الانتخابات المصرية في الصحافة الإسرائيلية

Egyptian moderate Islamist presidential candidate Abdel Moneim Abul Fotouh waves to his supporters as he arrives at a polling station to vote in Cairo on May 23, 2012, during the country's historic presidential election, the first since a popular uprising toppled Hosni Mubarak. AFP PHOTO/KHALED DESOUKI
undefined

تصدرت الانتخابات المصرية الرئاسية التي تجرى اليوم وغدا عناوين الصحافة الإسرائيلية التي تفاوتت نظرتها إلى هذا الاستحقاق الديمقراطي الأهم لمصر بعد ثورة 25 يناير، إلا أنها أجمعت على أن وصول إسلامي إلى سدة الرئاسة يعني تحول مصر إلى "إيران ثانية".

فالكاتب بوعز بسموت رسم صورة سوداوية وقاتمة لمصر بعد الانتخابات في مقالته بصحيفة "إسرائيل اليوم"، وأشار إلى أنه في حال فوز المرشح المستقل عبد المنعم أبو الفتوح، الذي وصفته بأنه الأوفر حظا للفوز، ستنتقل مصر بعد أكثر من 60 سنة استبدادا من العسكر إلى المرحلة التالية وهي استبداد الدين، بحسب وصفه.

وينقل الكاتب في مقالته سيناريو الأديب المصري خالد الخميسي الذي يفيد بأن عمرو موسى هو الرئيس القادم، مدللا على ذلك باتفاق المجلس العسكري وواشنطن على أن لا يكون الرئيس القادم عسكريا ولا إسلاميا، على أن ينتظر الإخوان المسلمون الذين سيطروا على مجلس الشعب الرئاسيات المقبلة.

ويمضي أن المرشحين الإسلاميين محمد مرسي (مرشح الإخوان المسلمين) وأبو الفتوح، سيُبطل بعضهما قوة الآخر (وهو شيء سيمنح المتدينين تعليلا لخسارتهم في الانتخابات)، وستتلقى مصر بسهولة أكبر مساعدة خارجية مع رئيس معروف وليبرالي -لا تهم هوية الفائز-. ويعتقد الخميسي أن "الغليان في مصر سيبقى بعد الانتخابات أيضا". فليس الطموح إلى "الخير بل إلى أخف الشر".

ويضيف الكاتب أن عمر سليمان نائب مبارك الذي استبعد من المنافسة، يشارك أيضا في التنبؤات المتشائمة بتوقعه انقلابا عسكريا إذا دخل إسلامي القصر الرئاسي، لكن ذلك الرئيس يستطيع أن ينظم لنفسه قبل ذلك حرسا ثوريا كما في إيران.

صحيفة معاريف: موسى بلا شك زعيم مجرب خبير في إدارة المنظومة السلطوية، وسياسته ستكون مسؤولة ومتوازنة

موسى خبير
وفي السياق نفسه جاءت مقالة إسرائيل زيف في صحيفة معاريف، والتي شرح فيها أن مصير الانتخابات لا يكمن فقط في النتيجة بل لأنها ستؤدي إلى دولتين مختلفتين جوهريا في اليوم التالي.

فانتخاب موسى -بحسب الكاتب- معناه إعطاء فرصة لمصر لتنجح في الدخول إلى مسار إعادة البناء، وأضاف أن موسى بلا شك زعيم مجرب خبير في إدارة المنظومة السلطوية، وسياسته ستكون مسؤولة ومتوازنة.

وهو يفهم معنى استخدام القوة وقيودها، كما يعرف وعلى علم جيد بأهمية إعادة التقرب من دول المنطقة والدول الغربية.

أما بالنسبة للعلاقات مع إسرائيل، فمن المتوقع لها أن تعود لتكون على ما كانت عليه حتى اليوم، وموسى سيعمل حيالها على مستويين، المطالبة بتجريد المنطقة من النووي وإعادة طرح القضية الفلسطينية على جدول الأعمال، والعمل على منع تدهور العلاقات بين البلدين.

من الجهة الأخرى، وصف الكاتب أبو الفتوح "بالإسلامي الذي لا يملك تجربة في الحكم، ولا يملك رؤية اقتصادية وسياسية دولية، وفي ظل غياب قدرة على بلورة أجندة سريعة للانتعاش الاقتصادي والدولي، فإن من شأنه أن يأخذ مصر إلى توجهات أيديولوجية وكراهية غربية".

ويختم الكاتب بأن هذه الظروف لن تساعد على إخراج مصر من الوحل بل من شأنها أيضا أن تربطها بميول التعاظم الإسلامي في المنطقة. فمصر، التي كانت الجهة الرائدة في منع تصدير الثورة الإيرانية في المنطقة تحت حكم مبارك، من شأنها تحت حكم أبو الفتوح أن تصبح واحدة من مطارحها.

صحيفة هآرتس: رئيس مصر الجديد لا يريد ولا يستطيع التحلل من اتفاقية كامب دفيد لأنها أصبحت جزءا من الواقع السياسي

كامب دفيد
أما تسفي برئيل فركز في مقالته بصحيفة هآرتس على اتفاقية كامب دفيد، واعتبر أن "الضباب الكثيف يغطي عيني إسرائيل" خلال انتظارها هوية الرئيس الجديد لجارتها مصر وخصوصا بعد الحداد السياسي لسقوط الحليف، في إشارة إلى مبارك.

ويوضح الكاتب أن طريق مصر الجديد على تعقيده واحتمالاته وأخطاره هو في نظر إسرائيل أصوات خلفية ليست لها أهمية. فإسرائيل لا ترى أهمية إلا لسلامة اتفاقات كامب دفيد. ومن المؤكد أن استمرار وجودها هو الامتحان الوحيد لعلاقات الدولتين.

ويخلص الكاتب إلى أن رئيس مصر الجديد لا يريد ولا يستطيع التحلل من هذه الاتفاقية، وسيكون من الوهم في المقابل توقع تغيير في سياسة إسرائيل كرامة لمصر وبخاصة إذا ترأسها إسلامي.

وسيكون أسهل وأكثر إقناعا أن تُتهم الثورة المصرية والإخوان المسلمون وموسى أو حتى الله بإفساد العلاقات وبتهديد السلام، من فتح العدسة لرؤية المنزلق الذي تتدهور فيه إسرائيل، وفق كاتب المقال.

المصدر : الجزيرة