صراع الإرادات يهيمن على المشهد اليوناني

Greek presidential guards (Evzones) march in front of the Maximou presidential mansion in Athens on May 14, 2012 as Greek President Carolos Papoulias has meeting with Political leaders. Greek political parties meet with President Carolos Papoulias to discuss prospects of forming a coalition that supports a painful EU-IMF bailout, and so keep the debt-stricken country in the eurozone. AFP PHOTO/ ANGELOS TZORTZINIS
undefined

قالت صحيفة لوس أنجلوس تايمز الأميركية في تقرير لها من العاصمة اليونانية أثينا، إن البلاد أصبحت تترنح من وطأة الفراغ الحكومي نتيجة الصعوبات التي تعتري عملية تشكيل حكومة جديدة.

وأشارت الصحيفة إلى أن الأزمة السياسية الناتجة عن الفراغ الحكومي تتعمق بشكل متسارع، وتتحول إلى شكل من أشكال صراع الإرادات، الأمر الذي أدى إلى اضطراب الاقتصاد والأسواق والعملة الأوروبية.

وشرح كاتب التقرير ما عناه بـ"صراع الإرادات" بأنه الخلاف المستعصي بين ساسة يونانيين يتهمون دولا في الاتحاد الأوروبي -الذي تتمتع اليونان بعضويته- بممارسة "الإرهاب" ضد بلادهم، عن طريق الضغط عليها لقبول إجراءات تقشفية أكثر قسوة. ويحذر أولئك الساسة من أن إخراج اليونان من الاتحاد سيؤدي إلى "وضع منطقة اليورو في مهب الريح".
 
من جهة أخرى، هناك عواصم أوروبية، منها بروكسل وبرلين، تصر على أن تنفذ اليونان الشروط القاسية لكي تصبح مؤهلة للاستفادة من قرضين دوليين لإخراجها من أزمتها الاقتصادية الخانقة. كما ترى تلك العواصم الأوروبية المؤيدة لإجراءات التقشف المتشددة في اليونان، أن خروج اليونان من الاتحاد ومنطقة اليورو "أمر يمكن التعامل معه".
 
وبينما يصعب التكهن في الوقت الحاضر بأي من الفريقين سيفوز في الصراع، إلا أنه يمكن الجزم في أمر واحد وهو أن غرق سفينة اليونان سيسحب دولا مجاورة نحو القاع، وستكون اليونان أول دولة أوروبية تصبح في وضع متعثر رسميا منذ عقود.

إن تبعات خروج اليونان ستكون أشد وقعا عليها هي مقارنة بباقي دول منطقة اليورو

يذكر أن الانتخابات اليونانية العامة الأخيرة لم تسفر عن فوز مطلق لأحد الأحزاب اليونانية، وأصبح من اللازم تشكيل حكومة ائتلافية من الأحزاب المتعددة التي فازت في الانتخابات. وتختلف الأحزاب الفائزة في رؤاها بشأن الموقف من مطالب التقشف التي يسوقها أعضاء الاتحاد الأوروبي الكبار، لذلك فقد تعذر إلى الآن تشكيل حكومة ائتلافية تضم الفريقين المتناحرين حول الموقف من قضية التقشف.

وقد فشلت آخر محاولة قام بها الرئيس اليوناني كارلوس بابويلياس للتوفيق بين الفريقين البارحة، ومن المتوقع أن يحاول الرئيس مرة أخرى هذا اليوم الثلاثاء. وتشير التوقعات إلى أن الرئيس سينادي بحكومة غير حزبية مكونة من تكنوقراط في محاولة للخروج من الأزمتين السياسية والاقتصادية.

وينقل كاتب التقرير عن كريستوس ستايكوس أحد مسؤولي حزب سيريزا اليوناني الذي ينتمي إلى أقصى اليسار، أن معاهدة الاتحاد الأوروبي لا تحتوي على بند خروج الأعضاء من الاتحاد، وليس هناك إمكانية لعمل ذلك إلا بإجبار اليونان على التخلي عن عضويتها في الاتحاد، ويحذر ستايكوس من أن ذلك سيكون له آثار وخيمة وزلزال ذو هزات ارتدادية لا نهاية لها.

ولكن من جهة أخرى، هناك من يقلل من وقع خروج اليونان من الاتحاد ويقول رئيس المصرف المركزي الأيرلندي باتريك هونوهان في هذا الصدد إن ذلك قد يكون مدمرا لو حدث إبان الأزمة الاقتصادية التي ضربت أوروبا والعالم عام 2008، ولكن اليوم فقد اتخذت جميع الاحتياطات اللازمة لضمان عدم وقوع أوروبا في ذلك اليم مجددا.

وقال هونوهان "إن تبعات خروج اليونان ستكون أشد وقعا عليها هي مقارنة بباقي دول منطقة اليورو".

أما وزير الخارجية الإسباني مانويل غارسيا مارخالو فقد قال إن "أفضل شيء يمكن لليونان فعله لتحيا هي وللحفاظ على الاقتصاد الأوروبي والوحدة النقدية الأوروبية (..) هو أن تشكل فيها حكومة بأسرع وقت ممكن".

وركز وزير الخارجية الإسباني على ضرورة امتثال الحكومة اليونانية القادمة لمطالب التقشف التي تضمن لها قروض الإنقاذ.

المصدر : لوس أنجلوس تايمز