كيري يعترف بتجاوز بعض المراقبة الأميركية

مؤتمر صحفي لوزير الخارجية الأميركي جون كيري حوسوريا
undefined
تطرقت تقارير وأخبار صحيفة غارديان البريطانية لعدة موضوعات منها اعتراف وزير الخارجية الأميركي جون كيري بتخطي بعض أجهزة الاستخبارات الأميركية الحدود المتعارف عليها في نشاطات المراقبة والتجسس، وفي الشرق الأوسط إسرائيل تستهدف شحنة أسلحة في سوريا، والبرلمان التركي تدخله نائبات محجبات للمرة الأولى في تاريخه.

فقد أشارت الصحيفة في تقرير لها أن كيري اعترف أمس الخميس بأن بعض نشاطات المراقبة التي تقوم بها الولايات المتحدة قد تمادت كثيرا، قائلا إن بعض الممارسات كانت تحدث تلقائيا بدون معرفة كبار المسؤولين في إدارة الرئيس باراك أوباما.

وفي أكثر التعليقات وضوحا حتى الآن من جانب مسؤول رفيع المستوى في الإدارة الأميركية، وعد كيري بأن مراجعة ممارسات المراقبة التي أعلن عنها في وقت سابق ستكون شاملة وأن بعض النشاطات ستنتهي تماما.

وذكرت الصحيفة أن إدارة أوباما نأت بنفسها في الآونة الأخيرة عن وكالة الأمن القومي، وقالت إن تعليقات كيري كانت انعكاسا لقلق بشأن التداعيات الدبلوماسية الناجمة عن كشف تجسس الولايات المتحدة على الهاتف المحمول للمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل.

وعلى خلفية التنصت على ميركل، اقترح أحد المقربين من الرئيس أوباما إبرام اتفاقية ضد التنصت مع الحلفاء الأوروبيين.

وقال كبير موظفي البيت الأبيض جون بوديستا -في تصريح صحفي- إنه يرى فرصا لاعتماد ميثاق شرف يمنع تجسس كل من الطرفين على الآخر، وأضاف "على حكومة أوباما أن تكون منفتحة تجاه الميثاق".

ويشار إلى أن هذا الأسلوب أزعج كبار مسؤولي الاستخبارات، وهو ما جعل مدير وكالة الأمن القومي الجنرال كيث ألكسندر يلقي بلائمة طلبات وضع الزعماء الأجانب تحت المراقبة على الدبلوماسيين الأميركيين. 

وأضاف كيث أن وكالة الأمن القومي كانت تجمع المعلومات عندما يطلب منها مسؤولو السياسات كشف "نوايا" القيادة "للدول الأجنبية".

شحنة صواريخ
أما في الشأن السوري، نشرت غارديان أيضا أن الطائرات الحربية الإسرائيلية هاجمت شحنة صواريخ روسية داخل قاعدة عسكرية تابعة للحكومة السورية قرب مدينة اللاذقية الساحلية، وهو ما يعد تطورا يهدد بصب المزيد من الزيت على النار بالتوترات الإقليمية بسبب الحرب الأهلية السورية.

وأشارت الصحيفة إلى أن هذا الكشف جاء بعد التزام حكومة الرئيس السوري بشار الأسد بموعد نهائي هام في خطة طموحة لإزالة كل مخزون الأسلحة الكيميائية السورية بحلول منتصف عام 2014 ولتفادي عمل عسكري دولي.

وقالت الصحيفة إن هذا الإعلان من قبل منظمة حظر الأسلحة الكيميائية بأن سوريا قد انتهت من تدمير المعدات المستخدمة في إنتاج الغازات السامة القاتلة يوضح رغبة الأسد في التعاون ويضع المزيد من الضغوط على الثوار المنقسمين والقليلي التسليح لحضور مؤتمر السلام المزمع.

يُشار إلى أنه منذ بداية الحرب في سوريا في مارس/آذار 2011 حرصت إسرائيل على تجنب أخذ موقف منحاز، لكنها ضربت شحنات الصواريخ داخل سوريا مرتين على الأقل هذا العام.

والجدير بالذكر أن إسرائيل أعلنت مرارا سلسلة من الخطوط الحمراء التي يمكن أن تؤدي إلى التدخل العسكري، ومنها تسليم "أسلحة تغيير قواعد اللعبة" إلى جماعة حزب الله اللبنانية المدعومة من سوريا.

البرلمان التركي

ووصولا إلى تركيا كتبت صحيفة غارديان أيضا أن أربع نائبات سجلن نهاية الحظر المفروض بشكل قاطع داخل البرلمان منذ الأيام الأولى للجمهورية التركية بارتدائهن الحجاب فيه لأول مرة.

هذه الإصلاحات انتقدها كثير من الأتراك الذين يخشون تنامي "الإسلام السياسي" لكن السياسيين من حزب المعارضة العلماني الرئيسي "الشعب الجمهوري" لم يعبأوا بظهور النائبات بالحجاب

وأشارت الصحيفة إلى أن قضية المكان الذي تستطيع فيه النساء ارتداء الحجاب ما زالت مثار جدل شديد في البلد ذي الأغلبية المسلمة، الذي تأسس عام 1923 في ظل مبادئ علمانية متشددة، ولكن صيحة حرية التعبير الديني تعلو هناك باستمرار.

وذكرت الصحيفة أن القيود على ارتداء الحجاب في المباني الحكومية خفت في الإصلاحات الأخيرة التي قدمها رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان بهدف تعزيز الديمقراطية. ومع ذلك يظل الحظر ساريا في سلك القضاء والادعاء العام والجيش وقطاع الأمن.

وقالت إن الأربع نائبات اللائي انتهزن فرصة تراخي التشريعات هن أعضاء في حزب العدالة والتنمية التابع لأردوغان.

وفي المقابل انتقد هذه الإصلاحات كثير من الأتراك الذين يخشون تنامي الإسلام السياسي، لكن السياسيين من حزب المعارضة العلماني الرئيسي (حزب الشعب الجمهوري) لم يعبأوا بظهور النائبات بالحجاب.

والجدير بالذكر أن تركيا  قررت قبل ذلك بفترة رفع حظر الحجاب في مدارس التعليم الديني، والسماح للطالبات بالمدارس العادية أيضا بوضع الحجاب في حصص تعليم الدين. وقد دخل القرار حيز التنفيذ بدءا من العام الدراسي الحالي، ويتضمن أيضا إلغاء إلزام الطلاب بزي مدرسي موحد.

المصدر : الجزيرة + غارديان