أزمة أوكرانيا.. حرب باردة أم خيارات أخرى؟

Armed servicemen wait in Russian army vehicles in the Crimean town of Balaclava March 1, 2014. Ukraine accused Russia on Saturday of sending thousands of extra troops to Crimea and placed its military in the area on high alert as the Black Sea peninsula appeared to slip beyond Kiev's control. REUTERS/Baz Ratner (UKRAINE - Tags: POLITICS MILITARY)
نشر بوتين قواته في شبه جزيرة القرم الأوكرانية والاستفتاء الأخير زادا من تعقيد الأزمة (رويترز)
undefined
أولت صحف أميركية اهتماما بالأزمة الأوكرانية المتفاقمة، وبينما أشار بعضها إلى احتمال نشوب حرب باردة جديدة بين الغرب وروسيا، تحدثت أخرى عن الخيارات المتاحة أمام الولايات المتحدة بشأن الأزمة.

فقد قال الكاتب مايكل غيرسون في مقال نشرته له صحيفة واشنطن بوست إن المعركة بين الغرب وروسيا من أجل شبه جزيرة القرم لم تبدأ بعد، مضيفا أن ما وصفه بالعدوان الروسي على أوكرانيا يمثل شكلا متطورا من الحرب الباردة التي كانت سائدة إبان الحقبة السوفياتية.

وأوضحت الصحيفة أن موسكو حشدت أكثر من ثمانين ألف عسكري من قواتها قرب الحدود الأوكرانية، وأن روسيا على وشك تعديل حدودها لتضم مزيدا من مصادر الطاقة في شبه جزيرة القرم الأوكرانية.

وقالت الصحيفة إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد يقدم على غزو أوكرانيا بكاملها تحت غطاء من الدعاية والتظليل الذي ليس له مثيل منذ الحرب الباردة، والتي يمكن للرئيس الروسي التسبب في إعادة اشتعالها مع الغرب والولايات المتحدة.

واشنطن بوست: بوتين قد يواصل حججه لحماية الناطقين بالروسية، ولكن هناك حوالي 25 مليونا منهم يعيشون في المنطقة خارج الحدود الروسية

ناطقون بالروسية
وأضافت الصحيفة أنه إذا أراد بوتين أن يواصل حججه لحماية الناطقين بالروسية فإن هناك حوالي 25 مليونا منهم يعيشون في المنطقة خارج الحدود الروسية.

من جانبها، قالت صحيفة واشنطن تايمز في افتتاحيتها إنه يجب على حلف شمال الأطلسي (ناتو) نشر قواته في بولندا ودول البلطيق، ويجب على الولايات المتحدة إرسال مساعدات عسكرية إلى أوكرانيا، وذلك لوقف الشهية الروسية نحو حرب باردة جديدة قبل قوات الأوان.

 في المقابل، قال الكاتب جوناه غولدبيرغ في مقال نشرته له صحيفة لوس أنجلوس تايمز إنه يجري حجب طبيعة التهديد الذي تشكله روسيا، وذلك من خلال الحديث عن الحرب الباردة.

ودعت الصحيفة إلى التوقف عن الحديث عن أي حرب باردة، وذلك بدعوى أنه مهما ساءت علاقة العواصم الغربية وواشنطن مع موسكو فإن الأمور لا ترقى إلى مستوى الحرب الباردة، وذلك لأن روسيا اليوم ليست الاتحاد السوفياتي الذي كان.

وأوضحت الصحيفة أن الحرب الباردة تعتبر شيئا أكبر من مجرد خلاف للغرب والولايات المتحدة مع روسيا.

واشنطن بوست: خيارات الولايات المتحدة تتمثل في دعم الجيش الأوكراني وفرض عقوبات رادعة على روسيا

خيارات
أما بشأن الخيارات المتاحة أمام الولايات المتحدة لمواجهة التهديد الروسي لأوكرانيا والمنطقة فقالت صحيفة واشنطن بوست إن بوتين قد يضم شبه جزيرة القرم ويريح الرئيس الأميركي باراك أوباما من عناء المواجهة.

وأضافت أن الرئيس الروسي سبق أن أتاح لنظيره الأميركي أوباما فرصة الإعلان عن نصر دبلوماسي في أعقاب صفقة الأسلحة الكيميائية السورية، بينما الحقيقة تقول إن أوباما كان يتجرع هزيمة إستراتيجية في الأزمة السورية، وإن نجم بوتين كان يتألق دوليا في المقابل.

وقالت الصحيفة إنه مهما تكن الخيارات أمام بوتين فإنه سيبقى سيد الموقف في الأزمة الأوكرانية، وإن المشكلة الكبرى أمام الولايات المتحدة والغرب عموما تتمثل في الإستراتيجية الموروثة عن روسيا.

وأوضحت الصحيفة أن الولايات المتحدة أسهمت في توسع كل حلف شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي ليشمل مناطق كانت تتبع للاتحاد السوفياتي السابق، وأن بوتين الآن يحاول رد الصاع صاعين من خلال ووقف الزحف الأوروبي والأميركي إلى الشرق، وذلك عن طريق التهديد والقوة المباشرة.

واشنطن بوست:
ماذا سينفد أولا الطاقة من أوروبا أم المال من روسيا؟

طاقة ومال
وقالت الصحيفة إنه يمكن للغرب مقاومة أهداف بوتين في أوروبا الشرقية عن طريق استغلال الصراعات الإثنية والعرقية، ولكن الغرب لا يمكنه التحرك دون قيادة أميركية.

وأضافت الصحيفة بالقول إنه لا بد للولايات المتحدة من دعم الجيش 
الأوكراني، وفرض عقوبات رادعة على روسيا، ولكنها حذرت بالقول: هل ستنفد الطاقة من أوروبا قبل أن ينفد المال من روسيا؟

من جانبها، انتقدت صحيفة واشنطن تايمز سياسات أوباما تجاه الأزمة الأوكرانية، وقالت إن التمني لا يجب أن يكون من ضمن سياسات القوى العظمى، موضحة أن أوباما أشبع بوتين تهديدا وتلويحا بفرض العقوبات وبعزل روسيا، بينما فاز الأخير في استفتاء شبه جزيرة القرم الأوكرانية.

وفي السياق، قالت صحيفة ذي كريستيان ساينس في افتتاحيتها إن الولايات المتحدة تهدد بفرض مزيد من العقوبات على روسيا، وذلك إذا أقدمت موسكو على ضم شه جزيرة القرم الأوكرانية أو على احتلال أجزاء من أوكرانيا.

يشار إلى أن برلمان القرم طلب أمس الاثنين رسميا من موسكو "الاعتراف بجمهورية القرم ككيان جديد له وضع الجمهورية" ضمن روسيا الاتحادية.

وسارع الرئيس بوتين لتوقيع مرسوم جاء فيه أن "روسيا تعترف بجمهورية القرم دولة مستقلة ذات سيادة تتمتع فيها مدينة سيباستوبول بمكانة خاصة"، وأنه "صدر بعد أن عبر شعب القرم عن إرادته في استفتاء عام".

المصدر : الجزيرة + الصحافة الأميركية