحدودية في بحر جنوب الصين.

وأضاف أن البولنديين والليتوانيين والفرنسيين قالوا نفس الشيء عن روسيا فيما يتصل بغزو أوكرانيا، وقال العرب السنة والأتراك أيضا إن قرار أوباما سرّع تفاقم الكارثة في سوريا والشرق الأوسط ككل، بالإضافة لتسببه في أزمة اللاجئين بأوروبا وفي تعزيز وضع الأسد وتنظيم الدولة.

مجرد عجرفة
وأعرب ديل عن دهشته لقول أوباما مؤخرا لمجلة أتلانتيك الأميركية إنه فخور بقراره ذلك حول سوريا، ووصف الكاتب عبارة الرئيس تلك بأنها "مجرد عجرفة للدفاع عن النفس" وتشير أيضا إلى "جهل أصيل" مصاب به أوباما أو "حالة نكران لنتائج قرار من المؤكد أن يعتبره المؤرخون لاحقا واحدا من أخطائه المصيرية الحاسمة".

وقال أيضا إن الدول الحليفة لأميركا مقتنعة بأن الأخيرة دمرت قدرتها الولايات المتحدة على الردع وشجعت النزعات العدوانية لدى الخصوم، وإن هؤلاء الحلفاء بدؤوا يفكرون في تعديل سياساتهم وفقا لذلك.

وأضاف بأنه ليس مهما أن يحاجج أوباما بأن بكين وموسكو لم تتنمرا بسبب سياسته تجاه سوريا، بل المهم هو أن كل قادة الدول الحليفة لأميركا وكذلك المفكرين بمراكز البحث الأميركية مقتنعون بذلك، وأنه هو وحده يخالف الجميع.

واختتم ديل مقاله بأن نتيجة ذلك القرار أن أوباما حاليا ملزم بمحاربة تنظيم الدولة وهجماته المتزايدة بمنطقة الشرق الأوسط دون أي أمل في وجود دولة قابلة للاستمرار قادرة على أن تحل محل تنظيم الدولة، وأن الرئيس الأميركي القادم سيرث مستنقعا عميقا تغوص فيه البلاد دون حلفاء ودون إستراتيجية للخروج.

المصدر : واشنطن بوست