من الذي سينكسر أولا.. روسيا أم الغرب؟
تساءلت صحيفة كريستيان ساينس مونيتور الأميركية عن مصير ما وصفتها بمعركة الخطوط الحمر حول سوريا، ومن الذي سينكسر ويركع أولا، روسيا أم الغرب؟
وأكملت الصحيفة تساؤلها بالقول: ربما لن تنكسر روسيا ولن ينكسر الغرب، وهذا يعني أن الأثر الضئيل الذي خلفته الخطة الدولية لسوريا، سوف يختفي هو الآخر أيضا على قلة تأثيره.
يذكر أن المراقبين الدوليين هم جزء من خطة دولية عرفت بخطة كوفي أنان، وقد تم تمديد مهلة عمل المراقبين في سوريا ثلاثين يوما، يوم أمس الجمعة.
وقالت الصحيفة إن الخلاف بين القوى الغربية في الستة عشر شهرا الأخيرة لا يبدو عليه أي أفق للحل، وكل طرف -سواء روسيا أم الدول الغربية الأخرى- مصر على موقفه، وكل منهم يرسم خطا أحمر لمواقفه ويصر على أن لا يتعداه الطرف الآخر.
وبينما تصر روسيا على دعم موقف الرئيس الأسد، تريد القوى الغربية الأخرى أن يكون لقرارات مجلس الأمن وقعا أكبر، وعقوبات أشد في حال مخالفتها أو عصيانها.
بريطانيا من جهتها تقدمت بمشروع قرار ينص على عقوبات تحت البند السابع من ميثاق الأمم المتحدة ضد أي طرف يخرق بنود خطة أنان، مثل البند الذي يتضمن ضرورة سحب الآليات العسكرية الثقيلة من الشوارع.
وقالت الصحيفة إن روسيا مصابة بحساسية شديدة ضد أي ذكر للفصل السابع الذي يتيح استخدام القوة لتطبيق قرارات مجلس الأمن، والسبب في تلك الحساسية تعود -برأي الصحيفة- إلى ما حدث في ليبيا العام الماضي، حيث تشعر روسيا بأن أي ذكر للفصل السابع سوف يستخدمه الغرب كنافذة للولوج إلى حملة عسكرية تستخدم للإطاحة بالأسد.
وبعد أن تم تجديد مهمة المراقبين لثلاثين يوما كآخر تجديد دون أن يكون هناك تغير ملموس على الأرض في سوريا، ينتظر أن تجيء معركة الإرادات بعد ذلك، حيث كانت الولايات المتحدة قد أكدت من أن لا معنى لاستمرار بعثة المراقبين بالعمل في سوريا إن كانت لا تملك مقومات نجاح عملها.
وقد سبق جلسة مجلس الأمن البارحة الجمعة، ورشة عمل دبلوماسية شملت زيارة أنان لموسكو والأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون لبكين لإقناع العاصمتين بالالتحاق بركب المجتمع الدولي الرافض لما يحدث في سوريا.
يذكر أن موسكو وبكين كانتا قد استخدمتا حق النقض الفيتو في مناسبات سابقة ومنعتا بذلك أي تحرك عسكري دولي في سوريا.
وأشارت الصحيفة إلى كلمات وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قبيل اجتماعه مع أنان والتي اتهم فيها الغرب بـ"الابتزاز"، ووصفت الموقف بأنه لا يبشر بانقشاع قريب للسحب التي تلف الأزمة السورية.