روسيا تستطيع التأثير بالسياسة الأميركية

epa01785683 US President Barack Obama shakes hands with Russian Prime Minister Vladimir Putin during a meeting at Putin's home Novo Ogaryovo in Moscow, Russia 07 July 2009. President Obama is in Moscow to meet with Russian President Dmitryi Medvedev and Prime Minister Vladimir Putin prior to the G8 Summit in Italy later this week. EPA/SHAWN THEW
undefined

قالت واشنطن بوست في تقرير لها اليوم إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يمسك بكروت يستطيع استخدامها لمساعدة إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما في تحقيق أهدافها الخارجية أو الإضرار بها.

وأوضحت أن هذه الكروت تتراوح بين سوريا وإيران إلى كوريا الشمالية وأفغانستان، وقالت إنها تهدد أعمدة أجندة السياسة الخارجية لأوباما خلال فترة رئاسته الثانية.

وأضافت الصحيفة أن تسمم العلاقات الأميركية الروسية خلال الأشهر الأخيرة يشكل أكثر من فشل لمحاولات أوباما "إعادة ترتيب" هذ العلاقات أثناء فترة رئاسته الأولى.

حاجة أميركا لروسيا
وأشارت إلى أن أوباما في حاجة ماسة لمساعدة روسيا لسحب قواته من أفغانستان التي لا تطل على بحر. كما أنه يحتاج لتعاون روسيا -أو على الأقل لعدم تدخلها- على جبهات عالمية أخرى.

وقالت لا يبدو أن بوتين يرى أسبابا كافية لتقديم المساعدة لواشنطن. وإنه منذ انتخابه العام الماضي لفترة رئاسية ثالثة ارتفعت أسهمه السياسية وسط كثير من الروس عندما تحدى الغرب، خاصة الولايات المتحدة.

روسيا، بامتلاكها حق الفيتو بمجلس الأمن الدولي وعضويتها بمنابر دولية أخرى، تستطيع إحباط الأهداف الأميركية في قضايا عديدة

ولفت التقرير الانتباه إلى أن مظاهرات الشارع المؤيد للديمقراطية والتي جرت العام المنصرم قد تبخرت تاركة ضابط الـ"كي جي بي" السابق مسيطرا على الأمور تماما.

وأشار إلى أن روسيا بامتلاكها حق الفيتو في مجلس الأمن الدولي وعضويتها بمنابر دولية أخرى، تستطيع إحباط الأهداف الأميركية في قضايا عديدة، كما أشارت إلى أن نفوذ الولايات المتحدة، بالمقارنة، محدود.

وذكرت، على سبيل المثال، أنه ليس من المحتمل أن تتخلى واشنطن عن خطتها للدفاع الصاروخي أو مراجعة السياسات التي سهلت التجارة بين البلدين. أما روسيا فتشعر بأنها ليست في حاجة كبيرة للتنازل الآن فيما يتعلق بالسيطرة على الأسلحة.

وعددت واشنطن بوست المؤشرات على تدهور العلاقات بين البلدين، وأشارت إلى تمرير البلدين قوانين عقابية في ديسمبر/كانون الأول كتتويج لمسيرة منحدرة في علاقاتهما. فالولايات المتحدة تبنت قانونا يستهدف سجل حقوق الإنسان في روسيا، كما أن روسيا بالمقابل تبنت قانونا يحظر تبني الأميركيين أطفالا روسيين.

وأضافت أن بوتين طرد الوكالة الأميركية للتنمية الدولية في سبتمبر/أيلول دون إنذار مسبق، وأعلن عن وقف سريان معاهدة السيطرة على الأسلحة التي ظلت تمثل القاعدة للتعاون الأميركي الروسي منذ سقوط الاتحاد السوفياتي.

ونقلت واشنطن بوست عن الخبير الروسي بمجلس العلاقات الخارجية، ستيفن سيستانوفيتش، قوله "القضية الرئيسية لبوتين وأوباما هي تجاهل القضايا التي من المؤكد أن يختلفا حولها، مثل الديمقراطية وسوريا، والاهتمام بالقضايا التي يستطيعان أن يتعاونا فيها".

تدهور سريع في العلاقات
وأوضحت أن إدارة أوباما تعلم أن التعامل مع بوتين لن يكون سهلا، لكن التدهور السريع في العلاقات أثار دهشة الأميركيين.

ونسبت إلى المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية، فكتوريا نولاند، القول "يظل نهجنا العام هو أن نتعاون مع روسيا بقدر ما نستطيع في أكبر عدد من القضايا، بما في ذلك إيران وأفغانستان وسوريا، لكننا سنكون واضحين جدا وصريحين عندما نختلف، كما نفعل فيما يتصل بحقوق الإنسان والديمقراطية في روسيا، وكما اختلفنا في الماضي حول سوريا وقضايا أخرى".

المصدر : واشنطن بوست