مخاوف من لبنان آخر بليبيا

libyans gunmen roam along zawiyah street in the libyan capital tripoli on january 3, 2012, (الفرنسية)
undefined

ذكرت صحيفة نيويورك تايمز أن قادة المليشيات -الذين حولوا ليبيا ما بعد حقبة العقيد الراحل معمر القذافي إلى ما وصفته بإقطاعيات تتمتع بحكم شبه ذاتي- يغرقون في عالم السياسة، وسط مخاوف من تقويض الانتخابات المقبلة وتحويل البلاد إلى لبنان آخر.

فقائد المليشيات من الزنتان الذي يسيطر على المطار في طرابلس استبدل زيه العسكري وارتدى زيا مدنيا ويقول إنه سيخوض الانتخابات، في ظل وجود 1200 عنصر يدعمونه عسكريا.

وبينما أسس رئيس المجلس العسكري في العاصمة حزبا سياسيا، بدأ المجلس العسكري في بنغازي بإعداد لائحة المرشحين لمناصب محلية.

غير أن المليشيات الإقليمية والمجلس الوطني الانتقالي منعوا مدينة بني وليد -أهم معاقل القذافي السابقة- من اختيار حكومتهم المحلية، ويقدم قادة مليشيات آخرون دعمهم العسكري للأحزاب السياسية المشكلة حديثا.

وتشير نيويورك تايمز إلى أن الكتائب التي شكلت لقتال القذافي وغيرها، قد قوضت تعزيز السلطة المركزية وغدت تهدد الأمن، وتتبادل إطلاق النار في شوارع العاصمة، وتعتقل وتعذب المشتبه في أنهم موالون للقذافي، إلى درجة أنها خطفت الأسبوع المنصرم عضوين من المجلس الانتقالي لمدة يومين.

أما القادة السياسيون المؤقتون فيعربون عن أملهم بأن يتمكنوا من تشكيل حكومة منتخبة تحظى بشرعية وتستطيع أن تكبح جماح المليشيات.

الترهوني وغيره من السياسيين المدنيين يخشون أن تتحول ليبيا إلى لبنان آخر حيث غدت المليشيات المسلحة التي تشكلت إبان الحرب الأهلية جزءا دائما من المشهد السياسي

قلق
ومع اقتراب الانتخابات المحلية في أكبر مدينتين (بنغازي وطرابلس) يخشى العديد من المدنيين -في ظل غياب الجيش الوطني وقوات الشرطة- من أن تتمكن المليشيات من ترويع الناخبين، أو الهيمنة على العملية الانتخابية، فتغرق ليبيا في عنف داخلي وتمزقها التوترات الإقليمية، أو من جعل البلاد عرضة لظهور رجل قوي جديد، حسب ما يتوقعه بعض الليبيين في استطلاع أخير للرأي.

وحتى السياسيين المدنيين الذين يشعرون بالقلق من تداخل السياسات والبنادق، يقولون إنهم قد لا يستطيعون مقاومة ذلك، حيث قال وزير النفط السابق علي الترهوني ونائب رئيس الوزراء الذي أسس حزبا جديدا، "لا نريد أن نكون جزءا في ذلك، ولكن ماذا بوسعنا أن نفعل؟".

ويخشى الترهوني وغيره من السياسيين المدنيين من أن تتحول ليبيا إلى لبنان آخر حيث غدت المليشيات المسلحة -التي تشكلت إبان الحرب الأهلية- جزءا دائما من المشهد السياسي.

وتشير الصحيفة إلى أن بعض الكتائب في البلاد بما فيها الكتيبة في المطار التي يقودها مختار الأخضر، طورت موارد مالية مستقلة، على رأسها الخدمات الأمنية، أي "الحماية"، كما قال الترهوني.

ويقر مسؤولون ليبيون بأنهم يعولون الآن بشكل كبير على قيم معينة للحفاظ على النظام، مثل العادات القبلية وروح الثورة والوطنية لدى المسلحين الشباب، ومع ذلك يتوقع مصطفى أبو شقور -نائب رئيس الوزراء في الحكومة المؤقتة- أن يرى السلاح في الشارع.

المليشيات
أما قادة المليشيات الإقليمية فيصرون على أنهم يحرسون الديمقراطية، ويعوضون إخفاقات قيادة المجلس الوطني الانتقالي، ولكنهم غالبا من يستعينون بالقوة خارج أي عملية سياسية أو قانونية.

ويقول فوزي بوكتف -وهو قائد ائتلاف مكون من أربعين كتيبة في بنغازي- إنه كان على وشك الإعلان عن اتحاد وطني للمليشيات يستقل عن وزارتي الدفاع والداخلية، مشيرا إلى أن هذا الائتلاف قد يستخدم القوة لشن حملة ضد الجماعات المسلحة التي ما زالت تعمل في طرابلس.

ويتابع "سنوقفهم ونسجنهم. نحن نعرف من هو الثوري ومن هو غير ذلك" مقرا بأن "المليشيات ما زالت مشكلة، ولكنها الحل أيضا".

أما المسؤولون السابقون في عهد القذافي -الذين يؤسسون حزبا سياسيا- فيقولون إنهم يسمعون صدى الماضي.

وتنقل الصحيفة عن أحد المستشارين السابقين للقذافي -اشترط عدم نشر اسمه- قوله "لقد استخدمنا القوة، وهم يستخدمون القوة. لا شيء تغير، سوى العلم والسلام الوطني".

المصدر : نيويورك تايمز