ضرورة إنقاذ اتفاق السلام في كولومبيا
تناولت عناوين بعض كبريات الصحف البريطانية اليوم تداعيات الاستفتاء الشعبي الذي صوت فيه الكولومبيون ضد اتفاقية السلام بين الحكومة وحركة القوات المسلحة الثورية الكولومبية (فارك).
وأشارت المجلة إلى أن النتيجة الصادمة برفض الاتفاق بنسبة ضئيلة تركت مصير أطول حروب أميركا اللاتينية مجهولا، كما تركت مصير متمردي فارك غير معروف، ومع ذلك يبدو أنه لا حركة فارك ولا الحكومة على استعداد للعودة إلى الحرب، حيث أعلن الرئيس الكولومبي خوان مانويل سانتوس في خطاب متلفز أنه لن يستسلم، كما أن زعيم الحركة رودريغو لوندونو اتشيفيري قال إن مقاتلي الحركة سيستخدمون الكلمات فقط كسلاح للبناء نحو المستقبل.
ومن جانبها، أشارت الغارديان إلى أن نتيجة الاستفتاء الشعبي صدمت الكثيرين وليس فقط الرئيس سانتوس، ومع ذلك فإن أسلافه أعطوا الشعب الكولومبي سببا للأمل في اتفاقية أفضل في المستقبل.
وأرجعت الصحيفة أحد أسباب رفض الاتفاق إلى عدم وجود شعبية كبيرة لشخص الرئيس سانتوس، وأنه بوضع نفسه وزعيم حركة فارك في صدارة الاتفاق ومراسم التوقيع المسرفة قبل أسبوع من توقيعه نفرت الكثيرين عن التصويت.
وأشارت إلى أن مصداقية الاتفاق تتوقف على التزام حركة فارك في النهاية بوضع أسلحتها جانبا وقبول شروط أقل ملاءمة.
وفي السياق، كتبت إندبندنت أنه سيتعين على كولومبيا في نهاية المطاف أن تتحاور مع المتمردين كما فعلت أيرلندا الشمالية مع الجيش الجمهوري الأيرلندي.
وقالت إن اتفاق السلام في أيرلندا الشمالية -كما هي الحال في اتفاق كولومبيا- هو أبعد ما يكون عن السياسة الديمقراطية المثالية، ومع ذلك هو أفضل من البديل الذي يُبقي رحى الحرب تدور وسفك الدماء يستمر.
ورأت الصحيفة أن عدم رغبة حركة فارك في العودة إلى حربها التي لا يمكن الفوز فيها بارقةُ أمل تستدعي التحاور معها بشأن الطرق التي ستسلكها في كولومبيا.