سياسة أميركا بالمنطقة "براغماتية سافرة"

أوباما يكشف تبادله رسائل مع الرئيس الإيراني - تعليم اللغة العربية
undefined

نشرت الصحف الأميركية مواد عن ثلاث قضايا تتعلق بالشرق الأوسط والعالم العربي والإسلامي، تتناول واحدة منها السياسة الأميركية تجاه المنطقة، وتهتم الثانية بقلق الدول الغربية، إزاء ما تسميه غض الطرف من قبل تركيا عن دخول الجهاديين الأجانب إلى سوريا عبر أراضيها، والثالثة عن غوانتانامو، وضرورة استمرار الحوار بشأن المحتجزين فيه رغم انخفاض عددهم.

ونشرت واشنطن بوست مقالا للكاتب ديفد إغناشيوس يقول فيه، إن واشنطن تتبنى نهجا دبلوماسيا في سياستها الخارجية بعد عقد من الحروب، وإن هذا النهج يتميز ببراغماتية سافرة، تعيد للأذهان عهود وزراء الخارجية الذين اشتهروا بإبرام الصفقات، مثل هنري كيسنجر وجيمس بيكر، وإنه يستهدف خدمة المصالح الأميركية دون التخفي وراء أي غطاء.

وأورد الكاتب أمثلة على هذا النهج مثل الحوار مع إيران بشأن برنامجها النووي، والوساطة التي تقودها بين الفلسطينيين وإسرائيل، وترددها في اتخاذ خطوات قوية تجاه الصراع السوري، وانتهائها بالتعاون مع روسيا سعيا للتوصل لحل يمكن التفاوض عليه، وتوجهها الأخير بشأن مصر للعمل مع السعودية والإمارات لدعم الاستقرار بمصر، "بعد أن وقفت فترة طويلة مع الإخوان المسلمين ضد الانقلاب".

كاتبة أميركية:
قضية غوانتانامو لا تقتصر على المحتجزين فيه فقط، أو المئات الذين دخلوه وخرجوا منه، بل تتعلق أيضا بـ"صحة" المؤسسات والالتزامات الأميركية.. "غوانتانامو مرآة نحدق فيها لنرى أنفسنا"

ومضى إغناشيوس ليقول، إن النهج البراغماتي يتصف في العادة بعدم ثبات المواقف السياسية، لكن واشنطن انتهجت براغماتية سافرة تجاه قضايا الشرق، خاصة العلاقة مع إيران، وأن التحول في موقفها في هذا المجال كان مفاجئا ولم يراع مشاعر الأصدقاء إلى حد يُخجل ميكافيلي نفسه.

قلق من تركيا
ونشرت كريستيان ساينس مونيتور أن الدول الغربية قلقة مما تسميه غض تركيا طرفها عن الجهاديين الأجانب الذين يدخلون للمشاركة في القتال بسوريا عبر أراضيها، وأن الدول الغربية تخشى ما ينتج عن عودة هؤلاء إلى بلدانهم بعد نهاية الحرب السورية.

وأوضحت أن هذه القضية ناقشها وزراء الداخلية بكل من هولندا وألمانيا وفرنسا وبريطانيا والسويد والدانمارك وإسبانيا وبلجيكا وأستراليا وكندا، ووزيرة الأمن الداخلي الأميركية راند بيرس ببروكسل يوم 4 ديسمبر/ كانون الأول الجاري.

وأشارت الصحيفة إلى أن عدد الجهاديين الأوروبيين الذين يقاتلون في سوريا يبلغ نحو ألفين، وأن ما بين عشرة وستين جهاديا أميركيا قاتلوا بسوريا.

وأضافت أن هناك شكوكا إزاء صدق تعاون تركيا مع الجهود الغربية لوقف تدفق هؤلاء الجهاديين لسوريا، رغم تأكيدات رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان، والتقارير التي تنشرها أنقرة عن منع نحو ثلاثة آلاف جهادي من دخول سوريا طوال فترة الحرب هناك، واعتقالها عشرات المشتبه بانتمائهم لتنظيم القاعدة، وحقيقة أن تركيا نفسها تخشى على أمنها من هؤلاء الجهاديين.

غوانتانامو
وفي نيويورك تايمز دعت ليندا غرينهاوس إلى استمرار الاهتمام والجدل القانوني بشأن المحتجزين بمعتقل غوانتانامو "رغم انخفاض عددهم إلى 162". وقالت الكاتبة إن الأصوات بدأت ترتفع الآن لتردد أن هذه القضية وهذا السجن اجتذبا ما يكفي من الجدل والاهتمام.

وحاججت غرينهاوس بأن قضية غوانتانامو لا تقتصر على المحتجزين فيه فقط، أو المئات الذين دخلوه وخرجوا منه، بل تتعلق أيضا بـ"صحة" المؤسسات الأميركية والالتزامات الأميركية. وقالت "غوانتانامو مرآة نحدق فيها لنرى أنفسنا".

المصدر : الجزيرة + الصحافة الأميركية