مأساة الحرب في حلب

A photograph made available on 03 August 2012 showing Syrian rebels patrolling the streets near Aleppo, Syria, 31 July 2012. Media reports state that Syria on 03 August amassed troops in the northern city Aleppo in preparation for an onslaught on rebel-held areas and the opposition reported a massacre in the central city of Hama. EPA/STRINGER TURKEY OUT
undefined

قال مراسل صحيفة ذي تلغراف البريطانية إنه كان على بعد أمتار قليلة من مبنى في مدينة حلب السورية استهدفته صواريخ طائرة ميغ سورية وقتلت العشرات ممن اختبؤوا فيه، ومن ضمنهم 11 امرأة وطفلا.

ورغم أن الأمم المتحدة قالت إن مئات الآلاف من أهل حلب قد تركوا ديارهم في الأسبوعين الأخيرين خوفا على سلامتهم، إلا أن هناك من بقي وظنّ أنه سيكون بمأمن من نيران كتائب نظام بشار الأسد إذا ما نزل في أقبية المنازل، ومن أولئك عائلتا الكيالي والخطاب.

يقول المراسل إن هاتين العائلتين لم يروا طائرة الميغ وهي تتهادى قبل أن تطلق صواريخها على منزلهم المؤلف من ثلاثة طوابق. مرّ الهجوم بصمت ونفذت الضربة وقتلوا جميعا.

وقال المراسل نقلا عن مقاتلين من الجيش السوري الحر إن طائرتي ميغ ظلتا تحومان حول المكان الذي يسيطرون عليه ويقيمون فيه مركزا للقيادة لمدة 48 ساعة، ولا أحد يعلم سبب عدم قيام الطائرات بالهجوم رغم علمها بوجد مركز قيادة لمعارضين مسلحين.

لم يكن هناك أي مكان نذهب إليه، سوريا كلها تحت القصف، أين عسانا نذهب؟ كانوا يستخدمون الطائرات المروحية فقط، فظننا أننا سنكون بأمان إذا ما قبعنا في أقبية المنازل

وعندما قرّرت الطائرتان القيام بالهجوم أخيرا، أطلقت صواريخها على الهدف الخطأ فأصابت المبنى المجاور الذي آوى عائلتي الكيالي والخطاب. وقال المراسل إنه كان موجودا في مركز قيادة الجيش الحر المستهدف ورأى بأم عينيه هول النار والحمم المنصبة على رؤوس النساء والأطفال الذين دفنوا تحت الأنقاض.

ووصف المراسل المشهد المأساوي بعد مقتل النساء والأطفال، حيث ارتفع نحيب وبكاء رجال آل الكيالي والخطاب لمقتل نسائهم وأطفالهم. وسأل المراسل أحد أفراد عائلة كيالي المنتحبين واسمه مصطفى عن سبب قعودهم في حلب فأجابه "لم يكن هناك أي مكان نذهب إليه، سوريا كلها تحت القصف، أين عسانا أن نذهب؟ كانوا يستخدمون الطائرات المروحية فقط، فظننا أننا سنكون بأمان إذا ما قبعنا في أقبية المنازل".

ووصف المراسل معركة حلب بأنها معضلة لكل من الجيش الحر والنظام على حد سواء. وبينما وصفت وسائل إعلام النظام معركة حلب بأنها "المعركة الحاسمة"، إلا أن جيش النظام يفتقر إلى المهارات والأخلاقيات والمعدات اللازمة لحرب المدن.

وقال المراسل إن قوات النظام تجوب المدينة، ولكن رغم ذلك فإن إمدادات الجيش السوري الحر مستمرة في الدخول. وكما هو الحال في الحصارات السابقة لمدن سورية مثل حمص، فإن قصف المدينة من الجو أسهل من تسليم شوارعها لقوات الجيش التي تستمر في الانسلاخ عنه والالتحاق بالمعارضة.

ووصف المراسل نوعية قوات النظام الموجودة في حلب بأنها "خام وغير مدربة"، وقال إن أسيرين جلبا إلى قيادة الجيش السوري الحر كانا مجرد مراهقين ما زالا في سراويل الجينز.

ورأى المراسل أن هذه الأوضاع هي السبب الذي يشجع الجيش الحر على عدم مغادرة حلب وإصراره على أن النصر الكبير سيكون هنا.

ولكن المراسل أشار إلى وجود تذمر لدى بعض الأهالي لأن الجيش الحر جلب المعركة إلى حلب، إلا أنه أكد بأن ذلك التذمر لا يعني تأييد الأسد.

المصدر : تلغراف