مرسي واليهود.. تصريحات قديمة تثير جدلا جديدا

epa03393837 Egyptian President Mohamed Morsi looks on duing a meeting with Saudi Minister of Commerce and Industry Tawfiq bin Fawzan al-Rabiah (not pictured) at the presidential palace, in Cairo, Egypt, 11 September 2012. EPA/KHALED ELFIQI
undefined

قال صحفي أميركي إن زعيما لجماعة الإخوان المسلمين حض المصريين في تصريحات أدلى بها قبل نحو ثلاث سنوات، على تربية النشء على كراهية اليهود والصهاينة. ففي مقابلة تلفزيونية أُجريت معه في ذلك الحين، وصف هذا الزعيم الصهاينة بأنهم "مصاصو دماء يهاجمون الفلسطينيين، وهم دعاة الحرب أحفاد القردة والخنازير".

لم يكن ذلك الزعيم سوى رئيس مصر الحالي محمد مرسي، على حد تعبير ديفد كيرك باتريك في تقرير له من القاهرة نشرته صحيفة نيويورك تايمز الواسعة الانتشار في عددها اليوم الثلاثاء.

لقد تعهد مرسي منذ بدء حملته لانتخابات الرئاسة، بالإبقاء على معاهدة السلام مع إسرائيل والسعي لإرساء السلام في المنطقة. وفي الأشهر الأخيرة شرع في إقامة أواصر علاقة شخصية مع الرئيس الأميركي باراك أوباما في إطار جهودهما الناجحة للتوصل إلى هدنة بين إسرائيل ومن سماهم الصحفي بالمسلحين الفلسطينيين في قطاع غزة.

بيد أن الكشف مؤخرا عن تصريحاته "العدائية" التي أطلقها أوائل 2010 والموثقة بالفيديو، أظهرت ما يعتمل في صدره من مشاعر معادية للسامية وللغرب، مما يثير تساؤلات بشأن محاولاته تقديم نفسه على أنه قوة اعتدال واستقرار، حسب كيرك باتريك.

وعوضا عن ذلك -يضيف الصحفي في تقريره- عزز الكشف عن تلك التصريحات من موقف أولئك الذين يقولون إن جيران إسرائيل العرب ليسوا على استعداد للالتزام بسلام مع "الدولة اليهودية".

ونقل التقرير عن كينيث جاكوبسون نائب مدير الرابطة المناهضة للتشهير، قوله "عندما يكون لرئيس دولة تاريخ من التصريحات التي تصور اليهود على أنهم شياطين، ثم لا يألو جهدا لتصحيحها، فإنه سيكون من المفهوم أن يستنتج الكثير من الناس في إسرائيل أنه لا يمكن الوثوق به كشريك في السلام".

وذكر كيرك باتريك أن معاوني مرسي امتنعوا عن الاستجابة لرجاءاته المتكررة لهم لأكثر من ثلاثة أيام للتعليق على تلك التصريحات.

وعزا الكاتب أحد أسباب ذلك إلى احتمال أن إلقاء الضوء مجددا على تصريحات مرسي السابقة أوقعته في مأزق سياسي. وبينما قد تمثل هذه التصريحات عبئا على مرسي في الخارج، هي بمثابة ثقافة سياسية في الداخل حيث التشهير باليهود يُعد إحدى سمات الخطاب السياسي النموذجي.

وبناء عليه فإن أي محاولة للتراجع عنها أو حتى تفسيرها ستعرضه لانتقادات سياسية من معارضيه الذين يتهمونه أصلا بمواقفه "الرخوة" تجاه الولايات المتحدة وإسرائيل.

وأشارت الصحيفة إلى أن مرسي أدلى بتلك التصريحات التي تم تسليط الضوء عليها هذا الشهر، عندما كانت المشاعر المعادية لإسرائيل جياشة إبان المعارك التي دارت بينها وبين حركة حماس في غزة العام المنصرم.

المصدر : نيويورك تايمز