إندبندنت: كفى ما جرى بأفغانستان

A handout picture from the British Ministry of Defence taken 04 June 2006, in the vicinity of Nawzad in southern Afghanistan shows British soldiers from 3 Para engaged in fighting with Afghan militants.
undefined

تساءلت صحيفة ذي إندبندنت أون صنداي البريطانية فيما إذا كانت أزمة أفغانستان ستكون أسوأ مما هي عليه الآن، فيما لو انسحبت منها القوات البريطانية عام 2010، وقالت في افتتاحيتها إنها سبق أن دعت الجيش البريطاني إلى الانسحاب في تلك الفترة.

كما تساءلت بشأن جدوى بقاء القوات الأجنبية في أفغانستان إلى نهاية 2014، وقالت إن التبرير الرسمي قد يتمثل في القول إن البقاء في أفغانستان ثلاث سنوات أخرى من شأنه منح الوقت الكافي لقوات الأمن الأفغانية كي تصبح مكتملة البناء ومستعدة لتحمل المسؤولية الأمنية في البلاد.

وقالت الصحيفة إن أعذار وتبريرات المسؤولين على مدار أكثر من عشر سنوات هي نفسها بشأن عدم الانسحاب من أفغانستان، موضحة أنها تتمثل في قول المسؤولين إن أفغانستان تحتاج إلى بضع سنوات أخرى كي تتمكن من الاعتماد على نفسها في ضبط النظام والسيطرة على شؤون البلاد.

وأشارت ذي إندبندنت أون صنداي إلى ما وصفتها بالتقارير البائسة التي تصدر عن القوات الدولية لحفظ الأمن في أفغانستان (إيساف) بشأن القدرات الأفغانية، والمتمثلة في عدم حدوث أي تطور يذكر بشأن القدرات الأفغانية على مدار السنين، ودعت الصحيفة إلى ضرورة تحديد تاريخ واضح للانسحاب.

جدير ببريطانيا التدخل عسكريا لحماية وإنقاذ الشعب السوري من ويلات الحرب التي يشنها عليه الرئيس السوري بشار الأسد

الشعب السوري
وأوضحت أن تحديد وقت لا يزيد عن عام للانسحاب من أفغانستان، من شأنه أن يلفت انتباه المسؤولين والقوات الأمنية الأفغانية إلى ضرورة بذل الجهود الضرورية من أجل تحمل المسؤولية الوطنية.

وأشارت الصحيفة إلى أن البعض يقول إن انسحاب القوات البريطانية من أفغانستان سيؤدي بالضرورة إلى إصابة القوات الأميركية المنتشرة هناك بالإحباط، وقالت إن هذا التبرير غير منطقي، موضحة أن عدد القوات البريطانية في أفغانستان لا يزيد عن عشرة آلاف و500 عسكري، ولكن للولايات المتحدة حوالي تسعين ألف جندي على الأراضي الأفغانية.

وأعربت الصحيفة عن موقفها إزاء بقاء القوات البريطانية في أفغانستان، وقالت إنها لا تمانع في أن تقدم القوات البريطانية الدعم للآخرين إذا كانت هناك أسبابا عادلة، مشيرة إلى أن بريطانيا قدمت دعما عسكريا لفترة محدودة في ليبيا السنة الماضية، وذلك لتجنيب الشعب الليبي حمام دم هدد بإحداثه العقيد الليبي الراحل معمر القذافي بعبارات واضحة.

وقالت الصحيفة إنه يجدر ببريطانيا التدخل عسكريا لحماية وإنقاذ الشعب السوري من ويلات الحرب التي يشنها عليه الرئيس السوري بشار الأسد، مضيفة أنها تدعم موقف السيناتور الأميركي الجمهوري جون ماكين، والمتمثل في دعوته دول حلف شمال الأطلسي (ناتو) إلى الاستعداد لضرورة استخدام القوة عبر خيار عسكري ضد نظام الأسد في سوريا.

وعودة على أفغانستان، فقد قالت الصحيفة إنه لن تتهيأ أبدا ظروف تكون مناسبة للانسحاب من أفغانستان أكثر من تلك التي تهيأت بشأن الانسحاب من العراق، وإن التكلفة باتت تتزايد أكثر كلما زادت مدة بقاء القوات البريطانية في أفغانستان، مشيرة إلى أن القوات البريطانية والقوات الأجنبية الأخرى تكبدت خسائر فادحة في الحرب على أفغانستان.

المصدر : إندبندنت