صحيفة: هل تعني الخطوط الحمر شيئا لأوباما؟

Relatives and activists inspect the bodies of people they say were killed by nerve gas in the Ghouta region, in the Duma neighbourhood of Damascus August 21, 2013 in this handout provided by Shaam News Network. Syrian activists accused President Bashar al-Assad's forces of launching a nerve gas attack on rebel-held districts near Damascus on Wednesday that they said killed more than 200 people. There was no immediate comment from Syrian authorities, who have denied using chemical weapons during the country's two-year conflict, and have accused rebels of using them, which the rebels deny.
undefined
حفلت الصحف البريطانية بالتقارير ومقالات الرأي في الشأن السوري وخاصة المأساة الأخيرة من ضرب المدنيين العزل بالسلاح الكيمياوي وردود الفعل المتباينة، فتحدثت إحداها عن خطوط أوباما الحمر وهل تعني أي شيء؟ وقالت أخرى إن ما يحدث في سوريا أشبه بالجحيم ومع ذلك لن تحرك أميركا ساكنا، وقالت ثالثة إن خيارات الرد كلها سيئة، وأضافت أخرى أن مسألة التدخل تظل ضعيفة.

فقد استهلت ديلي تلغراف افتتاحيتها بأن الأزمة السورية مأساة يبدو حلها مستحيلا في كثير من الأحيان، لكن ليس هذا عذرا لأميركا بألا تكون في مقدمة الجهود المبذولة.

وقالت الصحيفة إن أوباما هو قائد العالم الحر في الضراء والسراء، ولكنه في الضراء رفض أن يتصرف حسبما يقتضيه الموقف. وقالت إن على رئيس الولايات المتحدة إذا وضع خطا أحمر أن يتمسك به، لكن يبدو أنه ليس بهذا الثبات على المبدأ.

وتساءلت الصحيفة عنما يمكن أن يقوم به أوباما، لكنها استبقت الأحداث بأنه على الأرجح لن يفعل الكثير لأن أي إجراء حاسم يمكن أن يتخذ قد يوصف بالحمق بسبب تعقيد الموقف على الأرض، والرأي العام الأميركي قلق من وضع أسلحة في أيدي الثوار التابعين للإسلاميين "المتطرفين"، كما أن فرض منطقة الحظر الجوي ستكون بمثابة إعلان للحرب، خاصة أن روسيا ما زالت ترفض وقف تسليح الأسد.

وأضافت ديلي تلغراف أن حركة المفتشين الأمميين مقيدة حيث منعوا من زيارة أي مكان آخر غير الأماكن الثلاثة التي اتفق عليها سابقا، وقالت إن موسكو وبكين تتحملان جزءا من وزر ما حدث لمساندتهما نظام الأسد.

خيارات الرد
أما صحيفة غارديان فقد جاءت افتتاحيتها لتؤكد أن خيارات الرد كلها سيئة ومن غير المؤكد أن تحقق الضربات الجوية الردع المطلوب. وقالت إن المؤكد هو أن أسلحة كيمياوية استخدمت في بلدة الغوطة شرقي دمشق، وأن هذه إحدى أخطر الهجمات الكيمياوية منذ ضرب صدام حسين لمدينة حلبجة قبل 25 عاما.

كما أن هذا الهجوم يمثل تحديا واضحا للعهد الذي قطعه أوباما قبل عام بأنه إذا ثبت استخدام أسلحة كيمياوية وبيولوجية فإن هذا الأمر "سيغير حساباتي". كما أنه ليس هناك شك فيمن ارتكب هذه الفظائع. فقد أقرت الحكومة السورية بأنها شنت هجوما كبيرا في المنطقة وهي القوة المقاتلة الوحيدة التي لديها القدرة على استخدام الأسلحة الكيمياوية على هذا النطاق.

