انتقاد لسلبية أوباما تجاه حرب سوريا

(FILES) This picture taken on January 7, 2012 by French freelance photographer Olivier Voisin shows a rebel fighter firing towards Syrian government forces in the Bab al-Nasr district of Aleppo's Old City . Olivier Voisin, who was seriously wounded in Syria on February 21, 2013, has died of his wounds after surgery in Turkey, the foreign ministry said on February 24, 2013. Voisin, 38, had suffered head and arm injuries from shrapnel when a shell exploded near Idlib in northern Syria. His pictures have been published in major French and British newspapers and he collaborated with AFP in January, providing about a dozen pictures from Aleppo. AFP PHOTO / OLIVIER VOISIN
undefined

انتقد الكاتب الأميركي ريتشارد كوهين السياسة الأميركية السلبية تجاه "الحرب الأهلية" التي تعصف بسوريا، وقال إن الرئيس الأميركي باراك أوباما يبدو غير مبال بشأن حمام الدم الذي يتدفق في سوريا، والذي ينذر بحمام دم على المستوى الإقليمي.

وأشار الكاتب إلى فيلم "لورنس العرب" (فيلم سينمائي للمخرج البريطاني العالمي ديفد لين في 1962)، والذي دار في إطار المحاولات لتوحيد العرب، ولكن تلك الجهود ذهبت أدراج الرياح، مما حدا بلورنس إلى القرع على الطاولة في دمشق بكعب بندقيته، وذلك من أجل استعاده النظام للاجتماع الذي سادته الفوضى، ولكن دون جدوى.

وقال كوهين إن الأحداث تتكرر في دمشق وإن الفوضى تدب في البلاد من جديد، ولكن أوباما لا يبدو مهتما بوقف الحرب التي تنذر بالانتشار على المستوى الإقليمي، مضيفا أن لورنس حاول وقف الفوضى في دمشق في الفيلم الشهير، ولكن أوباما لا يبدو أنه يحرك ساكنا.

وأشار الكاتب إلى ما وصفه بجبل الجثث في سوريا في ظل مقتل حوالي سبعين ألفا حتى الآن، ونسب إلى فالي ناصر -المستشار السابق للمبعوث الأميركي الخاص السابق إلى أفغانستان وباكستان  ريتشارد هولبروك- وصفه أوباما بأنه رجل ليس لديه سياسة خارجية، وذلك في كتاب لناصر يبحث الشأن الأفغاني، في طريقه للنشر الشهر القادم.

كاتب أميركي: الأزمة في سوريا تتطلب موقفا صلبا وحاسما، فالحرب الأهلية التي كان يمكن احتواؤها، باتت الآن تهدد بالانتشار على المستوى الإقليمي، وكان يتوجب تسليح الثوار وفرض منطقة عازلة، ولكن أوباما بقي ساكنا واكتفى بمجرد دعوته الأسد للتنحي

موقف حاسم
وأوضح كوهين أنه يبدو أن أجواء الخوف والتوجس تسيطر على سياسة أوباما بشأن الأزمة السورية المتفاقمة، وأنه يخشى من ردود فعل على المستوى الداخلي، خاصة وأنه ترشح على مبدأ مناهضته للحرب في العراق وأفغانستان.

وقال الكاتب إن الأزمة في سوريا تتطلب موقفا صلبا وحاسما، فالحرب الأهلية التي كان يمكن احتواؤها فيما مضى، باتت الآن تهدد بالانتشار على المستوى الإقليمي، مضيفا أنه كان يتوجب إرسال الأسلحة إلى الثوار السوريين، وكان يجب فرض منطقة للحظر الجوي، ولكن أوباما بقي ساكنا واكتفى بمجرد دعوته الأسد للتنحي.

كما أشار الكاتب إلى اللاجئين السوريين الذين يتدفقون إلى الدول المجاروة لسوريا، وقال إن الوضع في لبنان بدأ يترنح بسببهم، وكذا الأمر بالنسبة للأردن، وأضاف أن الأكراد سيسعون إلى إنشاء حكم ذاتي في سوريا أسوة بما فعل بنو جلدتهم في العراق، وإن هذا لن يرضي تركيا.

كما تساءل الكاتب بشأن مصير مخازن الأسلحة الكيمياوية السورية، وحذر من احتمال وقوعها بأيدي حزب الله اللبناني، وقال إن سياسة أوباما السلبية والمترددة والمتقاعسة إزاء الحرب الأهلية في سوريا، من شأنها أن تؤدي إلى انفجارالشرق الأوسط برمته.

وقال إن المعركة الآن هي معركة دمشق، وإن الحرب الأهلية في سوريا تدخل الشهر المقبل عامها الثالث، موضحا أن التقاعس عن وقف الحرب يعني مزيدا من الأيتام والحزن والرعب، والندم على عدم التحرك، وأن التفكك والفوضى التي حلت بدمشق في فيلم لورنس العرب هي الآن فوضى على أرض الواقع في البلاد.

المصدر : واشنطن بوست