أزمة تشكيل الحكومة بصحف مصر

الصحافة المصرية لصباح الاثنين
undefined

شرين يونس-القاهرة

تناولت الصحف المصرية الصادرة صباح اليوم الاثنين أزمة تشكيل الحكومة المستمرة، ومحاولات إقناع حزب النور الرافض لتولي محمد البرادعي رئاسة الحكومة، في حين تم طرح أسماء أخرى على طاولة المشاورات.

وكتبت جريدة "الأخبار" أن رئاسة الحكومة حائرة بين البرادعي وكمال الجنزوري، وأن الثورة تبحث عن رئيس للحكومة، وتحدثت "اليوم السابع" عن أنباء لتولي زياد بهاء الدين رئاسة مجلس الوزراء.

وذكرت "المصري اليوم" أن المفاوضات ما زالت مستمرة بين حركة تمرد وحزب النور للتوافق على البرادعي، في وقت أشارت "الشروق" إلى أن الاتجاه هو لتعيين البرادعي رئيسا للحكومة بنائب من حزب النور.

وأرجعت الصحف أزمة الحكومة إلى اعتراض حزب النور على البرادعي، الذي برره بالتمسك بالاتفاق الذي تم بين مختلف القوى السياسية والقوات المسلحة على خريطة الطريق، والذي أكد على ضرورة تولي شخصية مستقلة رئاسة الحكومة حتى تجري عملية انتخابية شفافة ونزيهة، وأكدت الصحف أن حركة تمرد و6 أبريل وقوى ثورية أخرى تتمسك بالبرادعي.

مؤيدون للرئيس المعزول محمد مرسي برابعة العدوية (الفرنسية)
مؤيدون للرئيس المعزول محمد مرسي برابعة العدوية (الفرنسية)

"حالة تخبط"
واعتبرت قيادات من التيار الإسلامي أن ما أسمتها حالة التخبط بشأن اختيار رئيس الحكومة ستساهم في إفشال خريطة الطريق، كما ذكرت "الشروق" نقلا عن قيادات إخوانية من ضمنها عضو الهيئة العليا لحزب الحرية والعدالة صابر عبد الصادق مشاركة قيادات من حزب النور في اعتصام ميدان رابعة العدوية.

في السياق ذاته نقلت جريدة "الحرية والعدالة" الناطقة باسم الإخوان المسلمين تأكيدات حاتم عزام نائب رئيس حزب الوسط أن ارتباك "الانقلابيين" سيستمر لأنهم "مغتصبون لإرادة الشعب والديمقراطية على ظهر الانقلاب العسكري".

وأضاف عزام في تدوينة له على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك أن جبهة الإنقاذ "تقسم الآن غنائم الانقلاب العسكري"، وأشار إلى أن "الانقلابيين" سيختلفون وقد بدؤوا بالبرادعي قبل المؤتمر الصحفي وسيستمر حتى تستعاد ما أسماها الشرعية.

كما كتب رئيس التحرير التنفيذي لجريدة الشروق عماد الدين حسين في مقاله تحت عنوان "لماذا هذه العشوائية"، أن العملية التي أدير بها إعلان اسم المرشح لرئاسة الحكومة "تجعلنا نضع أيدينا فوق قلوبنا، إذا كان ذلك هو المنهج الذي سيسود مستقبلا".

وأضاف حسين أنه بعيدا عن جدل سبب الرفض أو القبول لشخصية رئيس الوزراء أيا كان، فينبغي  حسم الأمور في الغرف المغلقة والحصول على موافقة كل الأطراف رسميا، وبعدها يتم الإعلان عن اسم المرشح، "حتى لا يفهم من هم خارج الحكم أن هناك قدرا من العشوائية حدث في إدارة هذا الأمر، حيث لم يعد لدينا طاقة لتحمل المزيد من العشوائية".

وعدد رئيس تحرير جريدة الأهرام عبد الناصر سلامة في مقاله ما اعتبرها أخطاء إدارة البلاد خلال اليومين الماضيين، كصدور قرار حل مجلس الشورى دون التفاوض مع القوى السياسية، ثم اختيار رئيس للحكومة دون تشاور أوسع، إضافة لما وصفه بالخطأ الأكبر وهو التسريبات المتعلقة بترشيح بعض القوى لأسماء بعينها كوزراء في الحكومة المنتظرة، إذ إن الرئيس المرتقب للحكومة من حقه الاستعانة بمن يراه صالحا للعمل معه.

ودعا سلامة لضرورة إعلاء مبدأ الكفاءة، محبذا الابتعاد عن كل الأسماء المحروقة وذلك لضيق الناس من المزايدين أصحاب الصوت العالي، وأن المرحلة الانتقالية قصرت أم طالت لابد وأن تسمو خلالها مصلحة مصر، وأن ترتفع فوق المصالح الضيقة للفصائل والائتلافات.

الأهرام:   
 المرحلة الانتقالية قصرت أم طالت لابد وأن تسمو خلالها مصلحة مصر، وأن ترتفع فوق المصالح الضيقة للفصائل والائتلافات

ميادين
من ناحية أخرى تستمر تغطية الصحف المصرية المنحازة لفصيل دون آخر خلال رصدها لصورة الميادين والحشود سواء من قبل المؤيدين لـ"شرعية" الرئيس المعزول محمد مرسي أو لـ"الشرعية الثورية" التي تحدث عنها بيان العزل من قبل القوات المسلحة.

فتحدثت الوفد عن أن الشرعية في التحرير، وأن الثوار أكدوا للرئيس المصري المؤقت عدلي منصور أن الشعب سنده ضد "التهديدات" الخارجية والداخلية، وفي السياق نفسه كتبت كلا من جريدتي الأخبار والمصري اليوم أن الميادين تتحدى أميركا والإخوان.

وذكرت الشروق أن "الشرعية تتحدى العنف"، مشيرة إلى مطالبات مظاهري التحرير أمس بالإفراج عن جميع النشطاء السياسيين، وسرعة تشكيل الحكومة، وتشكيل محاكم ثورية لمحاكمة الرئيس المعزول وقيادات الإخوان، وإعادة محاكمة الرئيس المخلوع حسني مبارك ورموز نظامه، وتطهير جميع مؤسسات الدولة من رموز نظامي مبارك ومرسي.

في حين أشارت الجريدة في تغطيتها لاعتصام رابعة العدوية إلى مشاركة الكثير من الإسلاميين خوفا من عودة شبح أمن الدولة وعصر اضطهاد الإسلاميين.

وعلى الجانب الآخر أكدت جريدة الحرية والعدالة أن الملايين انتصروا لما اعتبرتها الشرعية أمس، في وقت أبرزت رسالة بعث بها الرئيس المعزول إلى مؤيديه يحثهم على الصبر ساعة، ومؤكدا عودته للشعب الذي حمّله الأمانة.

المصدر : الجزيرة