صحف بريطانية: ترامب يغذي التطرف
تواصلت ردود الفعل المتباينة بالصحف البريطانية على تصريحات مرشح الرئاسة الأميركي الجمهوري دونالد ترامب التي هاجم فيها المسلمين، وقالت إنه يمثل خطرا للعالم. وربطت بينه وبين زعيمة اليمين المتطرف الفرنسي ماري لوبان، بأنها قد تكون أخطر منه.
وأشارت الصحيفة إلى أن استغلال لوبان للخوف الناجم عن هجمات باريس ساهم في فوز حزبها بالانتخابات الإقليمية، وأنها استغلت الغضب بنفس الطريقة كما فعلها ترامب في هجوم كاليفورنيا الأخير، لكنها كانت من الدهاء بما جعل خصومها يمتدحونها.
وختمت بأنه بالرغم من أن لوبان ليست المرشح الأوفر حظا لقصر الرئاسة، فإن حقيقة أنها أصبحت منافسا مهما ينبغي أن يكون تحذيرا كافيا بأنها أخطر من ترامب لأنها تعد للعودة إلى فكرة أوروبا السابقة التي كان يُعتقد أنها نُبذت إلى الأبد.
وفي السياق، انتقد مقال إندبندنت تصريحات ترامب مؤكدا أنها تصب في مصلحة تنظيم الدولة، وأنه بما يفعله يقدم للتنظيم دعاية مجانية.
وقالت الصحيفة إن تصريحات ترامب تقوض أيضا أمن الولايات المتحدة لأن اعتقاده المضلل بأن حرمان المسلمين من دخول الولايات المتحدة سيحيد خطر الإرهاب، إنما يغذي خطاب تنظيم الدولة للحرب بين الإسلام والغرب، وأضافت أن غلق الباب في وجه المسلمين سيجعل أولئك الذين على حافة التطرف يسقطون في الهاوية ريثما يزداد انعدام الثقة والعنف.
وأشارت إلى استغراب الكثيرين من تصريحات ترامب، وكيف يمكن لرجل يصدر عنه مثل هذا الخطاب الدنيء والمعادي للمسلمين أن يكون منافسا شرعيا لإدارة دولة.
ومن صحيفة ديلي تلغراف، كتب بن كارسون أن ترامب قد يكون خائفا من المسلمين لكنه بحاجة إلى أن يواجه هذا الخوف.
وقال الكاتب إن الأحكام المتسرعة، على الآخرين، لها جانب سلبي في أنها تؤدي إلى الإفراط في التعميم الذي يعيق القدرة على التمييز بشكل صحيح في تفاصيل الواقع الأكثر دقة.
وأضاف أن العيش في حالة معممة من الخوف والذعر يقلل في الواقع قيمة الخوف كغريزة منقذة للحياة، لأن ما هو مفترض أن يكون إشارة مضيئة تنبهنا لخطر وشيك يصير صعب التمييز عن الضوضاء المحيطة.