فريق أوباما الجديد نسي دروس العراق

U.S. President Barack Obama (C) announces his nominees for new U.S. Secretary of Defense former Republican U.S. Senator Chuck Hagel (L) and new CIA director White House counterterrorism adviser John Brennan (R) at the White House in Washington January 7, 2013. REUTERS/Kevin Lamarque (UNITED STATES - Tags: POLITICS)
undefined
قالت صحيفة غارديان في تعليقها على الشأن الأميركي إن التعيينات الهامة التي أجراها الرئيس باراك أوباما مؤخرا أسهمت في أسوأ خطأ خارجي منذ ما لا يقل عن عقد من الزمن, وتساءلت هل يمكننا أن نثق فيهم في حرب أخرى؟

وعادت الصحيفة بالذاكرة إلى العام 1968 إبان الحرب الفيتنامية عندما كان تشاك هاغل مرشح أوباما لمنصب وزير الدفاع، جنديا وكاد يلقى حتفه بلغم أرضي, وقال وقتها لمجلة فيتنامية "إذا قدر لي الخروج من هذه المحنة وكنت في مركز يؤثر في السياسة فسأفعل كل ما بوسعي لتفادي حرب غير ضرورية ولا معنى لها".

وفي العام 1996 انتخب تشاك سناتورا جمهوريا لولاية نبراسكا. وفي العام 2003 شهد حربا غير ضرورية ولا معنى لها في العراق وصوت لصالحها.

وتمضي الصحيفة قائلة إن الحكاية نفسها مشابهة مع جون كيري الذي اختير مؤخرا وزيرا للخارجية, وكان قد شهد أمام لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ عام 1971 ملقيا الضوء على جرائم الحرب التي ارتكبها الجنود الأميركيون في حرب فيتنام بأنها كانت خطأ فادحا.

وفي أكتوبر/تشرين الأول 2002 عندما سنحت فرصة لحماية الجنود الأميركيين من الموت والقتل من أجل خطأ لم يشارك كيري في ذلك, وكديمقراطي لولاية ماساتشوستس صوت أيضا لصالح حرب العراق.

وأشارت الصحيفة إلى موقف أوباما نفسه من الحرب ومعارضته لها داخل حزبه الديمقراطي وعلى مستوى الدولة ككل، قبل أسبوع فقط من تصويت كيري وهاغل لصالحها عندما تحدث ضدها في اجتماع حاشد في شيكاغو بينما كان سيناتور لولاية إلينوي, واصفا غزو العراق بأنه حرب غبية ومتعجلة, وحرب غير مبنية على سبب منطقي بل على العاطفة, وليست على المبدأ ولكن على السياسة.

وقالت إن معظم أولئك الذين صوتوا للحرب في العراق يأسفون الآن على قرارهم، وقد كان هاغل صوتا أكثر انتقادا فيما يتعلق بإيران وإسرائيل وكان الأكثر معارضة قبل العراق، ومع ذلك فإنه مثال مثير للشفقة لمجهودات أوباما في الثنائية الحزبية.

وختمت الصحيفة بأنهم في نهاية المطاف سيضعون كل اللوم على الاستخبارات والقيادة الضعيفة والتخطيط الناقص. وكل هذه المشاكل كانت حقيقية وكانت جميعها واضحة جلية قبل الحرب. لكن لا يعد أي منها أعذارا كافية, فعندما سنحت لهم فرصة وقفها لم يفعلوا.

والأسئلة حول التدخل الخارجي يمكن أن تكون معقدة, لكن العراق لم يكن كذلك. وأخلاقيا وعسكريا وإستراتيجيا وسياسيا لم يكن هذا الأمر قرارا صعبا.

فمعظم شعوب العالم -تمضي الصحيفة- بغض النظر عن الثقافة أو الدين أو الجنسية فهمت أنها كانت فكرة سيئة من البداية. ومن هم في السلطة والذين لم يفهموا أو لم يتمكنوا من الفهم مسؤولون عن أكبر وأفدح خطأ في السياسة الخارجية فيما لا يقل عن العقد الماضي. وائتمانهم على خوض الحرب القادمة معناه نسيان كيفية تورطهم في الحرب الأخيرة. ونسيان دروس الماضي في العراق.

المصدر : غارديان