العوز أوقع ملاديتش بيد السلطات

RESTRICTED TO EDITORIAL USE - MANDATORY CREDIT POLITIKA NEWSPAPER - NO MARKETING NO ADVERTISING CAMPAIGNS - DISTRIBUTED AS A SERVICE TO CLIENTS

ملاديتش عانى ضائقة مالية خانقة أوقعته في أيدي السلطات (الفرنسية+صحيفة بوليتيكا الصربية)

قالت صحيفة نيويورك تايمز إن الزعيم الصربي المطلوب لدى محكمة جرائم الحرب في لاهاي راتكو ملاديتش كان يعيش في ضائقة مالية خانقة، ونسبة إلى محققين في صربيا فإن أكثر طلباته إلحاحا عند القبض عليه كان الإفراج عن مخصصاته التقاعدية كضابط في الجيش الصربي والبالغة 140 يورو شهريا.

وتنقل الصحيفة عن المحقق برونو فيكاريتش قوله إن ملاديتش قال ثلاث مرات "أريد مستحقاتي التقاعدية.. أريد مستحقاتي التقاعدية". يذكر أن مستحقات ملاديتش التقاعدية تم تجميدها عام 2005 ضمن إستراتيجية اتبعها المحققون لتجفيف منابع تمويله وإبعاد الأصدقاء والمناصرين عنه.

ورغم القبض على ملاديتش الذي ظل هاربا مدة 16 عاما من تهم إبادة جماعية في حرب البوسنة والهرسك، فإن أسئلة كثيرة لا تزال تحوم حول قضيته ولا سيما الحلقة الضيقة من المناصرين التي ساعدته على الإفلات من السلطات طوال السنين الماضية.

تقول الصحيفة إن المدعي العام لمحكمة جرائم الحرب سيرغي براماريتز عبّر مرات عديدة عن امتعاضه من تباطؤ الحكومة الصربية في تنفيذ عملية ملاحقة جدية لملاديتش، وكان على وشك إصدار تقرير يصف فيه جهود الحكومة الصربية في هذا المجال بالفاشلة، الأمر الذي من شأنه التأثير سلبا على سعي بلغراد للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي.

الحكومة الصربية نفت على لسان وزير خارجيتها فوك جيرميك أن يكون القبض على ملاديتش نتيجة الضغوط المتصاعدة على بلغراد، لكنه أشار إلى أن عملية إلقاء القبض يجب أن تلغي أي موانع لانضمام بلاده إلى الاتحاد.

السلطات الصربية صادرت 80 ألف يورو من منزل زوجة ملاديتش العام الماضي (الفرنسية)
السلطات الصربية صادرت 80 ألف يورو من منزل زوجة ملاديتش العام الماضي (الفرنسية)

ورغم القبض على ملاديتش فإن أسئلة كثيرة ما زالت تبحث عن إجابة على حد قول الصحيفة، وهذه الأسئلة تتركز على مدى معرفة الحكومة الصربية بمكان ملاديتش قبل القبض عليه، وهل كانت على علم بتحركاته وتقاعست في القبض عليه أم لا؟

المحققون الصرب قاموا على مدى السنين الماضية بغارات على منازل عائلة ملاديتش وأصدقائه ومناصريه صادروا خلالها مبالغ كبيرة من المال، كان آخرها العام الماضي عندما صادروا 80 ألف يورو نقدا من منزل ملاديتش الذي تقيم فيه زوجته.

وقد لاحظ المحققون أنه في الفترة الأخيرة التي سبقت القبض على ملاديتش، حدث انخفاض لافت في كميات المبالغ النقدية التي يتم ضبطها عند داعميه، مما أدى إلى اعتقادهم بأنه يعاني من أزمة نقد حقيقية، وهو أمر خطير لشخص هارب يحتاج إلى مبالغ كثيرة ليؤمن مخابئ آمنة له.

وتقول الصحيفة إن محامي ملاديتش اشتكى من تعرض عائلة موكله لضغوط قوية، حيث قال إن ابنته فصلت من دائرة حكومية رغم التقارير الإيجابية عن عملها، وشركة الحاسوب التي يمتلكها ابن ملاديتش بدأت تفقد العقود التي حصلت عليها.

يذكر أن ملاديتش طلب مرارا أن يزور قبر ابنته "آنا" التي انتحرت عام 1994 مستخدمة مسدس والدها، إلا أنه لا يزال يصر على أنها قتلت. كما طلب مقابلة صديقه القديم ووزير الصحة الصربي الحالي الدكتور زوران ستانكوفيتش الذي فحص جثة ابنته آنا.

رغبة ملاديتش نفذت وزاره الدكتور ستانكوفيتش في سجنه، لكن الأخير رفض الإفصاح عن ما دار بينه وبين ملاديتش، لكنه وصف صديقه القديم بأنه شاخ ولم يعد "الرجل الذي عرفه في الماضي".

المصدر : نيويورك تايمز