مباحثات سرية للخروج من الأزمة المصرية

Egyptian supporters of the deposed president Mohamed Morsi hold his portrait and wave the national flags during a demonstration against the government in Cairo on July 31, 2013. Tense Egypt braced for a showdown in the streets between supporters of Morsi and his army-backed opponents, who have called for demonstrations across Egypt.
undefined
تنوعت اهتمامات التقارير ومقالات الرأي في الصحف البريطانية، فقد أشارت إحداها إلى عقد مؤيدي محمد مرسي مباحثات سرية للخروج من المأزق الحالي، وكتبت أخرى عن النهج العملي للرئيس الإيراني الجديد، وقالت ثالثة إن الحرب على الإرهاب لم تنته بعد.

أما في الشأن المصري فقد ذكرت صحيفة إندبندنت -نقلا عن مصدر مقرب من مباحثات الأزمة الحالية بين أطراف المعارضة في القاهرة- أن الأنصار الإسلاميين للرئيس المعزول محمد مرسي يناقشون سرا ما أسمته صفقة صون الكرامة يمكن بموجبها إطلاق سراح مرسي والسماح له بالاستقالة "رسميا" من منصبه.

وبحسب هذا المصدر فإن الخيارات المطروحة تشمل السماح لمرسي بإعلان استقالته في خطاب متلفز ويسلم رسميا سلطاته التنفيذية لرئيس الوزراء المؤقت حازم الببلاوي. واحتمال آخر هو إطلاق سراح مرسي ونفيه. وأضاف المصدر "نأمل أن نجد له مخرجا كريما".

وأشارت الصحيفة إلى أن هذه الأخبار تأتي في وقت حذرت فيه أكبر هيئة أمنية في البلاد من أن مفاوضات حل الأزمة الحالية ليست غير محددة بزمن. وأضافت أن مشهد الانقسام العدائي بين المعسكرين السياسيين يبدو غير قابل للالتئام.

حسن روحاني
وفي الشأن الإيراني كتبت صحيفة غارديان في مستهل افتتاحيتها أن الرئيس الجديد حسن روحاني وسطي حافظ على قنوات الاتصال مفتوحة مع معظم مراكز القوى المتنافسة في إيران.

وترى الصحيفة أن تنصيب رئيس جديد لإيران هو فرصة لإرسال الرسائل ولم يضيعها حسن روحاني. فقد أبلغ أميركا في خطاب تنصيبه أنها إذا أرادت استجابة شافية من إيران فعليها ألا تتحدث بلغة العقوبات. ولينأى بنفسه عن سلفه محمود أحمدي نجاد وعد روحاني بحكومة الحكمة والأمل. وأضافت الصحيفة أنه يؤمن بمفهوم الاعتدال ويحجم عن تسمية أي بلد تعتبره إيران معارضا لمصالحها، وكلمة "عدو" لا ترد في خطابه بالمرة.

وتعتقد أن روحاني ليس إصلاحيا ولن يكرر خطأ نجاد في تحدي المرشد الأعلى. وبينما استخدم لغة الإصلاحيين خلال حملته الانتخابية، كان واضحا في إعلان ولائه لآية الله على خامنئي ويأمل أن يستثمر هذا الولاء لإيجاد فسحة في تحديد مسار سياسة خارجية أكثر واقعية. وقالت إنه سار بالفعل في الطريق الصحيح بتعيينه محمد جواد ظريف وزيرا للخارجية، الذي كان سفيرا سابقا للأمم المتحدة وشارك سابقا في مفاوضات سرية ثنائية مع الولايات المتحدة، وهو محبوب من قبل الدبلوماسيين الأميركيين.

القاعدة
وفي سياق آخر جاء تعليق صحيفة ديلي تلغراف ليؤكد على أن الحرب على الإرهاب لم تنته بعد. وقالت الصحيفة إنه في أعقاب تهديد تنظيم القاعدة الذي أوقع الحكومات الغربية في حيص بيص من الواضح أن شبكة الإرهاب بعيدة عن الهزيمة.

وبالنسبة لتنظيم يقال إنه تراجع نهائيا سيشعر تنظيم القاعدة بارتياح كبير من أحداث نهاية الأسبوع الماضي، عندما أثبت قدرته على تعطيل عمل الحكومات الغربية عن طريق إجبار غلق مؤقت لعشرات البعثات الدبلوماسية في جميع أنحاء العالم العربي. وفي حين أنه من غير الواضح ماهية التهديد الذي دفع الحكومة الأميركية لبدء مثل هذه الإجراءات الجوهرية إلا أن مسؤولي الاستخبارات الأميركية مقتنعون أن القاعدة تخطط لهجوم كبير بمناسبة مهرجان عيد الفطر.

وأشارت الصحيفة إلى عدة حوادث أحبطت في بريطانيا وأميركا في السنوات الأخيرة كانت أصابع القاعدة فيها واضحة.

وتعتقد الصحيفة أن الإغلاق الواسع للبعثات الدبلوماسية في مطلع الأسبوع يبدو من المؤكد أنه يتعارض مع زعم الرئيس الأميركي باراك أوباما الصيف الماضي بأن "الحرب على الإرهاب" كانت تقترب من نهايتها وأن تنظيم القاعدة الذي أسسه أسامة بن لادن لم يعد لديه القدرة أو الاستطاعة لإحداث مذبحة كبيرة في الغرب.

وانطباع أن أميركا توشك على إنهاء حربها الطويلة ضد القاعدة تعزز الأسبوع الماضي خلال زيارة وزير الخارجية جون كيري لباكستان عندما أعطى تلميحا قويا بأن أميركا كانت تخطط لإنهاء هجماتها بطائرات بدون طيار المثيرة للجدل في المناطق القبلية "قريبا جدا جدا" وذلك لأن تنظيم القاعدة لم يعد يشكل تهديدا.

وترى الصحيفة أنه بالنظر للزيادة الأخيرة في نشاط تنظيم القاعدة فإنه يشهد حاليا نوعا من الولادة المتجددة، سواء في تنظيمه لحالات الهروب الجماعية من السجون كما حدث في العراق وليبيا، أو محاولة استغلال الموجة الأخيرة من الانتفاضات العربية لتتناسب مع أجندته الإسلامية الخاصة.

المصدر : الصحافة البريطانية