تايمز: أوباما أخل بتوازن الشرق الأوسط

FILE - In this Tuesday, Jan. 27, 2015 file photo, President Barack Obama is greeted by new Saudi King Salman bin Abdul Aziz as the president and first lady Michelle Obama arrive on Air Force One at King Khalid International Airport, in Riyadh, Saudi Arabia. It is not just the Saudi king who will be skipping the Camp David summit of U.S. and allied Arab leaders. Most Gulf heads of state won't be there. The absences will put a damper on talks that are designed to reassure key Arab allies, and almost certainly reflect dissatisfaction among leaders of the six-member Gulf Cooperation Council with Washington's handling of Iran and what they expect to get out of the meeting. (AP Photo/Carolyn Kaster, File)
الرئيس باراك أوباما (يمين) لدى استقباله من قبل الملك سلمان بن عبد العزيز (أسوشيتد برس/أرشيف)

قالت تايمز البريطانية إن مخاوف السعودية ودول الخليج من توصل واشنطن لاتفاق نووي مع إيران لها ما يبررها، وربما بدا هذا واضحا في عدم مشاركة الملك سلمان بن عبد العزيز في قمة ما وصفته الصحيفة بكلام أوباما المعسول في كامب ديفد.

وأشارت الصحيفة إلى أنه لا يمكن لوم دول الخليج على ذلك لأنه بتسريع التقدم نحو اتفاق نووي مع طهران يكون الرئيس الأميركي باراك أوباما قد أخل بتوازن الشرق الأوسط المضطرب بالفعل، وأجج العداوة القديمة بين الفرس والعرب وتخلى عن النفوذ الأميركي بمنطقة لم يعد الكثير منها في قبضته.

ومن جانبها، علقت افتتاحية فايننشال تايمز بأنه إذا نجح أوباما في توقيع اتفاق "متين" وقابل للتنفيذ مع إيران الشهر المقبل لكبح برنامجها النووي، فستكون تلك الصفقة بمثابة إنجاز هام في سياسته الخارجية.

لكن الصحيفة أردفت بأنه في الوقت الذي قد يرى فيه البيت الأبيض هذا المشهد كتغيير محتمل لقواعد اللعبة بالعلاقات الأميركية الإيرانية تنظر السعودية ودول الخليج إليه باستياء، لأن أي اتفاق نووي بالنسبة للرياض وحلفائها السنة من شأنه أن يعطي منافسيها الشيعة دفعة كبيرة في منطقة تعاني صراعا طائفيا يتزايد بشكل كبير.

مخاوف السعودية وحلفائها يمكن تفهمها حيث إنها طالما اشتكت من أن أي اتفاق لا بد وأن يعزز نفوذ إيران بأنحاء المنطقة ويقوي عملاءها الذين يقاتلون بالعراق وسوريا واليمن

وأشارت إلى أن مخاوف السعودية وحلفائها يمكن تفهمها حيث إنها طالما اشتكت من أن أي اتفاق لا بد وأن يعزز نفوذ إيران في أنحاء المنطقة، ويقوي عملاءها الذين يقاتلون في العراق وسوريا واليمن، ويخشون أيضا أن رفع العقوبات سيحرر مليارات الدولارات الإيرانية المجمدة بما يسمح لطهران بالتدخل في المنطقة أكثر من ذلك.

وبناء على هذه المخاوف، ترى الصحيفة أن أوباما كان محقا في عقد قمة كامب ديفد مع دول مجلس التعاون بهذا التوقيت. وأشارت إلى بعض الخطوات العملية التي يمكن أن تتخذها إدارته لتخفيف تلك المخاوف وتعزيز أمن الخليج، ومنها أن بإمكان الولايات المتحدة أن تتعهد بمواجهة استخدام إيران لعملائها بالمنطقة، وهذا يمكن أن يشمل تعاونا لوقف شحنات الأسلحة وزيادة تبادل المعلومات الاستخبارية.

وختمت فايننشال تايمز بأن على أوباما أن يستغل هذه القمة لتوجيه رسالتين للقيادة الخليجية، الأولى أن أميركا لا تنحاز لأحد الجانبين في هذا الصراع الطائفي، وأن يوضح أيضا أنه لن يحيد عن سعيه لتحقيق الاتفاق النووي الإيراني على أنه يقدم فرصة لنوع مختلف من العلاقة بين واشنطن وطهران، وأن هذا الاتفاق يمكن أن يساعد في تجنب تهديد الحرب وسباق تسلح نووي أوسع بالشرق الأوسط لأن هذا بالتأكيد في مصلحة كل الأطراف.

المصدر : الصحافة البريطانية