مرسي نقلة من الاستبداد للديمقراطية

كلمة الرئيس المصري / د. محمد مرسي
undefined
كتبت صحيفة تايمز البريطانية في مستهل افتتاحيتها أن انتخاب رئيس من جماعة الإخوان المسلمين هو الخطوة الأولى على طريق رحلة مصر من الاستبداد إلى الديمقراطية.

وقالت الصحيفة إن محمد مرسي لم يكن الاختيار الأول للغرب ليكون أول رئيس لمصر منتخبا بحرية. ولم يكن حتى الاختيار الساحق للمصريين: حيث أن ثلاثة أرباعهم لم يصوتوا له. والحال هكذا، فلم يكن مرسي حتى مرشح الرئاسة المفضل لجماعة الإخوان المسلمين نفسها. والأمر أقرب إلى ولاية صعبة.

وأشارت الصحيفة إلى أن عسكر أكبر دولة في العالم العربي لا يبدون في عجلة من أمرهم للعودة إلى ثكناتهم. ولقد أظهروا بالفعل استعدادهم لكشف مخالبهم عندما نظموا ما يمكن أن يصل إلى انقلاب ناعم قبل الانتخابات الرئاسية. وأقنعوا "بوقاحة قضاة حقبة مبارك" بحل البرلمان قبل استيلائهم على السلطة التشريعية حينئذ -ومنها إقرار ميزانية الدولة- بمنح أنفسهم دورا في صياغة الدستور الجديد بل وحتى إحياء بعض سلطات قانون الأحكام العرفية.

لذلك فإن قول إن مصر أخيرا بدأت تتذوق طعم الديمقراطية -التي تدفق الشعب من أجلها إلى ميدان التحرير أثناء الربيع العربي- من شأنه أن يُعتبر تفاؤلا. وتساءلت الصحيفة عن أن مرسي قد يكون أول رئيس لمصر منتخبا انتخابا حرا، لكنه حر في فعل ماذا تحديدا؟ وإلى متى؟

وأن يكون رفيق مصر في رحلتها من الاستبداد للديمقراطية رجلا من جماعة كانت نموذجا لكثير من الأحزاب الإسلامية في العالم (حتى أثناء حظرها في عقر دارها طوال معظم فترة وجودها التي بلغت 84 عاما) لن يشجع على الفور المصريين العلمانيين ناهيك عن الكثيرين في الخارج. ومن السهل على الغرب اليوم أن يفكر ويخشى الأسوأ.

وأشارت الصحيفة إلى أنه لتبديد شكوك كل من قادة الغرب والمصريين بشأن كيفية استخدامه لولايته تعهد مرسي بأن نوابه سيكونون من غير جماعته أو حزبه، وسيكون منهم أقباط. وستكون منهم امرأة. وسارع في التأكيد على أنه سيكون "رئيسا لكل المصريين". كما أكد على احترامه للمعاهدات الدولية.

وقالت الصحيفة إن الغرب يأمل أن أعباء المسؤولية الملقاة على عاتق الرئيس ستحسن خطاب جماعة الإخوان وهناك إشارات مشجعة على ذلك.

وختمت الصحيفة بأن انتقال تركيا من حكم العسكر إلى الحكم الديمقراطي يقدم لمصر هاديا تتبعه. والرحلة التي تواجهها مصر ويواجهها مرسي ستكون مليئة بالعقبات. لكنها مهما كانت محفوفة بالمخاطر فستظل واعدة أكثر من عهد القمع الذي يتركونه وراءهم.

المصدر : تايمز