صحف أميركية: ترامب لا يقرأ ومثال للميكافيلية

Republican presidential nominee Donald Trump speaks at a campaign rally in Greeley, Colorado, U.S. October 30, 2016. REUTERS/Carlo Allegri
ترامب يتحدث خلال حملته الانتخابية الشهر الماضي بولاية كلورادو (رويترز)

بدأت صحف أميركية تكتب عن جوانب من شخصية الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب، إذ وصفه أحد الكتاب بأنه تجسيد حي ونادر للميكافيلية، وقال عنه آخرون إنه سيضفي تغييرا كبيرا على أسلوب الإدارة بالبيت الأبيض.

وقال الكاتب ديفد إغناشيوس بواشنطن بوست إن ترامب يجسد معظم الصفات التي نص عليها كتاب "الأمير" الشهير لنيكولو ميكافيلي للقائد السياسي الناجح وهو أمر نادر؛ فترامب مثل ميكافيلي يفهم أن القيادة لا صلة لها بالأخلاق، بل هي ممارسة السلطة بالقوة التامة، وهدفها إنشاء دولة قوية ومستقرة، وليست بالضرورة "دولة جيدة أو فاضلة".

وأضاف أن ترامب يكذب بسهولة، ويمكنه الاستئساد والتنمر على الآخرين إذا وجد إلى ذلك طريقا، كما أنه شره للجنس ويتفاخر بذلك، وكل هذه الصفات يمجدها ميكافيلي.

الولع بالقوة
وإذا قال أحد إن تلك الصفات التي يمكن أن تتلاءم مع دويلات أوروبا الإقطاعية في القرن الـ16 المتحاربة على الدوام، ويحكمها ديكتاتوريون قساة، لا تتناسب وديمقراطية القرن الـ21، يقول الكاتب إن الشعب الأميركي اختار ترامب وهو يعلم الكثير من صفاته الشخصية، معلقا بأن الشعب ربما يكون مولعا خلال هذه الفترة بمفهوم "القوة" كما يصفه ميكافيلي.

وفي مقال آخر، قال كاتبان إن من عملوا مع ترامب بشكل لصيق قالوا إنه سيقدم أسلوبا مختلفا تماما لإدارة البيت الأبيض وقيادته.

فمن صفاته أنه لا يقرأ إلا قليلا، إلى حد أنه لم يكمل قراءة كتاب في حياته، وأنه يتخذ قراراته بإحساسه، ويختار معاونيه بانطباعه الأول عنهم، وفي بعض الأحيان لا يحتاج حتى للتحدث إليهم، وأنه يركز كثيرا على صورته لدى الآخرين وعلى ما يقوله الناس عنه.

التفويض والثقة
ومن صفات ترامب أنه يفوّض تنفيذ أعماله إلى منفذين يثق فيهم تماما وهم قليلون بطبيعة الحال، وإنه لا يرضى إلا بعمل موظفيه على مدار الساعة وبحضورهم الدائم.

كما أنه لا يسامح أحدا من موظفيه إذا حاول انتقاد أي من قراراته، وأشار المقال إلى أن هذه الصفة ربما تتسبب في تدمير رئاسته.

وقال الكاتبان إن ترامب لكي ينجح في حكم 320 مليون شخص يجب عليه استيعاب الكثير من المعلومات حول قضايا لا عهد له بها، واتخاذ قرارات فورية حول قضايا جدلية، وأوضحا أن من عملوا معه أكدوا أنه سينجح في ذلك نجاحا باهرا؛ فهو سريع الفهم كما قالت باربارا ريس التي عملت معه طوال 18 عاما.

سريع التعلم
وهو ليس بحاجة لشرح مفصل وطويل لأي موضوع، لأنه يلتقط الجوهر بسرعة فائقة، حسب باربارا، وأن على إداريي البيت الأبيض والحكومة الأميركية ونواب الكونغرس أن يعدوا أنفسهم للصبر على رئيس لا يصبر على الاجتماعات الطويلة أو التعقيد أو حتى لا يحب الجلوس خلال الاجتماعات.

وقال الكاتبان عنه إنه بحاجة لمن يقرأ له التقارير ويعطيه ملخصا شفهيا قصيرا عن محتوياتها، وإنه ملول وعديم الصبر، لكنه سيتعود بسرعة على التعامل مع اتساع مجال الحكم الفيدرالي بأميركا، لكنه عنيد، وإذا قرر الوصول لهدف ما، فلا شيء يأخذ انتباهه بعيدا عنه.                

المصدر : واشنطن بوست