أزمة دمشق تقرب أنقرة من واشنطن

New York, New York, UNITED STATES : US President Barack Obama meets with Turkey's Prime Minister Recep Tayyip Erdogan during a bliateral meeting on September 20, 2011 at the Waldorf Astoria Hotel in New York.
undefined

قالت صحيفة فايننشال تايمز إن احتدام الأزمة في سوريا دفع تركيا إلى العمل مع الولايات المتحدة، ولكنها أشارت إلى أن هذا الانسجام يبقى محدودا.

فرغم أن تركيا أصبحت أكثر انخراطا في الشرق الأوسط، فإن سياساتها باتت أكثر تناغما مع الغرب من أي وقت خلال السنوات القليلة الماضية.

وهذا الأمر -والكلام للصحيفة- لا يستهان به في وقت تنسجم فيه الجهود الأميركية والأوروبية لإزالة الرئيس السوري بشار الأسد من السلطة، وعندما تتفاقم المشاكل في إيران والعراق.

ورغم أن الفكر الذي ساد في أنقرة على مدى السنوات الأخيرة ينطوي على عدم وجود مشاكل مع الجيران، وهو شعار يعني في الغالب التقرب من الأنظمة الاستبدادية المجاورة، فإن تلك السياسة شابها التعقيد عندما أصبح مصدرا للمشاكل.

الانسجام بين أنقرة وتركيا له حدود، ولا سيما أن المسؤولين الأتراك يقولون إنهم يؤثرون الوقوف إلى جانب المحتجين في الربيع العربي على التملق للولايات المتحدة

عوامل التقارب
فخلال الأشهر الستة الماضية، نفد صبر أنقرة على الأسد الذي رفض وقف العنف وإجراء إصلاحات، ووجدت نفسها في مواجهة مع رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، وتدهورت العلاقات مع طهران على خلفية نشر الدرع الصاروخي في الأراضي التركية.

وقالت الصحيفة إن تلك العوامل ساهمت في التقارب بين أنقرة وواشنطن، فقاد رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان حملة دولية للإطاحة بالأسد الذي كان حليفا له قبل وقت قريب.

وانتقد أردوغان ومسؤولون آخرون سلسلة إجراءات اتخذها المالكي بحق سياسيين من السنة في العراق.

وأشارت الصحيفة إلى أن السماح التركي للدرع الصاروخي يعني التسهيل لتنفيذ السياسة الخارجية الأميركية التي لا تتحدث عنها صراحة وهي الاحتواء، أو الاستعداد ليوم تكون فيه إيران قادرة على إطلاق صواريخ نووية.

غير أن هذا الانسجام له حدود -تقول الصحيفة- ولا سيما أن المسؤولين الأتراك يقولون إنهم يؤثرون الوقوف إلى جانب المحتجين في الربيع العربي على التملق للولايات المتحدة.

كما أن ثمة قائمة من القضايا الهامة التي ما زالت محل خلاف بين واشنطن وأنقرة، بما في ذلك العلاقات التركية مع حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، وخلافها مع إسرائيل، وحملتها لتحقيق تسويات مع طهران بشأن برنامجها النووي.

ولكن الحقيقة البسيطة هي أن الولايات المتحدة باتت تعول أكثر على الحلفاء في تنفيذ أهدافها، وهو ما نقل عن موقف الرئيس باراك أوباما الداعي "للقيادة من الخلف"، فواشنطن تقترب من أنقرة أكثر من أي وقت مضى بدافع منطلق الحاجة.

المصدر : فايننشال تايمز