وترى الصحيفة أن هناك أربعة أسباب محتملة لهذا الهجوم، الأول أن يكون قائد سوري قد تصرف من تلقاء نفسه وهذا أمر مستبعد، أو كان أمر من الأسد وفي يقينه أن أوباما لن يرد أو كان قرار لتصعيد القوة النارية ضد الثوار، الذين رغم خسائرهم في القصير وحمص ما زالوا يسيطرون على نحو نصف البلد، والسبب المحتمل الرابع هو أن هذا الهجوم أخذ منحى خاطئا مما أسفر عن مقتل أكثر من العدد المقصود.

ومن جانبها كتبت صحيفة إندبندنت في افتتاحيتها أن أي استخدام للأسلحة الكيمياوية عمل وحشي ولكن مسألة التدخل في سوريا تظل ضعيفة, وفي الوقت الحالي أي تدخل مباشر ما زال يبدو أكثر خطورة من عدم القيام بأي شيء.

وقالت الصحيفة إن إثبات الحقيقة أمر ضروري من أجل استباق أي استجابة أخرى غير صريحة من مجلس الأمن، لكنها مهمة أيضا لأن المخاطر كبيرة جدا.

أسئلة هامة
وحول بعض الحقائق عن الهجمات الكيمياوية تناولت ديلي تلغراف أيضا بعض الأسئلة والأجوبة في هذا الشأن. وردا على سؤال عن حقيقة هذه الهجمات قالت الصحيفة إن الغازات السامة مثل السارين والخردل وغاز الأعصاب الفتاك (في إكس) تترك آثارا يستطيع الخبراء كشفها لكن الوقت يمر بسرعة وأوضح أن الإشارات على ذلك تتلاشي بعد 48 ساعة، وعليه يجب إجراء الاختبارات اليوم الجمعة كي تكون قاطعة، أما بعد ذلك فإن الشك يتزايد.

أوباما يواجه الآن معضلة شديدة، فإما أن يتدخل بقوة أكثر حسب تحذيره السابق أو يمتنع عن اتخاذ أي خطوة ويجازف بفقدان مصداقيته

وفي سؤال عن إمكانية ذهاب الخبراء الموجودين في دمشق إلى مكان الهجمات الأخيرة في الغوطة ردت الصحيفة باحتمال النفي لأن الفريق لا يستطيع التحرك إلا بإذن من نظام الأسد، وحتى الآن السلطات لم تسمح لهم بزيارة هذه الأماكن.

وقد منعت روسيا مجلس الأمن من المطالبة بهذا الوصول. لكن إذا كان النظام يقول الحقيقة بإنكاره استخدام الغازات السامة فسيكون لديه كل سبب للسماح للأمم المتحدة بزيارة هذه الأماكن لتفنيد هذا الزعم.

وفي سؤال عن ما قد يحدث بعد ذلك ردت الصحيفة بأنه إذا كان نظام الأسد قد ارتكب هذه الجريمة البشعة فجر الأربعاء الماضي فإن أوباما يواجه الآن معضلة شديدة. فإما أن يتدخل بقوة أكثر حسب تحذيره السابق أو يمتنع عن اتخاذ أي خطوة ويجازف بفقدان مصداقيته. وإذا فعل الثانية فمن المحتمل أن يستنتج الأسد أن "الخط الأحمر" مجرد دجل وأن بوسعه ضرب أعدائه بالغازات السامة مع الإفلات من العقاب.

وبشأن خيارات أوباما ردت الصحيفة بأن الرئيس رفض الخيارات الواضحة, ومن ثم يبقى خيار عسكري آخر أشار إليه مسؤول إسرائيلي سابق وهو توجيه ضربة جوية عن بعد ضد القدرات العسكرية للنظام، وهذا يمكن أن يحدث على المدى الطويل بما لا يعرض القوات الأميركية للخطر. والهدف سيكون إجبار الأسد على تحمل ثمن أفعاله. لكن يبدو من المحتمل أن أوباما ليس لديه العزم المطلوب.

المصدر : الصحافة البريطانية