هل تحدث الانتخابات تحولا بإسرائيل؟

A prisoner casts his ballot for the parliamentary election at Rimonim prison near the Israeli city of Raanana January 22, 2013. Israelis voted on Tuesday in an election that is expected to see Prime Minister Benjamin Netanyahu win a third term in office, pushing the Jewish state further to the right, away from peace with the Palestinians and towards a showdown with Iran. REUTERS/Nir Elias (ISRAEL - Tags: POLITICS ELECTIONS)
undefined

قالت صحيفة أميركية إن المكاسب التي جناها حزب "يش عتيد" (هناك مستقبل) في الانتخابات التشريعية الإسرائيلية على حساب حزب الليكود بزعامة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو قد تتيح الفرصة لإحداث تغيير مطلوب في موقف إسرائيل من الربيع العربي وصراعها مع الفلسطينيين.

وذكرت صحيفة كريستيان ساينس مونيتور أنه على الرغم من أنه لم يُبت بعد في أمر تقاسم السلطة بتشكيل حكومة جديدة، إلا ان نتائج الانتخابات أظهرت تقدما مفاجئا لحزب الوسط "يش عتيد" برئاسة الصحفي والمذيع التلفزيوني السابق يائير لابيد.

ومن شأن التحول إلى الوسط أن تمنح لابيد وأحزاب الوسط السياسية نفوذا أكبر في رسم مسار السياسة الداخلية والخارجية، ويداً في ترشيح المسؤولين للمناصب الحكومية.

ورحبت الصحيفة بمثل هذا التطور، مشيرة إلى أن ردود فعل الحكومة السابقة من ثورات الربيع العربي والقضية الفلسطينية ظلت تنزع إلى تحصين موقفها والتشبث بآرائها، وهو موقف اعتبرته كريستيان ساينس مونيتور بالمعيب إلى حد بعيد.

وقالت إن الأوان قد حان لكي تولي إسرائيل اهتمامها لرسم سياسات "بناءة واستباقية" حتى تمضي هي والمنطقة معها إلى الأمام.

وقد اتسم رد فعل الحكومة على الصحوة العربية والتغيرات الاجتماعية والسياسية الهائلة، التي شهدتها منطقة الشرق الأوسط خلال العامين السابقين، بمزيج من الارتياب والتردد.

ومضت الصحيفة إلى القول إن سياسة "التحصن السلبية" التي تنتهجها إسرائيل حاليا قد يثبت خطأها الفادح، لكن التحول الذي سيطرأ على الحكومة ربما يتيح فرصة مطلوبة لإحداث تغيير بالسياسة في تلك الجبهة.

وأضافت أن جمود إسرائيل عند موقفها وتراجعها إلى الداخل في وقت تشهد المنطقة كلها تغييرا أمر لا يعود عليها بالنفع "فقد حان الوقت كي تلعب إسرائيل دوراً استباقياً أكثر".

ويتعين على إسرائيل أولا التأقلم مع آلية التحول في المنطقة، وهو تحول يمنح الرأي العام الكلمة العليا في وضع السياسة الداخلية والخارجية. ففي الماضي، كانت إسرائيل تتعامل مع الشرائح العليا من المجتمعات في المنطقة غير مكترثة تماما بالرأي العام وموقف الشارع. الآن وبعد الثورات التي تجتاح المنطقة فإن على إسرائيل تغيير سياستها.

وعلى تل أبيب ثانيا أن تتجاوز نظرتها للإسلاميين باعتبارهم يكنون "كراهية عمياء" لها. وعليها أن تعترف بأنه حتى مع صعود أحزاب سياسية جديدة، فإن السياسة العملية والرأي العام -وليس الأيديولوجيا- هما من سيلعبان الدور الأكبر في تحديد علاقات إسرائيل مع الأطراف الأخرى بالمنطقة.

ثم ينبغي أن يقود هذا التحول في المشهد السياسي الحكومة الإسرائيلية الجديدة إلى إدراك أن سياسات سلفها بشأن عملية السلام مع الفلسطينيين تشكل عقبة كأداء في طريق تحسين موقفها الإقليمي إزاء الأنظمة الجديدة والمجتمعات بالمنطقة.   

المصدر : كريستيان ساينس مونيتور