العراق الآن عكس ما بشر به بوش

Iraqi security secure the area of a car bomb on March 16, 2013, in the northern city of Kirkuk, which injured some 18 people, a day after separate gun attacks north of Baghdad killed 12 security members -eight soldiers and four militiamen-, a second deadly day in Iraq as it nears the 10th anniversary since the US-led invasion.
undefined

لا يزال العراق -بعد عشر سنوات من الغزو الأميركي الغربي- بلادا منقسمة بعمق يسودها العنف ويخشى كثير من أهلها أنها ربما تكون متجهة نحو حرب أهلية شاملة.

هذا ما قاله الكاتب جون أف بيرنس في مقال له نشرته صحيفة نيويورك تايمز، مشيرا إلى أن مهندسي الحرب في واشنطن ولندن كانوا يعتقدون أن نصرا عسكريا سريعا سينهي النظام العراقي آنذاك، و"يمهد الأرض لنشوء مجتمع مدني هو الأول من نوعه في العالم العربي الحديث، ونموذجا لما تتمتع به الديمقراطية -حكم القانون والحفاظ على حقوق الإنسان- من ميزات".

وعلق قائلا إنه بعد عشر سنوات من الغزو، لا تبدو تلك الآمال لم تتحقق فحسب، بل تم استئصالها من الأذهان تماما.

وأوضح أن ذلك الغزو، بالإضافة إلى ما يسجله الجميع من خسائر فادحة في الأرواح والأموال لجميع الأطراف، خلف عراقا أقل استقرارا وأمنا وتنمية، وأبعد ما يكون عن الديمقراطية وحقوق الإنسان.

لعل أكثر معايير الفشل الباعثة على الإحباط وخيبة الأمل تجدها في أصوات العراقيين العاديين، الذين يقولون للمراسلين الغربيين إنهم يتمنون أن يعود العراق تحت إدارة صدام حسين

وأورد أن توقعات أكثر تشاؤما مما ذكر أعدها بمناسبة الذكرى العاشرة للغزو مجموعة واسعة من المراسلين ومنظمات حقوق الإنسان ومنظمات العون الإنساني الغربية؛ تتلخص في أن العراق عام 2013 -وفي أفضل الحالات- هو صورة معكوسة للعراق الذي بشر به جورج دبليو بوش وتوني بلير لتبرير غزوهما.

وقال إن عصابات من السفاحين وقطاع الطرق انتشروا في العراق في عهد رئيس الوزراء نوري المالكي وأصبحت الانتهاكات -التي تشمل الخطف والاغتيالات والاعتقالات العشوائية والاتهامات الجزافية التي تصدر أحيانا من عداءات شخصية والسجون السرية والتعذيب والاختفاءات وعشرات الإعدامات دون دفاع أمام المحاكم- صورة سائدة في العراق.

وأضاف إلى هذه الصورة القاتمة، الفساد المالي الذي قال إنه يبتلع حصة كبيرة من عوائد النفط المزدهرة التي تبلغ حوالي مائة مليار دولار سنويا. وأورد ما تقوله المعارضة من أن هذا هو السبب في فشل محاولات تطوير المرافق العامة للصحة والتعليم والكهرباء والطرق وغيرها.

وأورد، ضمن التفاصيل الكثيرة لسوء الأحوال في العراق، أن أحياء بأكملها ببغداد غارقة في مياه الصرف الصحي "رغم المليارات التي رصدها الأميركيون لإعادة بناء نظام الصرف الصحي"، بالإضافة إلى أن سكان العاصمة العراقية لا يصلهم التيار الكهربائي إلا حوالي 12 ساعة في اليوم وأحيانا أقل من ذلك "رغم المليارات التي أُنفقت على الخطوط الجديدة لنقل التيار ومحطات التوليد".

وقال إن أكثر معايير الفشل الباعثة على الإحباط وخيبة الأمل ربما تجدها في أصوات العراقيين العاديين الذين يقولون للمراسلين الغربيين إنهم يتمنون أن يعود العراق تحت إدارة صدام حسين.

وقال أيضا إن متوسط عدد القتلى جراء العنف المتمثل في التفجيرات وغيرها وصل حاليا إلى خمسين في الأسبوع، وهو أقل كثيرا من الثلاثة آلاف قتيل شهريا خلال الاحتلال الأميركي، لكنّ متشائمين يقولون إنه بسبب الأوضاع في سوريا وغيرها، سيشهد العراق ما هو أسوأ مما يعانيه الآن.

المصدر : نيويورك تايمز