سنودن: واشنطن تجسست على منظمات حقوقية
كشفت وثائق جديدة سربها المتعاقد السابق مع وكالة الأمن القومي الأميركية إدوارد سنودن ونشرتها صحيفة غارديان أن الحكومة الأميركية تجسست على العاملين بمنظمات حقوقية بارزة.
وقال سنودن لمجلس أوروبا، وهو منظمة دولية بارزة لحقوق الإنسان، في مدينة ستراسبورغ الواقعة شرقي فرنسا، إن الوكالة تجسست عمدا على منظمات حقوقية بارزة مثل هيومن رايتس ووتش ومنظمة العفو الدولية.
وأضاف أن الوكالة استهدفت تحديدا إما قيادات أو عاملين في عدد من المنظمات المدنية وغير الحكومية، بما في ذلك منظمات محلية داخل الولايات المتحدة.
وفي شهادة حية لمجلس أوروبا، قدم سنودن تقريرا مفصلا عن كيفية انتهاك برامج المراقبة القوية التابعة لوكالة الأمن القومي لقوانين الخصوصية في الاتحاد الأوروبي، وقال إن برامج مثل "إكسكيسكور" التي كشفت عنها الصحيفة في يوليو/تموز الماضي تستخدم تقنيات استخراج بيانات متطورة لفحص "تريليونات" الاتصالات الخاصة. وأضاف "هذه التكنولوجيا تمثل أخطر تهديد جديد للحريات المدنية في العصر الحديث".
سنودن: الوكالة كانت تتعقب مواطنين غير مشاركين في أي أنشطة شائنة ومن ثم كانت تعمل وفقا لسياسة حكم الأمر الواقع في الجرم بالتبعية |
وقال أيضا إن هذا من الناحية العملية معناه أن الوكالة كانت تتعقب مواطنين غير مشاركين في أي أنشطة شائنة، ومن ثم كانت تعمل وفقا لـ"سياسة حكم الأمر الواقع في الجرم بالتبعية".
يُشار إلى أن برنامج "إكسكيسكور" يسمح للمحللين بالبحث بدون تفويض مسبق خلال قواعد بيانات واسعة تضم رسائل إلكترونية ومحادثات إنترنت وتواريخ التصفح لملايين الأفراد.
والجدير بالذكر أن سنودن كان قد سرب قبل نحو أسبوعين وثائق تكشف أن الوكالة أنشأت نظاما للمراقبة يملك القدرة على تسجيل جميع المكالمات الهاتفية الخاصة ببلد ما، والاستماع إلى تلك المكالمات مجددا خلال مدة ثلاثين يوما من إجرائها.
وفي نفس التوقيت تقريبا، كشفت وثائق أخرى أن الوكالة تسللت إلى خوادم شبكة شركة هواوي الصينية (ثاني أكبر مزود لمعدات الشبكات بالعالم بعد شركة سيسكو سيستمز الأميركية) وتجسست على مراسلاتها، ولم تكتف بالتجسس على رسائل كبار مسؤولي هواوي وموظفيها، لكنها استغلت الأبواب الخلفية للقيام بعمليات مراقبة واسعة لشبكات الاتصالات التي باعتها هواوي لدول أخرى خلال السنوات الأخيرة.