حاخام: حذار من التفرقة الفرنسية

Policemen are at work near the "Ozar Hatorah" Jewish school, on March 19, 2012 in Toulouse, southwestern France, where four people (three of them children), were killed and two seriously wounded when a gunman opened fire. This is the third gun attack in a week by a man who fled on a motorbike.
undefined

حذر الحاخام اليهودي ديفد ميلر في بلجيكا وأستاذ الأدب في جامعة غريغوريان في روما، من أن تذكي حادثة تولوز التمييز العنصري والانقسامات والشك والكراهية في فرنسا.

وأشار في مقال نشرته صحيفة ذي غارديان إلى أن الهوية الإسلامية للمشتبه في صلته بالهجوم على المدرسة اليهودية في تولوز الذي قتل فيه ثلاثة أطفال وحاخام، ربما تكون دليلا قاطعا على العداوة التي لا تنتهي بين اليهود والمسلمين.

ويتابع الكاتب أن السياسيين الفرنسيين -في خضم الحملة الانتخابية- سيشيرون بأصابعهم إلى الهوية الدينية والسياسية للمهاجم، ويشككون في مكان الإسلام والمسلمين في البلاد.

كما أن آخرين من السياسيين سيركزون كثيرا على عودة جثث اليهود ودفنهم في إسرائيل بحيث يستطيع المرء أن يسمع السؤال الذي لا يطرح بصوت عال: ألم يكن اليهود المغدورون فرنسيين بما يكفي لدفنهم في الأراضي الفرنسية التي عاشوا عليها؟

وهنا يعرب الكاتب عن خشيته من ارتفاع موجة الهلع من الإسلام ومناهضة السامية، التي تعزز الشكوك بشأن مكان اليهود والعرب في المجتمع الفرنسي.

ويحذر أيضا من مسألة محتملة أخرى تتمثل في أن هجوم تولوز سيضع فرنسا مجددا أمام قضية معقدة وهي "الهوية المزدوجة" التي تجاهلتها فترة طويلة.

وفي الختام يدعو الحاخام المسلمين واليهود على السواء إلى عدم التراجع إلى خلف الجدران ذات الهوية الواحدة، محذرا فرنسا من تجاهل التركيبة المعقدة للتنوع السكاني وبالتالي السعي للاختباء وراء وهمية الهوية الفرنسية التقليدية.

وقال إذا ما لجأ الجميع إلى ما يعتبره الكاتب اختيارا خاطئا، فإن مأساة تولوز وما تمثله من كراهية ستكون المنتصر الوحيد.

المصدر : غارديان