استمرار الجدل بشأن اللاجئين بأميركا

Refugees queue in the heavy rain, while waiting to be registered in a registration camp near Presevo, southern Serbia, 27 November 2015. Macedonia, Serbia and Croatia on 19 November 2015 have started restricting access to migrants on the Balkan route to Syrians, Iraqis and Afghans. It is a part of a joint effort to reduce the number of asylum seekers streaming into the European Union.
لاجئون ينتظرون تحت المطر الغزير بصربيا قبل تسجيلهم للدخول إلى أحد معسكرات الإيواء أمس (الأوروبية)

استمرت بعض الصحف الأميركية في تناول الجدل الأميركي بشأن اللاجئين السوريين؛ بين منتقدة سياسة الرئيس باراك أوباما حول هذه القضية، ومؤيدة لها.

وقالت واشنطن بوست إن هذا الجدل أصبح مصدر قلق قومي بدأ بمحاولة أوباما تحويل الاهتمام عن انهيار سياسته الخارجية والتركيز على الهجوم الشخصي على منتقديه ووصفه لهم بالافتقار للتعاطف مع الأرامل واليتامى السوريين.

وأشار المقال الذي كتبه شارلس كراوثامر إلى أن أوباما لم يقر أبدا بمسؤوليته في ترميل وتيتيم ونزوح وتشريد آلاف السوريات والسوريين في الأصل بعدم وقفه حرب الرئيس السوري بشار الأسد على شعبه في وقت مبكر "عندما كان ذلك بالإمكان".

وقال الكاتب إن مخاوف حكام الولايات الذين أعلنوا رفضهم استقبال لاجئين سوريين منطقية، لأن "الإرهاب" يتصاعد في كل أنحاء العالم: سيناء، ومالي، وبيروت، وباريس، والعاصمة البلجيكية بروكسل التي تم إغلاقها بسبب الخوف من "الإرهاب".

تراجع إستراتيجي
ودعا الكاتب الجمهوريين إلى عدم جعل قضية اللاجئين تُحسب عليهم، قائلا كان بإمكانهم التركيز على الإجراءات الكفيلة بمنع تسلل "إرهابيين" إلى أميركا وسط اللاجئين، بدلا من الظهور بمظهر العداء للاجئين والعرب والمسلمين، مضيفا أن قضية الجمهوريين الرئيسية كان يجب أن تكون هي فشل أوباما في الشرق الأوسط الذي تسبب في "تراجع إستراتيجي" لأميركا من المنطقة وتركها لروسيا بعد أربعين عاما من الهيمنة.

ونشرت الصحيفة افتتاحية أشادت فيها بسياسة كندا الجديدة التي ترحب باللاجئين وتعلن استعدادها لاستقبال 25 ألفا منهم حتى نهاية هذا العام مع تمديد الفترة أربعة أسابيع حتى فبراير/شباط العام المقبل لاعتبارات لوجستية.

وقالت إن سياسة كندا ترفض العداء للأجانب الذي راج بالولايات المتحدة، وأشادت بدفاع أوباما عن قراره بالموافقة على استقبال عشرة آلاف لاجئ من سوريا العام المقبل كبداية.

أما واشنطن تايمز، فقد نشرت افتتاحية تقول إن مشروع أوباما لإعادة توطين السوريين يهدد أمن الولايات المتحدة، واتهمت أوباما بأنه غير مكترث بما يقوله الأميركيون حول قيادته، "فقد تجاهل ما عبر عنه حكام كثير من الولايات حول قراره بشأن اللاجئين السوريين، في الوقت الذي أعطى فيه ملالي إيران ما يطلبونه في صفقة البرنامج النووي الإيراني".

وقالت إن أوباما غير محق عندما يقول إن أغلب اللاجئين يتامى وأرامل، ذاكرة أن أغلبهم شباب أصحاء وأقوياء، وأشارت إلى أن اثنين على الأقل من منفذي هجوم باريس وصلوا إلى فرنسا وسط اللاجئين.

واختتمت بقولها إن اتخاذ إجراءات أمنية صارمة لحماية البلاد والشعب الأميركي لا يعني الافتقار لمشاعر التعاطف مع من تواجههم مصائب، بل هو من صفات الفطرة السليمة والمنطق.  

المصدر : الصحافة الأميركية