صحف بريطانية: ما أشبه سوريا بالبوسنة

A handout picture released by the Syrian opposition's Shaam News Network shows people watching the mass burial on May 26, 2012 of more than 100 victims killed in the central Syrian city of Houla in a massacre condemned by world leaders and described on May 28 by visiting UN-Arab League envoy Kofi Annan as "an appalling moment with profound consequences." While Syria's opposition renewed its call to the international community to help Syrians defend themselves, Damascus' UN envoy Bashar Jaafari said accusations of government responsibility for the Houla attack were part of a "tsunami of lies." AFP PHOTO / HO / SHAAM NEWS NETWORK
undefined

تناولت بعض الصحف البريطانية الأزمة المتفاقمة في سوريا بالنقد والتحليل، وخاصة في أعقاب المجزرة التي شهدتها بلدة الحولة بحمص قبل أيام والتي أسفرت عن مقتل أكثر من مائة، بينهم نساء وأطفال، وقالت إن أزمة سوريا اليوم تشبه كثيرا أزمة البوسنة في تسعينيات القرن الماضي.

فقد أشار الكاتب غيديون راشمان في مقال نشرته له صحيفة فايننشال تايمز إلى ما وصفها بالمجزرة المروعة في بلدة الحولة، وإلى الصور المرعبة لجثث الأطفال الذين قضوا في المجزرة، وقال إن المنظر الرهيب يذكر المرء بالقصف الذي تعرض له أحد الأسواق في العاصمة البوسنية سراييفو عام 1994.

وبينما أوضح أن المجزرة في بلدة الحولة السورية تأتي في وقت يتساءل فيه العالم بشأن ما يمكن فعله إزاء الأزمة المتفاقمة في البلاد، أشار إلى أن الأمين العام للأمم المتحدة حينئذ كان دعا في اليوم التالي للقصف الذي تعرض له السوق إلى قصف مواقع الصرب المحيطة بسراييفو، ومنوها إلى فاعلية التدخل العسكري في البوسنة، وذلك في ظل المذابح المروعة التي كانت شهدتها البلاد.

وبينما قال الكاتب إن الضغط الدولي ضد النظام السوري سيتزايد الأسبوع الجاري في أعقاب مجزرة الحولة، أضاف أن الوقت لم يحن بعد للمقاتلات الغربية للتحليق في الأجواء السورية، موضحا أن القمع الوحشي الذي تمارسه الحكومة السورية ضد الشعب الثائر لا يشكل مبررا كافيا لتدخل عسكري أجنبي.

كاتب بريطاني: الولايات المتحدة وبريطانيا مرتا بتجربة الحرب على العراق، وهما بعد غزوهما العراق باتتا حذرتان إزاء التدخل في أي مكان دون تخويل واضح من جانب الأمم المتحدة

حذر أميركي بريطاني
وقال إنه لو كان القمع الوحشي الذي يمارسه النظام السوري ضد الشعب يشكل مبررا كافيا لتدخل أجنبي لكانت قوات حلف شمال الأطلسي (ناتو) تدخلت في تسعينيات القرن الماضي عندما دفن الروس نفاياتهم النووية في الشيشان أو عندما قضت سريلانكا على نمور التاميل في 2009 على الرغم من الخسائر البشرية في صفوف المدنيين.

وأضاف أنه بعد تجربة الحرب على العراق، فإن كلا من الولايات المتحدة وبريطانيا باتت حذرة جدا إزاء التدخل في أي مكان دون تخويل واضح من الأمم المتحدة.

وعودة إلى الشأن السوري، يقول الكاتب إنه إذا استعدت المعارضة السورية والولايات المتحدة لتقديم ضمانات واضحة إلى موسكو بشأن احترام المصالح الروسية الأمنية في مرحلة ما بعد الرئيس السوري بشار الأسد، فإن الروس قد يتشجعون للانضمام إلى حملة دبلوماسية للإطاحة بحكم عائلة الأسد، معربا عن الأمل في ضرورة استمرار المساعي لوقف عمليات القتل في سوريا.

شجب وإدانة
ومن جانبه أشار محرر شؤون الشرق الأوسط في صحيفة ذي غارديان إلى أن حال سوريا اليوم يشبه حال البوسنة قبل عشرين عاما، وموضحا أن الشجب والإدانة مثلا اللهجة الأسهل في الحالتين.

وقال إنه سرعان ما انتشرت أصداء تعابير الغضب والشجب والإدانة في مختلف أنحاء العالم في أعقاب مجزرة الحولة بحمص السورية، مشيرا إلى التصريحات التي صدرت عن وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون في واشنطن ونظيرها البريطاني وليام هيغ في لندن والبيان غير الملزم الصادر من مجلس الأمن الدولي في نيويورك وتلك التصريحات الصادرة عن خصوم الأسد من السوريين.

وأوضح أنه إذا لم يكن لثلاثمائة من مراقبي الأمم المتحدة دور فاعل في سوريا، فهل سيكون من أثر لعشرة أضعافهم؟ معربا عن الخشية من أن تشهد سوريا المزيد من الأعمال الوحشية على شاكلة مجزرة الحولة قبل أن تشهد البلاد أي تغيير يذكر.

المصدر : غارديان + فايننشال تايمز