صحف مصر بين "لا" و"نعم" للدستور

الصحف المصرية ترصد آخر القذائف فى معركة الدستور
undefined

 شرين يونس-القاهرة

صبيحة تصويت ملايين المصريين في الاستفتاء على مسودة الدستور، خرجت الصحف المصرية على صورة حالة الشرخ الحاد التي يعيشها المجتمع، فعناوين أعدادها الصادرة اليوم انقسمت بين ما يدعو للتصويت بنعم وآخر بلا، وصاحبها ذكر إيجابيات مسودة الدستور وسلبياتها.

واهتمت صحيفة "أخبار اليوم" بالمؤتمر الصحفي الذي عقدته الجمعية التأسيسية لوضع الدستور ودافعت فيه عن المسودة، معتبرة أن الدستور الجديد لا يصنع دكتاتورا ولا يقسم مصر كما ادعت بعض القوى السياسية، وأنه أفضل دستور عرفته مصر وأن القول بعكس ذلك "كذب".

ودعا رئيس الوزراء هشام قنديل إلى المشاركة في الاستفتاء، بالقول إن حقوق الشهداء تدعو المواطنين للمشاركة.

ورغم اختلاف الآراء التي أوردتها الصحيفة سواء في حواراتها أو تقاريرها بين مؤيد ومعارض، فإن السمة العامة لتغطية الصحيفة هي الحث على التوجه إلى صناديق الاقتراع سواء للتصويت بلا أو بنعم، وأن المقاطعة لا طائل منها، بل إن رئيس حزب الجبهة الديمقراطية أسامة الغزالي حرب ورغم معارضته للمسودة، وصف المقاطعة بأنها لا تليق بشعب قام بثورة رائعة، وقد تكون دعوة إلى السلبية.

السبب الرئيسي وراء رغبة البعض في إطالة المرحلة الانتقالية والسعي لعرقلة المؤسسات ومحاولات تعطيل تكوينها وتأسيسها، هو العودة إلى نظام الفساد والاستبداد القديم الذي ثار الشعب عليه

معركة "نعم" و"لا"
وخصصت صحيفة الحرية والعدالة (التابعة لجماعة الإخوان المسلمين) صفحتها الأولى بعلامة نعم للدستور، كما تحدثت في صفحاتها الأولى عن أبرز المؤيدين لمسودته، وسردت دليلا إرشاديا للناخب حول طريقة التصويت الصحيحة، ونتائج التصويت بنعم.

واعتبر رئيس تحرير الصحيفة في مقاله أن السبب الرئيسي وراء رغبة البعض في إطالة المرحلة الانتقالية والسعي لعرقلة المؤسسات ومحاولات تعطيل تكوينها وتأسيسها، هو العودة إلى نظام الفساد والاستبداد القديم الذي ثار الشعب عليه.

وأشار إلى أن القوى والتيارات السياسية المعارضة حسمت أمرها وفضلت مصالحها الحزبية الضيقة، وقررت المشاركة في تعطيل المرحلة الانتقالية.

وأكد أن إنجاز الدستور والسماح بانتخابات تشريعية سريعة يتم من خلالها التقدم بأي تعديل دستوري مطلوب، أسرع وأقرب وقتا من رفض الدستور والانتظار إلى حين تكوين جمعية جديدة وإنجاز "مشروع دستور جديد يعرض من جديد ثم ننتظر الموقف الجديد".

من جانبها، خصصت صحيفة الوفد صفحتيها الأولى والأخيرة للدعوة إلى قول لا "لدستور ظالم يتجاهل ثلاثة ملايين عاطل، وسبعة ملايين في العشوائيات، وعشرة ملايين مريض كبد، و25 مليون عامل فقير، و48 مليون فتاة وأم، ويصنع دكتاتورا جديدا".

كما وصف رئيس التحرير التنفيذي للصحيفة وجدي زين الدين المشروع بأنه "دستور العار"، مؤكدا أنه سيصوت بلا لدستور "مشوه تم تفصيله لجماعة الإخوان المسلمين وأتباعها من التيارات المتأسلمة التي تتاجر بالدين"، وأنه اعتمد في مواده على الاستثناءات والمواد غير المفهومة والغامضة.

قذائف وقراءة
وأبرزت جريدة الشروق عنوان "الميادين تطلق قذائفها الأخيرة قبل معركة الصناديق"، مشيرة إلى استمرار حالة التراشق السياسي والطائفي بين ميادين مصر، التي انقسمت منذ الإعلان الدستوري الذي أصدره الرئيس محمد مرسي في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي بين مؤيد ورافض.

فقد احتشد آلاف المؤيدين للرئيس والدستور في ميدان رابعة العدوية بمدينة نصر، بينما تجمع مناهضو مرسي في ميدان التحرير ومحيط قصر الاتحادية، وتحولت ساحة مسجد القائد إبراهيم بالإسكندرية إلى ساحة قتال بين أنصار التيار الإسلامي المؤيدين للدستور، وأنصار القوى المدنية المعارضين له، إثر درس الشيخ أحمد المحلاوي الذي ألقاه عقب صلاة الجمعة داعيا فيه إلى التصويت بنعم، مما آثار غضب المعارضين الذين احتجزوا الشيخ في المسجد.

بدوره اعتبر رئيس تحرير جريدة الأهرام عبد الناصر سلامة أن الصراع السياسي والخطاب الإعلامي خرجا عن إطارهما الطبيعي والصحيح، والمواطن في النهاية هو الضحية.

ودعا سلامة الجميع إلى ضرورة قراءة الدستور دون وصاية أو تفسير أو تأويل من أحد، حتى "لا نظل عرضة للخديعة من أي طرف كان، مع الأخذ في الاعتبار أنه ليس كتابا مقدسا، بمعنى أن تعديله أو إعادة النظر فيه مستقبلا أمر وارد بل ومؤكد، إلا أن هذه الفترة المظلمة من تاريخنا لا بد أن تمر".

المصدر : الجزيرة