الانتخابات تنزع الزناد عن أصبع نتنياهو

Israel's Prime Minister Benjamin Netanyahu speaks at a conference in the coastal city of Netanya, north of Tel Aviv, in this January 13, 2013 file photo. Netanyahu has a simple message as he seeks a third term in office - he is a strong man and a vote for him at parliamentary elections on January 22 means Israel will be a powerful nation. To match Newsmaker ISRAEL-ELECTION/NETANYAHU REUTERS/Baz Ratner/Files (ISRAEL - Tags: POLITICS ELECTIONS)
undefined

قالت صحيفة كريستيان ساينس مونيتور إن بإمكان العالم أن يتنفس الصعداء الآن بعد ظهور نتائج الانتخابات التشريعية في إسرائيل، فقد وجه الناخبون رسالة واضحة لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بأن يرفع أصبعه عن الزناد ويكف عن التهديد بضرب إيران.

وأشارت الصحيفة في افتتاحيتها اليوم أن أحزاب الوسط وتلك المؤيدة للسلام حصدت عددا "مذهلاً" من المقاعد في الكنيست (البرلمان) على حساب شركاء نتنياهو في الائتلاف اليميني.

ومع ذلك فإن الأمر قد يستغرق أسابيع من المفاوضات لمعرفة مدى النفوذ الذي ستتمتع به تلك الأحزاب في الحكومة الجديدة. بيد أن خلاصة ما خرجت به الانتخابات هي أن على نتنياهو اتباع نصيحة الرئيس الأميركي باراك أوباما بأن لا يشن هجوما استباقيا على منشآت إيران النووية الآن، بل عليه أن يمنح العقوبات الاقتصادية والدبلوماسية كي تفعل فعلها.

كما أن للانتخابات رسالة أخرى لمن هم خارج إسرائيل، وتحديداً العرب والإيرانيين، وهي أنها عززت مزايا الديمقراطية ومغزاها، إذ أنها جاءت عقب النجاحات "الأولية" لثورات الربيع العربي عام 2011.  

وقد أكد الناخبون بجلاء أن على قادتهم أن يتصفوا بمزيد من الشفافية والنزاهة والمسؤولية تجاه مطالبهم المحلية، وأن يترفعوا عن خدمة أنفسهم سياسيا، وهي الأفكار ذاتها التي تؤمن بها الشعوب من تونس إلى إيران على حد تعبير الصحيفة.

ونوهت الصحيفة إلى أن نصف مقاعد الكنيست تقريبا البالغة 120 مقعدا ستشغلها وجوه جديدة، وأن الصعود المذهل لحزب "يش عتيد" (هناك مستقبل) الجديد يوحي بنزعة قوية نحو الاعتدال واستيعاب الآخرين في مجتمع إسرائيلي منقسم على نفسه.

على أن نتائج الانتخابات لم تفصح بما فيه الكفاية عما ينبغي على إسرائيل فعله إزاء المساعدة في قيام دولة فلسطينية "غير مسلحة ومزدهرة".

ومع أن صعود أحزاب الوسط قد يفضي إلى ميل أقل نحو بناء مستوطنات يهودية بالضفة الغربية، إلا أن الناخبين الإسرائيليين لم يباركوا أي مبادرات كبيرة في عملية السلام أو تجاه حل الدولتين.

وخلصت الصحيفة إلى أن تلك النتائج ربما تساعد في تهدئة منطقة الشرق الأوسط التي تعتمل بالثورات "فالثورة العنيفة في سوريا قد تُزلزل المنطقة إذا تحولت إلى فوضى". وإيران مقبلة على انتخابات جديدة قد تفضي إلى تمرد "أخضر" آخر يقوده شباب محبط.

إن ميل إسرائيل أكثر نحو الوسط يمكنها من العمل بتعاون وثيق مع إدارة أوباما، وربما يجعل منها قوة قادرة على حل بعض معضلات المنطقة، برأي كريستيان ساينس مونيتور.

ثم إن تضاؤل احتمال نشوب حرب بين إسرائيل وإيران هو ما يحتاجه الشرق الأوسط بالفعل "فالإسرائيليون ربما يكونون الآن أنسب شريك من أجل السلام مع الولايات المتحدة، أكثر من الحكومة الإسرائيلية المنصرفة".  

المصدر : كريستيان ساينس مونيتور