صحيفة: عاصفة أمام علاقات أنقرة وواشنطن

- SEOUL, -, REPUBLIC OF KOREA : US President Barack Obama (R) and Turkish Prime Minister Recep Tayyip Erdogan leave after their bilateral meeting in Seoul on March 25, 2012 on the eve of the 2012 Seoul Nuclear Security Summit. World leaders including US President Barack Obama on March 26 will launch the summit on the threat from nuclear-armed terrorists, but the atomic ambitions of North Korea and Iran are set to feature heavily. AFP PHOTO / Jewel Samad
undefined

قالت صحيفة واشنطن بوست الأميركية اليوم إن عاصفة تنتظر العلاقات التركية الأميركية بسبب استمرار الحرب في سوريا ودخول تركيا طرفا فيها. فواشنطن ترغب في المزيد من الانتظار لمعرفة مصير الأسد في حين أصبحت أزمة سوريا بالنسبة لأنقرة قضية لا تتحمل الانتظار.

وتطرقت الصحيفة إلى العلاقة الوثيقة التي نمت بين الرئيس الأميركي باراك أوباما ورئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان خلال الأعوام الماضية وقالت إن هذه العلاقة زودت الولايات المتحدة بحليف مسلم كبير في الشرق الأوسط وإن الطرفين عملا معا وعلى نحو وثيق من أجل استقرار العراق.

وأشارت الصحيفة في مقال كتبه مدير برنامج الأبحاث التركية والباحث المشارك في معهد واشنطن لأبحاث سياسات الشرق الأدنى سونر كاغاتباي إلى التطورات العسكرية التي حدثت مؤخرا بين سوريا وتركيا وبلغت حد قصف كل منهما أراضي الأخرى.

بروز الخلافات
وقال سونر إنه خلال الأزمة السورية التي استمرت حتى اليوم 18 شهرا كانت تركيا تفترض أنها والولايات المتحدة على طرف واحد بشأن تغيير النظام السوري، لكن الآن بدأت الاختلافات تبرز إلى السطح.

واشنطن ترى أن النهاية الهادئة نسبيا والمتدرجة ممكنة في سوريا وأن الأمل معقود على التئام مجموعات المعارضة ونجاحها في هزيمة الأسد وتفادي الحاجة لتدخل أجنبي مستعجل

وأوضح الكاتب أن إدارة أوباما مترددة إزاء سوريا لعدة أسباب منها خشية العواقب غير المعروفة قبيل معركة الانتخابات الرئاسية الوشيكة وتعب الشعب الأميركي من الحروب.

أما أردوغان فيبدو أنه ينظر إلى هذه الأسباب كغطاء لعدم اهتمام عام بالمشكلة السورية التي تعاني منها تركيا. وقال سونر إن إحدى العلامات على ذلك توبيخ أردوغان لأوباما يوم 5 سبتمبر/أيلول على شاشة سي أن أن ووصفه له بالافتقار للمبادرة بشأن سوريا. وعلق سونر على ذلك قائلا "هذه من المرات النادرة التي ينتقد فيها أردوغان الصديق المخلص لأوباما صديقه".

عنصر شخصي
وقال سونر إن ما قاله أردوغان نذير شؤم. فرئيس الوزراء التركي يميل، وفق ما ذكره الكاتب، إلى معاملة القادة الأجانب كأصدقاء، ويحتد مزاجه عندما يعتقد أن صديقه لم يقف إلى جانبه. "كلما اختلفت نظرة واشنطن لسوريا عن نظرة تركيا، ازداد قلق أردوغان بسبب ما يراه عدم رغبة أوباما في دعم سياسته".

وأوضح الكاتب أن سياسة واشنطن ترى أن النهاية الهادئة نسبيا والمتدرجة ممكنة في سوريا وأن الأمل معقود على التئام مجموعات المعارضة ونجاحها في هزيمة الأسد وتفادي الحاجة لتدخل أجنبي مستعجل "وهو خيار تخشى واشنطن أن يتسبب في حدوث فوضى".

أما أنقرة، فترغب في نهاية هادئة لكن على نحو سريع، خاصة مع التطورات العسكرية هذا الأسبوع. تركيا تشعر بسخونة الأزمة على أبوابها، "وأردوغان لديه كل الأسباب لأن يعتقد أن الوقت ليس في صالحه".

العلويون الأتراك وحزب العمال
وأشار سونر إلى أن الطبيعة الطائفية للصراع في سوريا بدأت تنفذ إلى داخل تركيا. فالعلويون الأتراك بجنوب البلاد غير راضين عن سياسة بلادهم تجاه النظام السوري وكانوا يسيرون مظاهرات مؤيدة لدمشق ومعارضة لأنقرة بانتظام خلال الصيف، كما بدؤوا يمتعضون من اللاجئين السوريين السنيين بمناطقهم في الجنوب التركي.

مع هذه السياسات المختلفة لكل من أردوغان وأوباما، يبدو أن توتر العلاقات الأميركية التركية لا يمكن تفاديه

وقال الكاتب هذه هي مشكلة أنقرة وربما تتفاقم أكثر إذا دخلت سوريا في حرب طائفية شاملة. كما أن تركيا تخشى حزب العمال الكردستاني الذي سمح له الأسد مؤخرا بالعمل من داخل سوريا، بالإضافة إلى التأثيرات الاقتصادية السلبية للحرب على تركيا.  

وأشار إلى أن كل ذلك لا يبشر بخير بالنسبة لآمال أردوغان بأن يكون أول رئيس لتركيا يُنتخب مباشرة من قبل الشعب في 2014 -حتى الآن كان الرئيس التركي يُنتخب من قبل البرلمان- ورغم أن حزب العدالة والتنمية الذي يقوده أردوغان نال نسبة 49.5% من الأصوات في انتخابات العام الماضي، فإن اتساع هجمات حزب العمال ربما تقلل هذه النسبة.

وتوقع الكاتب أن تضغط تركيا على الولايات المتحدة خلال الأيام المقبلة من أجل عمل أقوى ضد الأسد بما في ذلك تأييد واشنطن للملاذات الآمنة للنازحين داخل سوريا والإجراءات الأخرى التي تعجل برحيل النظام. كما توقع ثبات واشنطن على سياستها.

وقال سونر أيضا إنه ورغم أهمية هذه الاختلافات، فإن تمزقا في العلاقات بين البلدين غير مرجح. فتركيا تعتمد كثيرا على أميركا، وهناك إيران والنظام الذي يسيطر عليه نوري المالكي الشيعي في العراق.

وأشار الكاتب إلى أن موافقة أنقرة على استضافة مشروع الدفاع الصاروخي لـحلف الناتو في سبتمبر/أيلول 2011 تشير إلى سعي تركيا للحصول على أمنها في إطار الناتو الذي يمكن أن يكون حصنا لها ضد إيران وروسيا.

وختم الكاتب مقاله قائلا "مع هذه السياسات المختلفة لكل من أردوغان وأوباما إزاء سوريا يبدو أن توتر العلاقات الأميركية التركية لا يمكن تفاديه.

المصدر : واشنطن بوست