مناورات "الأسد المتأهب" صدفة سعيدة

انزال جنود قوات خاصة من طائرات عامودية
undefined

شككت صحيفة كريستيان ساينس مونيتور الأميركية في صحة تقارير صحفية ربطت مناورات الأسد المتأهب 2012 في الأردن بالوضع في سوريا والمواجهات بين نظام الرئيس السوري بشار الأسد والمعارضة المسلحة له.

وأشارت الصحيفة إلى تقارير بثتها قناة "سي إن إن" الأميركية حاولت فيها ربط المناورات التي تقودها الولايات المتحدة بما يجري في سوريا. كما قللت الصحيفة من قيمة تكهنات صحفية أخرى توقعت أن تكون المناورات تمهيدا لعملية اجتياح لسوريا أو غطاء لتدريب المعارضة السورية المسلحة، ووصفت تلك التوقعات بأنها "خيالية".

واستندت الصحيفة في تشكيكها إلى أن التخطيط لهذه المناورات بدأ منذ ثلاث سنين وأن هذه المناورات قد بدأت منذ سنين عديدة. ورأت الصحيفة أن هذه المناورات التي تعتبر الأكبر حجما في تاريخ الجيش الأردني والتي شاركت فيها 19 دولة، ما هي إلا ثمرة مناورات أردنية أميركية سنوية بدأت منذ تسعينيات القرن الماضي، وتحمل اسم "ضوء القمر الممتد".

ولكن الصحيفة عادت وأشارت إلى أن الغرض من أي مناورات عسكرية هو التأكد من استعدادات القوات العسكرية لمواجهة أي ظرف طارئ.

أحد المفاهيم التي نحاول العمل على محوها هو الاعتقاد السائد (..) بأننا تخلينا عن حسني مبارك بشكل أسرع من المتوقع. إن هذه المناورات ترسل رسالة إلى كثير من دول مجلس التعاون الخليجي بأننا لن ندير ظهورنا لهم ببساطة

وبينما يصف الجنرال كين توفو -من قيادة العمليات الخاصة في الجيش الأميركي- المناورات بأنها "لبناء العمل المشترك والصداقة" والتأكد من القدرة على الدفاع عن أي من الدول المشاركة في حال تعرضها لخطر ما، فإن مايكل آيسينستاد -من مركز دراسات الشرق الأدنى في العاصمة الأميركية واشنطن- يصف توقيت المناورات بأنها "مصادفة سعيدة، أعتقد أنهم يسعون إلى نوع من عمليات الحرب النفسية، فالمناورات تشكل عاملا يضيف المزيد من الضغط على النظام في سوريا". لكن المتحدث أشار إلى أن هذه المناورات قد خطط لها منذ وقت طويل.

وأعرب المسؤولون الأميركيون والأردنيون عن اعتقادهم أن مناورات الأسد المتأهب سوف يتم اعتمادها لتصبح مناورات سنوية. وكانت أول مناورات تحت اسم الأسد المتأهب قد أجريت في صيف عام 2011 عندما كانت أنظار العالم تتجه نحو مصر والبحرين واليمن وبداية إرهاصات الثورة في سوريا.
 
من جهة أخرى، نقلت الصحيفة عن مايكل روبن الذي عمل مستشارا لشؤون حربي العراق وأفغانستان لوزير الدفاع الأميركي الأسبق دونالد رمسفيلد بين عامي 2002-2004 قوله إن أهمية المناورات تكمن في تذكير جميع الأطراف بأن التواجد العسكري الأميركي في المنطقة لا يزال مكثفا، وأشار أيضا إلى أن "أحد المفاهيم التي نحاول العمل على محوها هو الاعتقاد السائد بين كثير من قيادات دول الخليج العربي وملك الأردن بأننا تخلينا عن مبارك بشكل أسرع من المتوقع. إن هذه المناورات ترسل رسالة إلى كثير من دول مجلس التعاون الخليجي بأننا لن ندير ظهورنا لهم ببساطة".

كما أشار روبن إلى أن المناورات التي اشتركت فيها عدة دول عربية، تعتبر عاملا مهما في الحفاظ على مستوى معين من التنسيق بين الجيوش العربية في مواجهة التهديد الإيراني، وهو هدف أميركي يعود تاريخه إلى ثمانينيات القرن الماضي.   

ووصفت الصحيفة المناورات بأنها "عملية خاصة" حيث أولي هذا النوع من العمليات اهتماما كبيرا، ودلل آيسينستاد على ذلك بتولي الجنرال ويليام ماكرافِن -رئيس القوات الخاصة في الجيش الأميركي- قيادة المناورات. وأشار آيسينستاد إلى الأهمية المتصاعدة للقوات الخاصة، حيث تقول التقارير إن 70% إلى 80% من القوات الخاصة الأميركية هي في العراق وأفغانستان أو في الشرق الأوسط.

المصدر : كريستيان ساينس مونيتور